الخميس 28 مارس 2024 12:51 مـ 18 رمضان 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

المرآة

بقلم -ولاء مقدام
لايخلوا بيت من المرآة ، ف جميع البشر يحتاجون إلى النظر فى المرآة حتى يستطيعون معرفة إذا ما كان هناك خلل ما فى مظهرهم الخارجى او حتى معرفة مدى تناسق أشكالهم وتنسيق ملابسهم .
تعشق النساء بصفة عامة النظر إلى المرآة . وقد تحتوى بعض حقائب النساء الخاصة على مرآة صغيرة حتى يتثنى لهن النظر إلى مظهرهم ومعرفة إذا ما كان هناك خلل استجد على مظهرهن الخارجى أو ملابسهن .وبذلك نجد اننا عندما ننظر فى المرآة ونرى أنفسنا فى شكل جميل نشعر بالسعادة ونشعر بالرضا .لكن ما الحال مع المرآة النفسية التى توجد داخلنا ؟
هل نشعر بالرضا إذا نظرنا لها ؟
هل كل شخص يستطيع الوصول إلى مرأته الخاصة به ؟
هل يستطيع تكوين حكم موضوعى أو يكون هناك تحيز ؟
هل ندرك أهميتها ام لا تعطى اهتمام .؟
ما هى المرأة النفسية ؟
كل شخص له عيوبه ومميزاته التى يجب أن يدركها جيدا ويدرك أنها موجودة فى شخصيته .وكما تعكس المرآة الصورة الخارجية للشخص أيضا توضح له العيوب فى مظهره الخارجى ويقوم بتحسن العيوب ويحاول القضاء عليها .نجد المرأة النفسية يجب أن تقوم بنفس الموضوع تعكس مميزات الشخصية فتعمل على زيادة مناطق القوة ،وتعكس أيضا عيوب الشخصية فتحاول أن تقضى عليها وتطور من أنفسنا .
إذا اتسمت مرآتة النفسية برؤية واضحة وموضوعية يستطيع الفرد الشعور بالرضا ،الشعور بالسعادة .أنة يدرك أنة به مميزات تميزه عن الآخرين فيشعر بقيمتة ،ويشعر بأنه ليس مظلوم أو أنة لدية ما يمكنه من النجاح والمضى قدما فى حياتة يدرك قيمة نفسة جيدااا .وعلى الطرف الآخر يعرف عيوبه ،يعترف بها ،ويتقبلها ،يكون لدية مصالحة مع نفسة ،ويحاول اصلاح هذه العيوب على قدر المستطاع ،حتى إذا لم يتمكن من إصلاحها اعترافه بها يجعلة يحيا حياة بها راحة نفسية ،لانة يدرك أن آثار هذه العيوب على تعاملاته تكون من شخصيتة هو وليس من أخطاء الآخرين ،وبذلك يخرج من فكرة إلقاء اللوم على الآخرين إذا تعرض لفشل فى شى ما نتيجة عيوب لدية هو.اى أن يخرج من فكرة أنة مضطهد ،او المظلوم دائما فى القصة .
كلما كنت تشعر بالرضا عندما تنظر فى مراتك النفسية و تكون نظرتك حقيقة على شرط أن تكون موضوعى ،اى لا اكون الأنا عالية لديك أو متدنية تكون معتدل . هنا لا نتحدث عن رؤية الآخرين لنا نتحدث عن رؤيتنا نحن لأنفسنا .
كما أن المرآة العادية مهمة جدااا فى حياتنا ونشعر بالهلع إذا لم نجد مرآة فى حياتنا ننظر فيها .فأن المرآة النفسية مهمة أيضا .هى بمثابة ميزان تلجأ آلية لتدرك الأمور .تحاول أن تعرف هل اتقدم ،هل اعود إلى الخلف ،هل أنا مخطئ هل أنا مصيب ،لذلك يجب أن تكون النظرة موضوعية وليس بها تحيز فى أن تعطى صورة غير الواقع أن تعدد إيجابيات غير موجودة أو نحذف سلبيات موجودة أو ممكن العكس أن نمحى ايجابيات موجودة أصلا فى الشخصية ونتذكر ونقسوا على أنفسنا فى سلبيات ونجلد ذاتنا .
يجب أن نشعر بالرضا ونتمعن النظر فيما لدينا من صفات ،نحاول توظيفها لنستفيد منها ،ليس هناك انسان كامل ،الكمال لله وحدة ،وليس هناك انسان ليس لدية موهبة .جميع النظريات الحديثة تؤكد على تعدد للذكاءات وان ممكن ما قد يعتقد البعض عيب أو حتى مرض يمكن أن يكون سبب فى تميز الشخص وهناك أمثلة كثيرة عن أشخاص لديهم امراض نادرة وكان من المفترض أن توقف حياتهم لكن الذى حدث هو أنهم تعرفوا على مميزاتهم واستطاعوا المضى قدما والنجاح الباهر
عندنا لا نستطيع الرؤية فى المرآة ،تقوم بتنظيفها ومسحها مرات ومرات حتى نستطيع أن نرى جيدا واحيانا نقوم بفرك أعيننا حتى نرى الصورة واضحة ،كذلك عندما نشعر بالتعتيم وانعدام الرؤية فى المرآة النفسية يجب أن ننظفها نحاول أن ندرك الصورة جيدة حتى نستطيع الوصول إلى الصورة الواضحة ققط يكون هذا التنظيف أو المسح هو رأى شخص ،او حدوث موقف أو حتى حدس داخلى لدينا وكنا نتجاهله .النفس البشرية بحور وبحور وكل يوم يمر علينا ندرك أننا مازلنا نتعلم اشياء عن انفسنا وندرك اننا نبحر فيها ولم نصل إلى الشط .لذلك لا تعتقد انك قد فهمت نفسك مهماا مر من عمر لانك كلما مر بك العمر كلما تتضح لك الرؤية فى المرآة ترى اشياء جديدة وجميلة وقد تكون غريبة .والتميز هنا يكون فى أدراك الجديد ،والاستمتاع بالجميل ،واستيعاب الغريب .