أنباء اليوم
الأحد 7 سبتمبر 2025 02:13 صـ 13 ربيع أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
محافظ الشرقية يتابع موقف إنهيار شرفة أحد المنازل القديمة بشارع مولد النبي بالزقازيق ويوجه بتوفير الرعاية الكاملة للمصابين شركة مايكروسوفت تعلن عن انقطاعات مفاجئة في الألياف الضوئية في البحر الأحمر محافظ كفرالشيخ: مستمرون في خدمة أهالينا بالقرى.. إجراء الفحص الطبي وصرف العلاج لـ 350 مواطناً بقرية إبطو بدسوق محمد كوفي مدير منتخب بوركينا فاسو: أعرف الصديقين حسام وإبراهيم حسن جيدًا، فلا توجد مباريات سهلة أمامهما؛ كل مباراة بمثابة نهائي” تدريبات بدنية و جلسات استشفاء لمنتخب مصر قبل مواجهة بوركينا فاسو الثلاثاء المقبل سفير مصر في ليبيريا يؤكد أهمية العمل على دفع أوجه التعاون المشترك سفير مصر في الكونجو الديمقراطية يؤكد مواصلة تعزيز الشراكة بين البلدين تهنئة قلبية تدريسيان في كلية طب المستنصرية ببغداد ينشران بحث علمي مشترك حول دور صبغات الشعر في بدء الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء في... تدريسية في كلية طب المستنصرية ببغداد تلقي محاضرة علمية عن روماتزم تصلب الجلد المناعي وتليف الرئة تدريسي في كلية طب المستنصرية ببغداد يجري عملية قسطارية نوعية منقذة للحياة لطفلة في مركز ابن البيطار التخصصي لجراحة القلب رئيس الأوبرا: الفنون المصرية قادرة على مواكبة الحداثة مع الحفاظ على الهوية

شبح المرآة

بقلم / حمادة توفيق
صديقي أحمد أبوالمجد
لن أحدثكَ عن الرعبِ الذي تملكني ، ولا عن الفزعِ الذي احتلّ نفسي أيّما احتلالٍ ، ولا عن الأفكارِ المخيفةِ التي راودتني عندما رأيتُ ما رأيت ، فقط تخيل حالي تلك الليلة وأنا ذلك الحالم الهادئ ، خفيف القلب مرهف الحس ، بل تخيل نفسك مكاني وعلى سريري وفي نفس موقفي ، ماذا سيكون شعورك يا تُرى ؟
سأصف لك ما حدث لعلني أجد له تفسيراً منطقياً لديك ، فأنا منذ كان ما كان وأنا في غاية التوتر والاضطراب ، عقلي مشوش لا يكف عن التفكير ، لا أستطيع النومَ ليلاً خشية أن يحدث ما حدث مرة أخرى ، أجلس مطرقاً فوق السرير صامتاً مذعوراً ، أتلفت حولي كمن فقد عقله ، والحق أن ما حدث لم يكن سهلاً ، كان أمراً يختبلُ العقول ويذهل العقلاء ..
لن أطيل عليك حتى لا تمل ، سأقص عليك ما جرى والحكم لك ..
كنت نائماً بعد يوم عمل شاق في شركة الأدوية ، الظلام يحتوي غرفة نومي سوى بصيصِ نورٍ جاء من نافذة صغيرة مغلقة في الحائط الذي يفصل الحمامَ عن الغرفة ، كنت وحيداً في المنزل ، فكما تعلم أنا فقدت زوجتي وابني من شهر تقريباً في حادث مروع أثناء عودة زوجتي من عند أهلها ، أذكر أنك اقترحت عليّ بعدها أن أبيع المنزل وأشتري شقة صغيرة في مكان جديد ، وأن أجتهد في نسيان ما حدث ، وأتناسى المأساة قدر المستطاع ، فالحي أبقى من الميت !
