أنباء اليوم
الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 10:14 صـ 3 رجب 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
معروف وطه وعاشور يديرون مباراة بوركينا فاسو وغينيا الإستوائية بأمم أفريقيا حسام حسن: كنت أحمل هم الجماهير في مصر.. وكنت أثق في صلاح أنه سيصنع الفارق طبيب منتخب مصر يوضح تفاصيل إصابة مصطفى محمد ومحمد حمدي أمام زيمبابوي عمر مرموش :الفوز وتحقيق النقاط الثلاث أهم من الهدف الشخصي رومانو:إيزاك يغيب عن ليفربول لعدة أشهر بعد خضوعه لعملية جراحية اليوم بهدف قاتل لمحمد صلاح منتخب مصر يفوز على زيمبابوي بكأس أمم إفريقيا-فيديو النيابة العامة تحيل المتهمين بالتسبب في وفاة السباح يوسف عبدالملك للمحاكمة العاجلة ”اقتصادية قناة السويس” توقع عقد إنشاء مشروع ”بيتكيرن” للصناعات الغذائية السفير محمد العرابي يقود تحركًا دبلوماسيًا شعبيًا لتعزيز شراكات الجنوب مع سفراء أمريكا اللاتينية بنك (CIB) يقود تحالفًا مصرفيًا من ثماني بنوك لمنح تمويل مشترك بقيمة 8 مليارات جنيه مصري لصالح شركة أورانج مصر جامعة الريادة تستقبل وفد جامعة شينجيانغ الصينية لبحث التعاون الأكاديمي والتقني محافظ أسوان ورئيس هيئة تنمية الصعيد يوقعان بروتوكولات تعاون

حين تختار الرحيل.. لأنك أحببت نفسك أولاً

ولاء مقدام
ولاء مقدام




في رحلة الحياة، تمرّ بنا وجوهٌ وأرواحٌ تترك بصماتها في أعماقنا. نَفتَقِدُها حدّ الوجع، ونشتاق إليها حتى نظن أن أيامنا بدونها قد فقدت ألوانها. قد يكون هذا الشخص هو من رسم يوماً ابتسامة على ملامحنا، أو من ترك جرحاً غائراً لا يزال ينبض بالألم. كلتا الحالتين تتركان أثراً لا يُستهان به.
لكن، في خضم هذا الحنين العاصف، يظهر نور خافت هو الوعي. الوعي ليس ممحاةً للمشاعر، بل هو مصباحٌ يكشف دروبها المظلمة. إنه الصوت الهادئ الذي يهمس في أذن قلبك قائلاً: "اشعر، لكن لا تنصَع. اشتق، لكن لا تعد. أحبب، ولكن لا تسمح لهذا الحب بأن يكون قيدك".
قد تشتاق لدفء اعتدت عليه، لصوتٍ كان يطمئنك، أو لحضورٍ كان يملأ فراغاً ما. لكن في أعماقك، تدرك أن هذا الدفء كان مؤقتاً، وأن هذا الصوت كان يخفي وراءه صمتاً مؤذياً، وأن هذا الحضور كان يسرق منك سلامك الداخلي. تدرك أن هذا الطريق، وإن بدا مزهراً، نهايته حتميةٌ من الألم.
وهنا يكمن جوهر النضج العاطفي:
أن تعترف بحبٍ ما زال يسكنك، لكنك تختار ألا تكمل المسير.
أن تقرّ بمرارة الفقد، لكنك ترفض العودة إلى مصدر الأذى.
أن تشتاق بكل جوارحك، وأنت على يقينٍ تام بأن هذا الشخص لا يليق بروحك، لا يرى قيمتك الحقيقية، أو يستغل ضعفك، أو يقف متفرجاً على ألمك دون اكتراث.
في هذه اللحظة الفارقة، يتجلى أسمى أشكال حب الذات. أنت لا ترحل لأنك كرهت، بل لأنك أخيراً، وبعد طول عناء، أحببت نفسك بما يكفي. اخترت أن تصون كرامتك التي لا تُقدّر بثمن، وأن تمنح روحك فرصة للهدوء، وجراحك وقتاً لتلتئم.
> الرحيل الواعي ليس هزيمة أو هروباً، بل هو انتصارٌ للشجاعة. شجاعة اختيار السكينة على الفوضى، والثبات على التقلّب، والاتزان على التعلّق المرضي.
لأنك تعلمت الدرس الأهم: الحب وحده لا يكفي أبداً فالعلاقات السليمة لا تُبنى على فراغات الروح، أو الخوف من الوحدة، أو التعلق الذي يخنق. بل تُقام على أُسسٍ من الاحترام المتبادل، والوضوح، والأمان. علاقةٌ يرى فيها كل طرفٍ نفسه عزيزاً، قبل أن ينتظر التقدير من الآخر.
وفي الختام..
قد لا ننسى بسهولة، وقد نتألم بشدة، لكننا بوعينا نتجاوز. نتعافى لأننا اخترنا الصدق مع أنفسنا، حتى وإن كان مؤلماً. فهذا الألم، مهما بلغت قسوته، هو ألمٌ مؤقت يمهّد لشفاءٍ دائم، وهو أرحم ألف مرة من البقاء في علاقة تقتلنا ببطء، وتطفئنا على مهل.