أنباء اليوم
الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 01:28 مـ 4 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
محافظ المنوفية ورئيس الجامعة يفتتحان توسعات عيادة التأمين الصحي النموذجية خطوات عملية لتعزيز التعاون السيبراني وتطوير التطبيقات التكنولوجية بين القاهرة وباكو مديرية تموين الجيزة تضبط منشأة غير مرخصة لغش وتقليد السماد الزراعي بمركز الصف وزير التعليم العالي يستقبل الممثل الخاص للرئيس الروسي وزيرة التضامن الاجتماعي توجه فريق التدخل السريع بالتعامل مع حالات كبار بلا مأوى فى القاهرة والجيزة محافظ المنوفية يتابع انتظام عملية التصويت لانتخابات مجلس النواب في يومها الثاني والأخير وزارة الري تواصل حملات إزالة التعديات على مجرى نهر النيل - فرع رشيد رئيس القابضة لمياه الشرب يبحث مع “مصر للنظم” ميكنة التحصيل الحكومي ومنظومة الصرف الصناعي جامعة القاهرة تبرز حصاد أكبر حملة توعوية داخل الجامعة لمكافحة الإدمان وتعاطي المخدرات وزير العمل: الدولة حريصة على فرض سيادة القانون وحماية حقوق العمال وضمان التزام اصحاب الأعمال عضو القومي لحقوق الإنسان : الداخلية تعاملت بـ«حزم واحترافية» مع أي محاولات للتأثير على إرادة الناخبين الولايات المتحدة تعلن تصنيف جماعة ”الإخوان” منظمة إرهابية أجنبية

افتتاح المتحف المصري الكبير ونقل القناع الذهبي احداث استثنائية تكتب صفحة جديدة في تاريخ الحضارة المصرية


يقف تمثال الملك رمسيس الثاني شامخًا عند مدخل المتحف المصري الكبير، مستعدًا ليستقبل ملوك ورؤساء العالم في الافتتاح المرتقب، وإلى جواره تقف المسلة المعلقة الفريدة التي تُعد أيقونة معمارية غير مسبوقة تربط بين عظمة الماضي وابتكار الحاضر. هذا المشهد المهيب يهيئ الزائرين قبل الدخول إلى صرح هو الأضخم في العالم المكرس لتاريخ وحضارة مصر القديمة.
وفي حدث استثنائي يستعد العالم لمتابعته، يشهد المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر 2025 افتتاحه العالمي، على أن يتم نقل قناع الملك توت عنخ آمون من المتحف المصري بالتحرير إلى مقره الجديد بالمتحف الكبير خلال الأيام العشرة الأخيرة من أكتوبر، في خطوة تمثل ذروة الاستعدادات لهذا الافتتاح التاريخي.
ويحمل نقل قناع الملك توت عنخ آمون دلالة خاصة، إذ أن القناع وبقية كنوز المقبرة الملكية التي اكتشفها هوارد كارتر عام 1922 في وادي الملوك بالأقصر، ظلت معروضة في المتحف المصري بالتحرير لأكثر من مائة عام، قبل أن تنتقل أخيرًا إلى موقعها الجديد بجوار الأهرامات لتُعرض في صرح حضاري يليق بعظمتها. ويرافق القناع عدد من أبرز كنوز الملك، من بينها التابوتان الذهبيان، مقصورة أنوبيس، تمثال الكا، والعرش الملكي الذي يصور هو و زوجته وهذه المجموعة الفريدة ستُعرض لأول مرة كاملة في قاعات مهيبة صُممت لتليق بعظمة الحضارة المصرية القديمة وهي جزء من تاريخ الفنون الجنائزية وتحمل دلالة تاريخية علي أهمية المقابر عند المصري القديم.
لكن المتحف المصري الكبير لا يتوقف عند حدود كنوز توت عنخ آمون، بل يقدم رحلة تاريخية متكاملة عبر ملوك وملكات مصر، مرتبة بترتيبهم الزمني لتروي قصة الحضارة منذ بداياتها:
من الأسرة الرابعة يظهر الملك سنفرو، مؤسس الأسرة وباني الأهرامات في دهشور، إلى جانب آثار زوجته الملكة حتب حرس التي تكشف عن روعة الأثاث والمجوهرات الملكية. كما تُعرض إنجازات ابنه الملك خوفو، باني الهرم الأكبر وصاحب مركب الشمس، حيث جرى ترميم مركب خوفو الأولى ونقل ألواح مركب خوفو الثانية بدقة فائقة من حفرتها الأصلية لعرضها بجوار الهرم.
ومن الأسرة الثانية عشرة يقف تمثال الملك سنوسرت الأول، ممثلًا لازدهار الدولة الوسطى بمشاريعه المعمارية وفنونه الرفيعة.
وفي الأسرة الثامنة عشرة يبرز تمثال الملكة حتشبسوت، المرأة الفرعون التي حكمت بكل قوة وشيدت معبدها الخالد في الدير البحري، ثم تمثال إخناتون صاحب ثورته الدينية، ويليهما المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون ويظهر كذلك تمثال عظيم للملك تحتمس الثالث، القائد العسكري الأشهر في تاريخ مصر القديمة، الذي أسس أول إمبراطورية مصرية ممتدة وأرسى دعائم القوة السياسية والعسكرية لمصر في الشرق الأدنى القديم.
وعند البهو العظيم الذي يمثلها الملك رمسيس الثاني أعظم ملوك مصر وأكثرهم شهرة عالميًا، وصاحب المسلة المعلقة الفريدة عند مدخل المتحف، وثالوثه الذي يجسد العلاقة بين الملك والآلهة وعمود الملك مرنبتاح هو ابن الملك رمسيس الثاني، والذي ارتبط اسمه بلوحته الشهيرة.
ويكمل المتحف روائعه بعرض آثار نادرة مثل قائمة سقارة التي تُعد وثيقة فريدة لتاريخ الأسرات المصرية، إلى جانب مجموعة الملكة حتب حرس التي تقدم لمحة عن حياة البلاط الملكي منذ الدولة القديمة. ولا تتوقف الحكاية عند حدود العصر الفرعوني، بل تمتد إلى العصرين البطلمي واليوناني الروماني، حيث تُعرض تماثيل مميزة من بينها تمثال الإسكندر الأكبر الذي يُجسد مرحلة جديدة من تاريخ مصر، حين التقت حضارتها العريقة بالتأثيرات اليونانية.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح لحفظ الآثار، بل مشروع حضاري متكامل يضم قاعات عرض تاريخي، ومراكز بحثية، وورش ترميم، ومتحفًا للأطفال، ومساحات ثقافية وتجارية. ومع افتتاحه تتحول مصر إلى قلب ثقافي نابض يستقطب ملايين الزوار، ويعيد تقديم حضارتها الخالدة للعالم في صورة تليق بعظمتها وخلودها.