الثلاثاء 16 أبريل 2024 07:54 صـ 7 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

”المرآة” بقلم - ولاء مقدام

الأستاذة/ ولاء مقدام
الأستاذة/ ولاء مقدام


المِرْآة (الجمع: مَرَايَا) هي أداة لها القابلية على عكس الضوء بطريقة تحافظ على الكثير من صفاتهما الأصلية قبل ملامسة سطح المرآة.هذا هو التعريف المتداول للمرآة هى تعكس الصورة التى تظهر فيها ،عندما يقف الإنسان أمام المرآة يرى انعكاس صورتة الحقيقة نفس الملامح ونفس تفصيله .قيس هذا على تربية الأبناء فليس فى الأساس مجرد كلام يقال للأبناء إنما هو انعكاس لتصرفات وسلوكيات الآباء .الأبناء يتعلمون بالنمذجة والتقليد وليس مجرد كلام يتم إلقائه على مسامعهم .سوف نتناول فى السطور القادمة بعض الأساليب التى يتعامل بها الآباء مع الأبناء فى التربية .وأثر هذة الأساليب على التنشئة.سوف نوضح الفرق بين الرعاية والتربية
قد جعل الله سبحانه وتعالى انجاب الاطفال زينة الدنيا قال فى كتابة العزيز بسم الله الرحمن الرحيم( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ﴾ [ الكهف: 46]صدق الله العظيم .
.أن الأبناء نعمة كبيرة لذلك وجب الحفاظ عليها ومسؤولية عظيمة سوف يحاسب عليها الآباء والأمهات يوم القيامة أمام الله .لكن كثير من الآباء يخلط بين مفهوم الرعاية ومفهوم التربية ،فالرعاية مثل الاهتمام بالغذاء وتوفير الاحتياجات الأساسية حتى يستطيع الطفل الحياة حياة كريمة لكن التربية هى تغير السلوك للأفضل واكسابة السلوكيات المرغوبة اجتماعيا لذلك ليس كل من انجب واهتم بالطفل قام بتربيتة تربية سليمة .
نرى أن هناك بعض الأخطاء فى مفهوم التربية والتعامل مع الاطفال خصوصا فى المراحل العمرية الاولى .قد يغيب على الأسرة بعض الأساسيات التى تؤثر بعد ذلك على حياة أبنائهم نجد أن قد يفهم أطفالهم فهم خاطئ مثلا نجد كثيرا أن الأم تشتكى أن طفلها يحدث ضوضاء فهى تريدة دائما هادئ ولكن الطفل السوى هو من يتحرك ويعبر عن نفسة ،تريد الام ابنها أن يتصرف من منطلق عقلها هى وتنسى أنة لا يدرك المنطق وانه يتصرف بالفطرة ،قد تجد الام تحزن اذا أخطاء صغيرها وهى لا تدرك أنه لابد أن يخطئ حتى يتعلم من اخطائه ،نقوم بعض السلوكيات باللفظ فقط ولكن تفعلها عكس ما تقولوة أفواهنا لذلك نجد الطفل انعكاس لما تفعلة وليس ما تقولو.لذلك وجب إدراك أن الطفل عجينة بيضاء يتم تشكيلها بما تقدمة له الأسرة،هو صفحة بيضاء يتم الكتابة عليها بقلم الام ،وتعابير الاب وصراخ الإخوات الأكبر منة ،قد.ننسى أنة مخلوق ضعيف خلق وليس لدية منطق الكبار وليس لدية قدرة على التفكير يعقل إنما هو يتصرف طبقا لبرائته الفطرية .
وهناك بعض الأساليب الخاطئة التى تتبعها الأسرة فى التربية ومنها
١-التفرقة فى المعاملة
قد تكون التفرقة بناء على جنس الطفل مثلا معاملة البنت افضل من الولد او العكس ،او التفرقة بناء على ترتيب الطفل فى الأسرة على سبيل المثال معاملة الطفل الأكبر بصورة أفضل أو الطفل الأصغر بطريقة فيها تدليل أكثر ،اى كان السبب فأن ذلك يخلق كرة وعداوة بين الأطفال داخل الأسرة الواحدة ،ينشي طفل انانى وايضا طفل حاقد على الأسرة ويتحول إلى حقد على المجتمع كله .لذلك لابد من العدل بين الإخوة حتى يسود جو من المحبة والألفة بين الأشقاء وهذا يقع على كاهل كل من الام والاب بالتساوى.
