أنباء اليوم
الجمعة 10 أكتوبر 2025 11:33 مـ 17 ربيع آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
العاهل الأردني يؤكد ضرورة تكثيف جهود الاستجابة الإنسانية في غزة بعد وقف إطلاق النار إدراج جامعة الأزهر ضمن أفضل 1000جامعة على مستوى العالم وفقًا لتصنيف التايمز العالمي لعام 2026م ”الأغذية العالمي” لــراديو النيل: جاهزون لدعم غزة.. ودعم متواصل للجهود الإنسانية رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يلتقي رئيس وزراء إسبانيا الرئيس الإيطالي يطالب بدعم جهود الدول الوسيطة لتحقيق سلام حقيقي بالشرق الأوسط سكان غزة يتوافدون إلى حطام منازلهم آملين إعادة الإعمار بقيادة مصر الرئيس السيسي يتلقى اتصالاً هاتفياً من سكرتير عام الأمم المتحدة وزير العدل الفلسطيني : جهود مصر بقيادة الرئيس السيسي أوقفت الحرب على غزة بوتين: إذا أكمل ترامب خطته بشأن غزة فسيكون ”حدثًا تاريخيًا” الوطنية للانتخابات : 105 متقدمين في ثالث أيام تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب محافظة الجيزة تضبط مصنعًا لتدوير زيوت السيارات المستعملة وتعبئتها بعلامة تجارية مزيفة رئيس الهلال الأحمر بشمال سيناء : مليون طن مساعدات مصرية إلى غزة خلال 700 يوم عمل متواصل

لوحة إصلاحات توت عنخ آمون وثيقة عودة الحياة لمصر القديمة في ثوبها الجديد بالمتحف المصري الكبير

من بين الكنوز التي تروي فصولًا مضيئة من تاريخ مصر القديمة، تقف لوحة الإصلاحات الخاصة بالملك توت عنخ آمون شاهدًا خالدًا على لحظة فارقة أعادت لمصر توازنها بعد سنوات من الاضطراب الديني والسياسي. واليوم، وبعد رحلة امتدت لعقود داخل المتحف المصري بالتحرير، تستقر هذه اللوحة الفريدة في مكانها الجديد داخل المتحف المصري الكبير، حيث تُعرض ضمن مقتنيات الملك الذهبي لتروي قصة الإصلاح والبعث من جديد.

ترجع أهمية اللوحة إلى كونها تسجل الحدث التاريخي الذي أعقب ثورة الملك إخناتون الدينية، حينما حاول فرض عبادة الإله الواحد "آتون" وأغلق معابد الآلهة الأخرى، مما تسبب في انهيار الحياة الدينية والاقتصادية بمصر. ومع اعتلاء الملك الشاب توت عنخ آمون العرش، بدأ في إصلاح ما أفسده سلفه، فعاد إلى عبادة الإله آمون وأعاد للمصريين طقوسهم ومعابدهم القديمة.

وقد نُقشت اللوحة على حجر ضخم من الجرانيت عُثر عليه في معبد الكرنك بالأقصر، وتحمل نصًا من أجمل النصوص الملكية في تاريخ مصر القديمة، إذ يصور كيف "كانت المعابد خربة، والآلهة هجرت البلاد"، وكيف "أعاد الملك فتح المعابد وأعاد الكهنة والقرابين إلى أماكنها"، في مشهد يختصر فلسفة الحكم لدى توت عنخ آمون بوصفه رمزًا لإعادة النظام.

انتقلت اللوحة إلى المتحف المصري بالتحرير منذ بدايات القرن العشرين، وظلت هناك واحدة من القطع التي يتوقف أمامها الزوار بإعجاب طويل، قبل أن تبدأ رحلتها الجديدة ضمن مشروع نقل كنوز الملك توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير، استعدادًا لعرضها في قاعة مهيبة تجمع بين عبقرية الفن القديم وروح المتحف الجديد.

ولا يمكن الحديث عن توت عنخ آمون دون التوقف أمام أعظم اكتشاف أثري في القرن العشرين، وهو مقبرته الملكية في وادي الملوك بالأقصر، التي اكتشفها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عام 1922، وهي المقبرة الوحيدة تقريبًا التي وُجدت كاملة بمحتوياتها المذهلة من ذهب وتماثيل وأثاث جنائزي. هذا الاكتشاف أزاح الستار عن حياة الملك الشاب الذي حكم مصر في سن صغيرة ورحل في ريعان الشباب، لكنه ترك إرثًا خالدًا ما زال يبهر العالم حتى اليوم.

واليوم، تُعرض لوحة الإصلاحات إلى جوار كنوز مقبرة الملك في المتحف المصري الكبير، لتُعيد سرد قصة ملكٍ صغير أعاد لمصر روحها ومكانتها الدينية، وخلّد اسمه بين الملوك العظام الذين أعادوا الحياة إلى حضارة لا تعرف الفناء.