أنباء اليوم
الأربعاء 26 نوفمبر 2025 01:34 مـ 5 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
أيكوس تدعم المواهب الإبداعية في الشرق الأوسط عبر تحدي ”صُنّاع الحِرفة” وفعاليات ”أسبوع القاهرة للتصميم” السبكي: شهدنا طفرة غير مسبوقة في البنية التحتية والتحول الرقمي وتطوير نظم التشغيل أوبن تكست تكشف عن منصتها المتقدمة ” AI Data ” لدعم التوسع الآمن في تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالشرق الأوسط محافظ أسوان : توفير إعتماد مالى بقيمة 12 مليون جنيه لتوصيل المياه والكهرباء 84 منزل بوادى العرب بوسطة وTactful AI تعلنان عن شراكة استراتيجية لتعزيز تجربة العملاء في منطقة الشرق الأوسط VOO App بالشراكة مع Blu EV تطلق لأول مرة في مصر منظومة موتوسيكلات دليڤري كهربائية صديقة للبيئة محافظ أسوان يبحث آليات تطوير منظومة إدارة الأصول الإستثمارية والصيانة أبو الغيط: الإعلام يظل حائط صد صلب في مواجهة الفكر المتشدد والمتطرف وأداة لكشف خطاب العنف بيراميدز يصل لمطار القاهرة للسفر إلى زامبيا لملاقاة باور ديناموز بدوري ابطال افريقيا منتخب مصر في المستوى الثالث. فيفا يبلغ الاتحاد المصري بنظام قرعة كأس العالم 2026 دي إكس سي” تُعزز حضورها في مصر بإطلاق مركز تميز جديد لأنظمة إدارة موارد المؤسسات ساب وتعيين ٢٥٠ متخصصاً لدعم خطط النمو... إطلاق شركة « Elite Life » لإدارة الأصول والمجتمعات السكنية في مصر – نحو عمليات ذكية ومستدامة لمستقبل التطوير العقاري

ثالوث الملك رمسيس الثاني بين الإله بتاح والإلهة سخمت في المتحف المصري الكبير

صورة توضيحية
صورة توضيحية


يُعرض في المتحف المصري الكبير أحد أروع وأضخم المنحوتات التي تمثل العقيدة المصرية القديمة في أبهى صورها، وهو ثالوث الملك رمسيس الثاني مع الإله بتاح والإلهة سخمت، الذي كان معروضًا لسنوات طويلة في المتحف المصري بالتحرير قبل أن يُنقل إلى مقره الجديد ضمن خطة الدولة لعرض القطع الكبرى في بيئة حديثة ومتكاملة تليق بعظمة الحضارة المصرية القديمة.

يُعد هذا الثالوث من أجمل ما أنتجته فنون الدولة الحديثة، وقد كان في الأصل يُزين معبد الإله بتاح بمدينة منف، العاصمة القديمة لمصر، والتي كانت مركز عبادة الإله بتاح، إله الخلق وصانع العالم في العقيدة المصرية القديمة. نُحت التمثال من الجرانيت الوردي، ويُصور الملك رمسيس الثاني جالسًا في الوسط بين الإله بتاح على أحد الجانبين والإلهة سخمت على الجانب الآخر، في مشهد متناسق يرمز إلى القوة والحكمة والإلهام الإلهي الذي يساند الملك في حكمه لمصر.

رمسيس الثاني، الذي حكم مصر لأكثر من ستة وستين عامًا في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، كان من أعظم ملوكها وأكثرهم شهرة، جمع بين القوة العسكرية والعبقرية المعمارية والهيبة الدينية، فشيّد المعابد الكبرى في طيبة وأبو سمبل والرامسيوم، وخلّد نفسه في النقوش والنصوص بوصفه محبوب الآلهة وابن رع، ومن هنا كان ظهوره في ثالوثات وتماثيل تجمعه بالآلهة تأكيدًا لفكرة أن سلطته الأرضية تستمد قوتها من العالم الإلهي.

أما الإله بتاح، سيد منف، فهو المعبود الذي كان يُعد خالق الكون بفكره ولسانه، وراعي الحرفيين والبنّائين والفنانين، ولهذا كانت معابد الملوك تتزين بصوره ليمنح البركة والمهارة للفنانين. إلى جواره تظهر الإلهة سخمت، زوجته، التي تتجسد في هيئة امرأة برأس لبؤة، ترمز إلى القوة المدمّرة والحماية في الوقت نفسه، وكانت تُعرف بأنها عين رع وأداة انتقامه، لكنها أيضًا إلهة الشفاء والطب، تجمع بين الغضب المقدس والرحمة الإلهية.

هذا الثالوث المهيب يجسد توازن القوى في الكون كما فهمها المصري القديم، فالإله بتاح يمثل الخلق والعقل، وسخمت تمثل القوة والردع، والملك رمسيس هو الرابط بين الإلهين، الحاكم الذي يجمع بين الفكر والقوة، ليضمن استقرار الكون ودوام النظام الإلهي على الأرض. وتظهر براعة الفنان المصري في دقة النحت وتوازن التكوين والتناسق بين الوجوه والهيئات، مما يجعل التمثال مثالًا خالدًا على عبقرية الفن المصري في عصر الدولة الحديثة.

وبعد أن ظل هذا العمل الفني معروضًا في المتحف المصري بالتحرير لعقود طويلة، نُقل بعناية إلى المتحف المصري الكبير ليُعرض ضمن مجموعة رمسيس الثاني، حيث يمكن للزائر اليوم أن يشاهد هذا الثالوث في إضاءة مدروسة تعيد إليه هيبته القديمة، فيبقى شاهدًا على مجد الملك وإيمانه العميق بعلاقته بالآلهة، وعلى قدرة المصري القديم في تحويل العقيدة إلى فن خالد من الجرانيت لا يزول بمرور الزمن.

موضوعات متعلقة