أنباء اليوم
الأربعاء 17 ديسمبر 2025 06:14 صـ 26 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
الأرصاد : طقس الأربعاء . .أجواء باردة فى الصباح الباكر معتدلة الحرارة نهارا على أغلب الأنحاء وزير الرياضة وهاني أبو ريدة يحفزان المنتخب الوطني قبل أمم أفريقيا الولايات المتحدة توافق على مبيعات عسكرية محتملة إلى لبنان منتخب مصر يستعيد نغمة الانتصارات أمام نيجيريا في ختام تحضيراته لأمم أفريقيا ” خاص ” فابريس اكوا : منتخب أنجولا سيكون مفاجأة الكان ..و الفراعنة قادرون على تحقيق اللقب محمود سامي البارودي ودوره في الثورة العرابية رئيس جامعة السويس يستقبل وزير التربية والتعليم السابق ورئيس جامعة الريادة الدهشوري رئيس سيلفر سكرين يحصد جائزة التميز والابداع العربى كافضل شركة تسويق وتنظيم مؤتمرات لعام 2025 رئيس الوزراء: الحكومة تضع خفض الدين العام والخارجي وتقليل أعباء خدمته هدفًا أساسيًا خلال هذه المرحلة وزير الاتصالات : تأهيل الشباب للعمل كمهنيين مستقلين يساعد فى توسيع نطاق سوق العمل رئيس جامعة المنوفية يستقبل المستشار التعليمي بسفارة الجمهورية التركية بالقاهرة البريد المصري يستضيف ورشة عمل ”نظم وأدوات تكنولوجيا المعلومات”.. التابعة للاتحاد البريدي العالمي

إلى السيد ميم ..بقلم - أميرة عبد الباري

 أميرة عبد الباري
أميرة عبد الباري

عزيزي السيد ميم : أرسل إليك وأنا في أشد أوقات تعبي ، فليس لديّ من هو أعز منك لأكتب إليه ، وحسب إعتقادي أن هذه الفترة من أسوأ الفترات "إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق" التي عشت فيها أعاني نهارا وبالأخص ليلا ، صلابتي تذوب مع العتمة ، لتكشف عن قلب صغير ضعيف خائف لا يحتمل الحزن والألم ، كنت أخبر الله في كل يوم أنه أحن وأكرم عليّ ، وهو أعلم بما يجول في صدري ، يعلم خوفي وضعفي ، أقول له بصوت خافت : يا رب أنت أعلم بي وأعلم بحالي ، وأنت وحدك تعرف أنني لا أحتمل هذا الألم .

أتعلم أن هذه كانت المرة الأولى التي بت أعاني فيها ليلاً من شيء دونك ، وما أقسى الليل يا عزيزي عندما يعاني كل منا من شئ يراه بعيد المحال وينسى أنه علي رب العالمين هين ، فهناك من يعاني من ألم الروح بسبب الوحدة ، وبالرغم من وجود الكثيرين حوله إلا أنه لا يجد من يستمع إليه ليخفف وطأة الألم وحدّته على نفسه ، وهناك من يعاني من ألم الجسد ، وهناك من يعاني الإثنين معاً ، وهناك من يظل يشعر بالقلق دون سبب واضح ، وأنت أكثر علماً مني بذلك جيداً ، وأكثر ما يُدمى قلبي أنني لا أستطيع أن أبوح لك بكل ما يجول في خاطري خشية أن اقلقك من كثرة مراسلاتي وتشعر بالضيق .

يا عزيزي أعجبني حديثك عن الحب الراقي النقي ، قد لا أكون متعسفة أو مبالغة إذا ما وصفت الإسلام بدين الحب ، ولا غيره معيناً لك على أن تخفف وطأة الألم وحدته على كل نفس تطرق بابك ، وأن تكون نصيراً للمستضعفين ، وسنداً لكل خائر النفس واهن العزيمة والطريق أمامه وعرة وطويلة يريد أن يرمم نفسه ولكنها تأبى .

كنت أترك أهلي نياماً ، ولا أستطيع البوح أمامهم بالألم الذي أعيشه ، وأذهب أدعو الله وأرجوه ، أنظر إلى السماء وأبكي ، وتنهار كل القوة التي كنت أدعي إمتلاكها في النهار ، وشعرت حينها أن الموت يلاحقني كل ليلة .

أتعلم يا عزيزي أنك الوحيد الذي إذا شارف على الموت فلن يغادر ويترك خلفه عَلِيلاً واحداً بحاجة إليه ، وسيقوم ليستجمع قواه ويوفي بعهده إلى الجميع ، ويعود ليتمسك بالحياة رغم لحظات الضعف التي تلاحقه من حينٍ إلى حين .

كنت واثقة أنك لم تتركني دون أن تطبطب عليّ وعلى ألمي من ندبات لا يزول أثرها حتى وإن توالت الأيام ومرت السنون ، أرجوك لا تقرأ كلامي كرواية تراجيدية لفتاة سوداوية ، تحولت من فتاة مقبلة على الحياة تنتظر فرحتها الكبرى ، إلى فتاة يائسة تبكي طوال الوقت ولا ترى سوى اللون الأسود ، وإذا بي أوثق ويلاتي ، وأدون على منصتي الرقمية كل ما أرى وأسمع من معاناة لا يمكن وصفها ، فالنفس ضعيفة وهشة لا تتحمل ..

أوصيك يا عزيزي بكل ما تعلمته من تلك المحنة إلى أن تنتهي ، ويريد الله بي أن أكمل مسيرتي في تلك الحياة : عندما تشعر بالهوان إجعل هذه الآية نصب عينيك "واصبِر وما صبرُكَ إِلا بالله" لتواجه بها عثرات الحياة من دوني .. وتذكّر دائماً أفراحنا وأيامنا الحلوة .