أنباء اليوم
الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 11:36 صـ 23 ربيع أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية يترأس الاجتماع الثلاثين للمجموعة الوزارية للتنمية الصناعية وزيرة التنمية المحلية ومحافظ الأقصر يتسلمان جائزة الآغا خان العالمية للعمارة 2025 ضياء رشوان : كلمة الرئيس السيسي بالقمة العربية الإسلامية تؤكد الصراحة والوضوح والانحياز للقضية الفلسطينية رئيس جامعة القاهرة يلتقى وفد لجنة الثقافة والتعليم والاتصال والرياضة بمجلس الشيوخ الفرنسى وزير الري يلتقى وزير الأشغال البحرينى هدى الأتربي تواصل تصوير مسلسل ”كلهم بيحب مودي” لعرضه في رمضان الأهلي يوفر نظامًا إلكترونيّا للأعضاء لتسهيل المشاركة في التصويت على اللائحة لأول مرة.. بطولة الشركات تطلق منافسات السيدات والسلة الشاطئية والبادل بمشاركة 5000 لاعب برعاية رئيس الوزراء غرفة عمليات في الأهلي استعدادًا لاجتماع الجمعية العمومية الأعلى للشئون الإسلامية ينظم المعسكر الأول لطالبات جامعة الأزهر غارة إسرائيلية تستهدف مبنى في منطقة كسار زعتر جنوب لبنان محافظ بورسعيد يشهد حفل تخرج دفعة جديدة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا

هل نستحق الأفضل دائمًا؟ وهل من يتركنا يجب أن يتألم؟ رحلة بين الأنانية وتقبل الواقع

ولاء مقدام
ولاء مقدام


في أعماق كل منا، هناك صوت خفي يهمس بأننا نستحق الأفضل دائمًا، الأجمل، الأكثر إشراقًا. نحن نرى أنفسنا أحيانًا كأبطال قصصنا، وكأن الكون يدور حولنا، وأن كل من يجرؤ على تركنا أو الابتعاد عنا يجب أن يدفع الثمن. هذه الفكرة، وإن كانت تبدو مغرية، تحمل في طياتها بذور الأنانية ورفض الواقع. فهل نستحق حقًا الأفضل دائمًا؟ وهل من يتركنا يجب أن يتعذب؟

الوهم الجميل: أننا نستحق الأفضل

نحن نعيش في عالم يغذّي لدينا فكرة أننا "مميزون"، أننا نستحق كل ما هو جميل ورائع في الحياة. هذه الفكرة قد تكون محفزة أحيانًا، تدفعنا لتحقيق أحلامنا والسعي نحو الأفضل. لكنها أيضًا قد تتحول إلى سيف ذو حدين. عندما نعتقد أننا نستحق الأفضل دائمًا، دون جهد أو تضحية، نقع في فخ الأنانية. نبدأ في النظر إلى الآخرين وكأنهم أدوات لتحقيق سعادتنا، وإذا لم يلبوا توقعاتنا، نعتبرهم خائنين أو غير جديرين بنا.

من يتركنا يجب أن يتألم؟

هناك شعور غريزي بالرغبة في الانتقام أو الرغبة في أن يندم من يتركنا. نريد أن نرى الألم في عيونهم، وكأن هذا الألم سيعيد إلينا كرامتنا أو سيُشعرنا بأننا على حق. لكن هل هذا صحيح؟ هل الألم الذي نشعر به عندما يتركنا شخص ما يمكن أن يُشفى برؤيته يتألم؟ الحقيقة هي أن هذه الرغبة في الانتقام أو رؤية الآخر يتألم هي انعكاس لجرحنا الداخلي، وليست حلاً حقيقيًا. بل قد تكون هروبًا من مواجهة مشاعرنا الحقيقية: الحزن، الخسارة، والخوف من الوحدة.

الأنانية الخفية: عندما نضع أنفسنا فوق الجميع

عندما نصرّ على أننا نستحق الأفضل دائمًا، وأن من يتركنا يجب أن يتألم، نقع في فخ الأنانية. ننسى أن الآخرين أيضًا لديهم مشاعر، أحلام، وحقوق. ننسى أن العلاقات الإنسانية ليست مبنية على التملك، بل على التفاهم والتقبل. قد يكون من الصعب تقبل فكرة أن شخصًا ما لم يعد يرغب في البقاء معنا، لكن هذا لا يعني أنه شخص سيء أو أنه يجب أن يتألم. ربما هو فقط يسعى لطريقه الخاص، تمامًا كما نفعل نحن أحيانًا.

تقبل الواقع: الخطوة الأولى نحو الشفاء

بدلًا من التمسك بفكرة أننا نستحق الأفضل دائمًا، وأن من يتركنا يجب أن يتألم، ربما علينا أن نتعلّم تقبل الواقع كما هو. الواقع قد يكون قاسيًا أحيانًا، لكنه أيضًا مليء بالدروس والنمو. عندما نتقبل أن الحياة ليست دائمًا كما نريد، وأن الناس ليسوا ملزمين بتحقيق توقعاتنا، نبدأ في التحرر من قيود الأنانية والغضب. نتعلم أن السعادة الحقيقية تأتي من الداخل، وليس من خلال التحكم في الآخرين أو رؤيتهم يتألمون.

نحو فهم أعمق لأنفسنا والآخرين
في النهاية، الفكرة التي نؤمن بها بأننا نستحق الأفضل دائمًا، وأن من يتركنا يجب أن يتألم، هي فكرة تحتاج إلى إعادة نظر. ليست كل الأشياء الجميلة في الحياة ملكًا لنا، وليس كل من يبتعد عنا يستحق الألم. الحياة ليست دائمًا عادلة، لكنها تمنحنا فرصًا للنمو والتعلّم. عندما نتقبل هذا، نبدأ في رؤية العالم بشكل أكثر وضوحًا، ونصبح أكثر تعاطفًا مع أنفسنا والآخرين.
لذا، دعونا نترك فكرة "الأفضل دائمًا" جانبًا، ونتعلم أن نعيش بقلوب مفتوحة، مستعدين لتقبل كل ما تأتي به الحياة، بكل ما فيها من فرح وألم. لأن في النهاية، الحياة ليست عن الاستحقاق، بل عن التجربة والنمو.