أنباء اليوم
السبت 27 يوليو 2024 02:22 مـ 20 محرّم 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
الرئيس السيسي يجتمع مع وزير التربية والتعليم و مدير الأكاديمية العسكرية المصرية التعليم : فتح باب التقدم لاختيار المعلمين والإداريين للالتحاق بفريق عمل مدارس التكنولوجيا التطبيقية حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع رئيس الوزراء يتفقد مشروع أبراج ”الداون تاون” بمدينة العلمين الجديدة وزير الخارجية يستقبل الدكتور خالد العناني مرشح مصر لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو الداخلية : ضبط 3 عناصر إجرامية بحوزتهم كميات من المواد المخدرة بالدقهلية وزير الري يتفقد محطة ٦ على المسار الناقل لمحطة الدلتا الجديدة رئيس الوزراء يتفقد الوحدات الجاهزة للتسليم بمشروع ”الحي اللاتيني” بالعلمين الجديدة محافظ الغربية يتابع الحملة التفتيشية المفاجئة على المخابز البلدية رئيس جهاز التمثيل التجاري: مصر تمثل نقطة مركزية هامة لدول ”بريكس” وزير الإسكان يُصدر 26 قراراً لإزالة التعديات ومخالفات البناء الواقعة بمدينة القاهرة الجديدة رئيس الوزراء يبدأ جولة تفقدية بعدد من المشروعات بمدينة العلمين الجديدة

إلى السيد ميم ..! بقلم / أميرة عبد الباري

أميرة عبد الباري
أميرة عبد الباري

عزيزي السيد ميم / أنت الآن تقطن في النصف الآخر من العالم ، وقد تتعرف على مئات الآلاف من الأفراد ، ولكن ليس بينهم من يُشبهك تماماً ويشبه تميزك الخاص بك ، والذي أتى بك إلى هنا وجعلهم ينظرون إليك ، وإلى اختلافك عنهم ، فالمبدعون مختلفون دائماً ، وأنت ذاهب لتنال منصباً يحسدك عليه الأصدقاء قبل الأعداء .

لم يستغرق القرار مزيداً من شحذ التفكير لديك ، حزمت الأمتعة وشددت الرحال ، وعلمت بسفرك مثل غيري على منصات التواصل الإجتماعي ؛ ولكني سعدت لكونك استطعت أن تترك السلبية التي تفوح في كل مكان هنا ، وروح الكراهية التي تنبعث من كل الجهات ، مثل عاصفة من المواقف الصادمة والسيئة ، ومن حق نفسك عليك أن تستريح ولو قليلاً من عناء التفكير و التخطيط .

يا عزيزي .. كنت على علم بأنك ستنال أعلى المناصب يوم بعد يوم ، وأنك ستتفوق على زملاء جيلك ، وأجيال أخرى أتت وستأتي من بعدك ، وسيظل علمك علامة لهم ليسيروا على نهج خطاك أبد الدهر .

أتصدق يا عزيزي أني أرسلت روحي خلفك متتبعة ، أردت أن أكون أول المهنئين ، فأنا على العهد و معك في كل خطوة تخطوها ما حييت .

دنوت منك في خطىٍ ثقيلة ، ربما تُعطيني بعض الإهتمام وسط زحام من حولك ، وتمنيت ألا أشعر بأن وجودي باهتاً في عينيك ، وأستهلك طاقتي فى الإنتظار دون فائدة .

يا عزيزي اعتدت أن أواجهك بالحقيقة دائماً ، واعتدت أيضاً سماعها منك دون تزيين ، ولكن مع تجاربي القليلة في الحياة أود أن أوصيك ألا تقع ضحية تلك المثالية المفرطة ، وتعتقد بأن قول الحقيقة سوف يجعلك في مكانة مختلفة عند الناس ، فالناس تنجذب وتعشق من يستطيع تخديرها بالأوهام ، أما الحقيقة فتُثير نفورهم .

وألا تحزن من مقابلة أفعالك ونصائحك بالنكران والجفاء ، فقط تذكر : ‏"قال ربِ إني دعوت قومي ليلاً ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا .." ، فجميعنا نمشي في خطى التغيير ولم نفلح من ذلك .

يكفيكَ بوجهك المشرق أن تُنير درب الظلام وتُضئ طرقات الحياة لكل عابر ، وتذكر .. أن لا جمال ولامال يدوم في زحمة الدرب العتيق ، لن يبقى إلا عملك وأثره في النفوس ، وكلماتك الطيبة التي تصنع لنا أجنحة ، فلا تعامل الناس بمثل صنيعهم فتخسر جميل فعلك ، إذ قال ربّك "وهم يحسبون أنّهم يُحسنون صُنعًا".