٢-القسوة ،التدليل
كل ما يزيد عن حدة بنقلب إلى ضدة ،القسوة فى المعاملة يؤدى إلى إنشاء طفل عديم الشخصية والدليل أيضا يقدم طفل غير مسؤل للمجتمع لذلك وجب الاعتدال بدون تهويل أو تهوين .
٣-الابتعاد عن أساسات الدين
عندما يتم إنشاء الاطفال بعيد عن القيم الدينية فنحن نقتل بداخلهم اجمل فطرة أوجدها الله بهم ،فالاطفال احباب الله من أهم الأمور فى الحياة زرع القيم الدينية والأخلاقية فى الاطفال منذو انامل اظافرهم حتى يتكون لديهم شخصية متزنة وملتزمة أخلاقيا ودينيا .
٤-المقارنة
ابشع شئ ممكن أن يقوم به الآباء والأمهات مقارنة الطفل بغيرة سواء من داخل الأسرة أو من خارجها أو حتى مقارنة الطفل بوالدة ،فنجد بعض الآباء يطالب ابنة أن يكون نسخة منة ،نحن لا يجب أن نخلق نسخ مكررة من انفسنا فى ابنائنا ،انما يجب أن يكون كل طفل
مستقل فى ذاته ونفسه وكيانة وعقله ،مقارنة الطفل بالآخرين يقتل روح المبدع بداخلة ،يخلق لدية قلق وهوس بمراقبة حياة الآخرين وعدم التركيز فى نفسة وهذا فى حد ذاته يجعله يفشل فى حياته ويكون شخص محبط عديم القدرة على الإنجاز أو الإنتاج .
٦-الصمت العقابى
يلجأ بعض الأهالى إلى معاقبة أبنائهم بالصمت وعدم التحدث معهم وذلك فى حد ذاته مأساة للطفل ،الطفل يحتاج إلى التواصل ،الى من يتحدث معه والى من يستمع إليه ،الى من يسمح له بالتعبير عن مشاعره حتى لو كانت مشاعر غضب وحزن ،الانفعلات تحتاج إلى تنفيس وتعبير عنها ،لكن عندما يصمت الآباء ،ولا تتحدث الأمهات يقتل داخل الطفل التواصل ،عندما لا نستمع الى معاناتهم أو مشاكلهم أو حتى اسباب وراء أخطائهم فنحكم عليهم أن يكونوا فى عزلة داخلية قبل أن تكون خارجية وبذلك ينتج مواطن غير قادر على التعبير عن نفسة أو حتى توضيح راية. وقد يلجأ الاطفال إلى من يستمع إليهم يحتويهم خارج الأسرة وقد يكون شخص غير امين ويستغلهم اسؤ استغلال
٧-مزاجية التعامل ،وعدم احترام فكرهم والتقليل من ارائهم ،يخلق جو مشبع بالغيوم ،الضبابية وعدم الوضوح بالنسبة للطفل عندما يعاقب على شي فى وقت ما ويقال على نفس الشي فى أوقات أخرى ،هنا لا يدرك الطفل اى الأمرين صحيح ولن يستطيع التفرقة بين الصواب والخطأ .

ومهما تقدم العالم وتطور سوف تظل الأسرة والام تحديا هى أول من يرعى ويربى الاطفال تربية سليمة ،نحتاج إلى تعديل سلوك الأبناء وتقويم أدائهم ،قد نلجأ إلى العقاب ولكن لا يجب أن يكون عقاب جسمى أو نفسى ،ويحب أن يكون التعزيز أكثر من العقاب ،بحب أن يسمع الطفل كلام مدح من الأسرة يجب أن نشبعه عاطفيا ولا نتركه يسأل نفسة هل استحق الحب والتقدير ،الاب يجب أن يخبر ابنته الصغيرة كم هى جميلة اليوم ،لا نترك آخرين يقوما بمدح اطفالنا لان ذلك قد يخلق فجوة بيننا وبينهم ويجعلهم يعطوا الثقة لمن لا يستحق .
تحدث مع طفلك وكن مستمع جيد له ،لا تتفة من حوارة ومن كلامة ،حاول أن تنزل الى عقليته ولا وتطالبه أن يرتفع الى عقليتك فنحن نزرع بهم ما سوف يستمر معهم طوال العمر ،فاذا كانت الزراعة غير صالحة لن تنتج ثمرة جيدة ،لذلك ابنائك مرآة لما انت علية .