أنباء اليوم
الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 06:05 مـ 30 ربيع أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
مصر نقطة انطلاق لشركة اكسبرو العالمية لخدمات البترول والغاز في المنطقة الوطنية للإعلام تبدأ جلسات استماع بشأن وضع خارطة الإعلام CompuEra تحصل على جائزة ”فورتينت” كشريك العام للتكنولوجيا التشغيليةOT في مصر ”إنوفو” و”الأكاديمية الوطنية للعلوم والمهارات” و”خدمات التعليم التقني بسنغافورة” يتعاونون لإطلاق أول مدرسة تكنولوجيا تطبيقية من نوعها في مصر وزير الاتصالات يبحث مع مسؤولى كبرى الشركات الأمريكية التوسع فى استثماراتها فى مجال التعهيد فى مصر محافظة الشرقية تستعد لعرس الخيول العربية الأصيلة في أكتوبر 2025 وزير الخارجية يلتقي مع المفوض الأوروبي للشئون الداخلية والهجرة على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الرئيس السيسي يعقد جلسة مباحثات مع نظيره الرواندي وزير الخارجية يلتقي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بطل مصر والعرب وأفريقيا في الكاراتيه التقليدي.. مصطفى بغدادي يواصل مسيرته الإدارية الناجحة باتحاد شمال أفريقيا للخماسي الحديث رئيس جامعة القاهرة يتابع انتظام الدراسة بفرع الجامعة بالشيخ زايد وزير التربية والتعليم يتفقد سير العملية التعليمية بعدد من مدارس محافظة الشرقية

حين تختار الرحيل.. لأنك أحببت نفسك أولاً

ولاء مقدام
ولاء مقدام




في رحلة الحياة، تمرّ بنا وجوهٌ وأرواحٌ تترك بصماتها في أعماقنا. نَفتَقِدُها حدّ الوجع، ونشتاق إليها حتى نظن أن أيامنا بدونها قد فقدت ألوانها. قد يكون هذا الشخص هو من رسم يوماً ابتسامة على ملامحنا، أو من ترك جرحاً غائراً لا يزال ينبض بالألم. كلتا الحالتين تتركان أثراً لا يُستهان به.
لكن، في خضم هذا الحنين العاصف، يظهر نور خافت هو الوعي. الوعي ليس ممحاةً للمشاعر، بل هو مصباحٌ يكشف دروبها المظلمة. إنه الصوت الهادئ الذي يهمس في أذن قلبك قائلاً: "اشعر، لكن لا تنصَع. اشتق، لكن لا تعد. أحبب، ولكن لا تسمح لهذا الحب بأن يكون قيدك".
قد تشتاق لدفء اعتدت عليه، لصوتٍ كان يطمئنك، أو لحضورٍ كان يملأ فراغاً ما. لكن في أعماقك، تدرك أن هذا الدفء كان مؤقتاً، وأن هذا الصوت كان يخفي وراءه صمتاً مؤذياً، وأن هذا الحضور كان يسرق منك سلامك الداخلي. تدرك أن هذا الطريق، وإن بدا مزهراً، نهايته حتميةٌ من الألم.
وهنا يكمن جوهر النضج العاطفي:
أن تعترف بحبٍ ما زال يسكنك، لكنك تختار ألا تكمل المسير.
أن تقرّ بمرارة الفقد، لكنك ترفض العودة إلى مصدر الأذى.
أن تشتاق بكل جوارحك، وأنت على يقينٍ تام بأن هذا الشخص لا يليق بروحك، لا يرى قيمتك الحقيقية، أو يستغل ضعفك، أو يقف متفرجاً على ألمك دون اكتراث.
في هذه اللحظة الفارقة، يتجلى أسمى أشكال حب الذات. أنت لا ترحل لأنك كرهت، بل لأنك أخيراً، وبعد طول عناء، أحببت نفسك بما يكفي. اخترت أن تصون كرامتك التي لا تُقدّر بثمن، وأن تمنح روحك فرصة للهدوء، وجراحك وقتاً لتلتئم.
> الرحيل الواعي ليس هزيمة أو هروباً، بل هو انتصارٌ للشجاعة. شجاعة اختيار السكينة على الفوضى، والثبات على التقلّب، والاتزان على التعلّق المرضي.
لأنك تعلمت الدرس الأهم: الحب وحده لا يكفي أبداً فالعلاقات السليمة لا تُبنى على فراغات الروح، أو الخوف من الوحدة، أو التعلق الذي يخنق. بل تُقام على أُسسٍ من الاحترام المتبادل، والوضوح، والأمان. علاقةٌ يرى فيها كل طرفٍ نفسه عزيزاً، قبل أن ينتظر التقدير من الآخر.
وفي الختام..
قد لا ننسى بسهولة، وقد نتألم بشدة، لكننا بوعينا نتجاوز. نتعافى لأننا اخترنا الصدق مع أنفسنا، حتى وإن كان مؤلماً. فهذا الألم، مهما بلغت قسوته، هو ألمٌ مؤقت يمهّد لشفاءٍ دائم، وهو أرحم ألف مرة من البقاء في علاقة تقتلنا ببطء، وتطفئنا على مهل.