وأذكرُ أنني اعترضتُ يومها على الفكرة ، وآثرتُ أن أعيش مع الذكريات التي تربطني بهذا المنزل حلوها ومرها ، ثم مضت الأيامُ تترى ، أعود من العمل مكدوداً فأتناول العشاءَ الجاهزَ الذي أحضره معي ، ثم أشربُ مشروبي المفضلَ وهو كوبُ الشاي بالحليب ثم أنام ، ومرتْ الأيامُ على هذا الديدنِ والحالِ بلا جديد ، ثم ..
إليك ما حدث تلك الليلة ..
كنت نائماً في أمان الله ، فاستدرتُ لأنام على جانبي الأيسر في مقابلة مرآة الدولاب ، انتبهتُ فجأة ففتحتُ عينيّ لأرى شبحاً في المرآة بلباسٍ أسودِ اللون ، محملقاً فيّ بعينين حمراوين كالدم ، كان يفغرُ فاهاً كبيراً ندّ عن أنيابٍ كأنها أنيابُ وحشٍ ضارٍ ، وله يدانِ بمخالبَ كمخالبِ الأسد ، وشعرٍ أشعث كأنه شعرُ جثةٍ خارجةٍ من قبر !
رأيتُ كل ذلك رغم الظلام القابع في الغرفة ، فلقد كان ضوءُ النافذة إياها منعكساً فوق المرآة ..
عند ذلك تملكني الخوفُ وسرتْ قشعريرة باردة وجدتُ أثرها في جسدي كله ، وترورقت من عينيّ عبراتُ هلعٍ لم أطق حبسهنّ ..
- بسم الله الرحمن الرحيم ، سلامٌ قولاً من غفورٍ رحيم !
كلمات التجأتُ إليها لأبددَ الخوفَ الذي احتلّ نفسي لحظتها ، ولأتخلص من بشاعةِ ما أرى ، لكن هيهات ، ظل الشبحُ واقفاً يحملقُ فيّ ، فجأة رفع يديه ورأيته يتحركُ نحوي وقد فغر فاه أكثر وأكثر ، صحتُ مذعوراً :
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
ثم خطر لي أن أضيءَ النورَ فلعله يريحني مما أنا فيه ..
تراجعت بظهري وأنا فوق السرير حتى اصطدم ظهري بالحائط ، مددتُ يدي مرتعشاً إلى زرِّ الإضاءة ، ضغطتُ عليه لاهثاً مرعوباً ، وإذا بالحجرة تستنير ، فلا شبحَ ولا خوفَ ولا ظلامَ ، لقد تبددَ كلُّ شيءٍ وتبددتْ فجأة كل مخاوفي !
جلست على السرير أتطلعُ إلى المرآة في دهشة ، هل كان ما رأيته شبحاً بالفعلِ أم مجردَ كابوسٍ مفزع ؟ أحقيقة هو أم خيال ؟ وكيف أنامُ حتى الصباح بعد الذي كان ؟
أسئلةٌ كثيرةٌ ومخاوفٌ كانت تحيطُ بي إحاطةَ السوارِ بالمعصم ، لأجدني مستسلماً لما أنا فيه حتى طلع الفجرُ وأشرقتْ الشمسُ فظهرَ معها في الشارعِ أسفلَ مني دبيبُ حياة ..
هذا كلٌّ ما حدث ، ومنذ ذلك الحين لم أعد أنا أنا ، لا أستطيع النومَ ليلاً ، أدخلُ المنزلَ وجلاً أتلصص ، عيني في كل مكانٍ مخافةَ أن أجدَ الشبحَ إياه يترصدني كما ترصدني تلك الليلة !
فهل لديك تفسيرٌ منطقيٌ لما حدث ؟ تعلمُ أنني مؤمنٌ بالأشباحِ والجن والماورائيات ، لكن لم أكن أتخيلُ أن أكون واحداً من مختبريها أو المرتبطين بها ..
ستقترحُ عليّ مجدداً أن أبيعَ المنزل ؟ لا أعتقدُ أنني سأقتنع بذلك ، فالعيبُ ليس في المنزل على الإطلاق ، وثمةَ تفسيرٌ لما حدث ، فقط فكر معي ، حتماً هناك تفسير ..
صديقك المخلص ..
الخميس 4 مارس 2005