أنباء اليوم
الجمعة 22 أغسطس 2025 04:59 صـ 27 صفر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
واشنطن: حاملي التأشيرات الأمريكية عرضة لتدقيق مستمر ”جوجل” تعتزم تزويد الحكومة الأمريكية خدمات الذكاء الاصطناعي الرئيس السيسي يعود بسلامة الله إلى أرض الوطن بعد زيارة إلى المملكة العربية السعودية ألفينا بيزيرا يقود هجوم الزمالك أمام مودرن سبورت في دوري نايل التعليم تنفي شائعة تخصيص مدارس لنظام البكالوريا المصرية ومدارس لشهادة الثانوية العامة الجامع الأزهر يبدأ اختبارات مسابقة الأزهر وبنك فيصل للقرآن الكريم مفتي الجمهورية يعقد اجتماعًا بأمناء الفتوى والباحثين بدار الإفتاء الرئيس السيسي يلتقي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزارة الصحة توضح الحالة الصحية لمصابي حادث طريق «الإسكندرية - مطروح» داخل مول «C3» بالعبور شركة «GRG» تطلق «All4» أول سلسلة مطاعم بولندية في مصر في ورشة عمل بالتعاون مع شعبة ”صحفي الاتصالات بنقابة الصحفيين” كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعة يزور السعودية لبحث عدد من الملفات

أحرف من ذهب

الحروف والكلمات تعبر عما يدور داخل الإنسان من مشاعر وانفعالات ولكن الأمر يختلف تماماً عندما يتعلق ببوح الشاعر، فالشعراء يستطيعون أن يعرضوا قضايا كبيرة وموضوعات جسام ببعض كلمات في بيت شعري أو ربما شطر بيت، فالمشاعر تظل حائرة حتى يتلقفها بيت من الشعر فيسكبها في وجدان من يسمعها فتؤثر فيه أيما تأثير فإذا تلقفنا بعض المواقف وكيف عبر الشعراء عنها بصورة مبدعة وبأحرف بسيطة ولكنها شديدة التأثير.
نبدأ بالشاعر والفارس العربي الأصيل عنترة بن شداد عندما وقعت عينيه فجأة على إحدى جاراته فترفع عن النظر إليها وعبر عن أخلاقه العظيمة وترفعه عن الوقوع في الدنايا ببيتين من الشعر فقال:
وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي جارَتي حَتّى يُواري جارَتي مَأواها
إِنّي اِمرُؤٌ سَمــحُ الخَليقَةِ مــــاجِدٌ لا أُتبِعُ النَفسَ اللَجوجَ هَواها
أما الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي فقد هجا أبا جهل الأسدي هجاءً شديداً وعندما لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي في جماعة من قومه أثناء عودة المتنبي من مصر إلى الكوفة فطلبوا منه القتال انتقاماً عما اقترفه في هجاء كبيرهم فقرر المتنبي الهرب لأنه لا محالة مقتول فقال له مرافقه أتهرب يا سيدي وأنت القائل
إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً فَـــــلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ
ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
فعاد وقاتل حتى قتل فكان هذا البيت سبب مقتل صاحبه .
أما الشاعر والصحابي الجليل كعب بن زهير فقد هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم فأهدر الرسول دمه، فبعث إليه أخوه بأن يأتي رسول الله مسلماً وتائباً عسى أن يغفر له، فجاء متخفياً وطلب الأمان من الرسول وعندما وقف بين يديه أنشد قصيدته الشهيرة يطلب فيها السماح والعفو من رسول الله فأنشد يقول فيها :
أُنْـبِـئْـتُ أنَّ رَسولَ اللهِ أَوْعَـدَنِي والـعَـفْــوُ عندَ رسولِ اللهِ مَأْمُولُ
لا تَأْخُذَنِّـي بـأقوالِ الوُشـاةِ ولـــم أُذْنِـبْ وإن كَثُرَتْ فـيَّ الأقــاويــلُ
إِنَّ الرَسولَ لَنورٌ يُستَضاءُ بِهِ مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
وعندما أنهى قصيدته عفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وألبسه بردته الشريفة فسميت هذه القصيدة بالبردة وهي من أشهر ما كتب الشعراء في مدح رسول الله.
أما الشاعر العباسي أبو نواس عندما وافته المنية رفض الإمام الشافعي أن يصلي عليه لما اشتهر عنه من المجون وشرب الخمر ولكن عندما بدأوا في غسله وجدوا في ملابسه ورقة كتب عليها أبيات شعرية يقول فيها :
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفـوَكَ أَعظَمُ
إِن كانَ لا يَرجـــوكَ إِلّا مُحسِنٌ فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ
أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعـاً فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ
فعندما سمع الإمام الشافعي بهذه الأبيات حضر للصلاة عليه وصلى عليه جمع غفير من المسلمين.