أنباء اليوم
الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 01:31 مـ 4 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
محافظ المنوفية ورئيس الجامعة يفتتحان توسعات عيادة التأمين الصحي النموذجية خطوات عملية لتعزيز التعاون السيبراني وتطوير التطبيقات التكنولوجية بين القاهرة وباكو مديرية تموين الجيزة تضبط منشأة غير مرخصة لغش وتقليد السماد الزراعي بمركز الصف وزير التعليم العالي يستقبل الممثل الخاص للرئيس الروسي وزيرة التضامن الاجتماعي توجه فريق التدخل السريع بالتعامل مع حالات كبار بلا مأوى فى القاهرة والجيزة محافظ المنوفية يتابع انتظام عملية التصويت لانتخابات مجلس النواب في يومها الثاني والأخير وزارة الري تواصل حملات إزالة التعديات على مجرى نهر النيل - فرع رشيد رئيس القابضة لمياه الشرب يبحث مع “مصر للنظم” ميكنة التحصيل الحكومي ومنظومة الصرف الصناعي جامعة القاهرة تبرز حصاد أكبر حملة توعوية داخل الجامعة لمكافحة الإدمان وتعاطي المخدرات وزير العمل: الدولة حريصة على فرض سيادة القانون وحماية حقوق العمال وضمان التزام اصحاب الأعمال عضو القومي لحقوق الإنسان : الداخلية تعاملت بـ«حزم واحترافية» مع أي محاولات للتأثير على إرادة الناخبين الولايات المتحدة تعلن تصنيف جماعة ”الإخوان” منظمة إرهابية أجنبية

لوحة إصلاحات توت عنخ آمون وثيقة عودة الحياة لمصر القديمة في ثوبها الجديد بالمتحف المصري الكبير

من بين الكنوز التي تروي فصولًا مضيئة من تاريخ مصر القديمة، تقف لوحة الإصلاحات الخاصة بالملك توت عنخ آمون شاهدًا خالدًا على لحظة فارقة أعادت لمصر توازنها بعد سنوات من الاضطراب الديني والسياسي. واليوم، وبعد رحلة امتدت لعقود داخل المتحف المصري بالتحرير، تستقر هذه اللوحة الفريدة في مكانها الجديد داخل المتحف المصري الكبير، حيث تُعرض ضمن مقتنيات الملك الذهبي لتروي قصة الإصلاح والبعث من جديد.

ترجع أهمية اللوحة إلى كونها تسجل الحدث التاريخي الذي أعقب ثورة الملك إخناتون الدينية، حينما حاول فرض عبادة الإله الواحد "آتون" وأغلق معابد الآلهة الأخرى، مما تسبب في انهيار الحياة الدينية والاقتصادية بمصر. ومع اعتلاء الملك الشاب توت عنخ آمون العرش، بدأ في إصلاح ما أفسده سلفه، فعاد إلى عبادة الإله آمون وأعاد للمصريين طقوسهم ومعابدهم القديمة.

وقد نُقشت اللوحة على حجر ضخم من الجرانيت عُثر عليه في معبد الكرنك بالأقصر، وتحمل نصًا من أجمل النصوص الملكية في تاريخ مصر القديمة، إذ يصور كيف "كانت المعابد خربة، والآلهة هجرت البلاد"، وكيف "أعاد الملك فتح المعابد وأعاد الكهنة والقرابين إلى أماكنها"، في مشهد يختصر فلسفة الحكم لدى توت عنخ آمون بوصفه رمزًا لإعادة النظام.

انتقلت اللوحة إلى المتحف المصري بالتحرير منذ بدايات القرن العشرين، وظلت هناك واحدة من القطع التي يتوقف أمامها الزوار بإعجاب طويل، قبل أن تبدأ رحلتها الجديدة ضمن مشروع نقل كنوز الملك توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير، استعدادًا لعرضها في قاعة مهيبة تجمع بين عبقرية الفن القديم وروح المتحف الجديد.

ولا يمكن الحديث عن توت عنخ آمون دون التوقف أمام أعظم اكتشاف أثري في القرن العشرين، وهو مقبرته الملكية في وادي الملوك بالأقصر، التي اكتشفها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عام 1922، وهي المقبرة الوحيدة تقريبًا التي وُجدت كاملة بمحتوياتها المذهلة من ذهب وتماثيل وأثاث جنائزي. هذا الاكتشاف أزاح الستار عن حياة الملك الشاب الذي حكم مصر في سن صغيرة ورحل في ريعان الشباب، لكنه ترك إرثًا خالدًا ما زال يبهر العالم حتى اليوم.

واليوم، تُعرض لوحة الإصلاحات إلى جوار كنوز مقبرة الملك في المتحف المصري الكبير، لتُعيد سرد قصة ملكٍ صغير أعاد لمصر روحها ومكانتها الدينية، وخلّد اسمه بين الملوك العظام الذين أعادوا الحياة إلى حضارة لا تعرف الفناء.