قلوب من حجر… وعِشرة راحت هدر

بقلم - هاله شُرِيح سليم
في كل مجتمع تجد وجوهاً عايشناها بحب وفتحنا لها أبواب قلوبنا قبل أبواب بيوتنا قدمنا لهم الخير بلا انتظار لمقابل مدّينا لهم أيدينا وقت الشدة وشاركناهم فرحتهم قبل حزنهم لكن المؤلم أن تكتشف بعد كل ذلك أن رد الجميل كان إساءة وأن الوفاء صار غريباً على قلوب بعض البشر.
ناكر الجميل لا يكتفي بتجاهل ما فعلته من أجله بل أحياناً يقلب الحقائق ويحوّل إحسانك إلى تهمة ويدّعي أنه لم يرَ منك إلا ما يعيبه هو لا يرى أنك تحملت من أجله الكثير ولا يتذكر مواقفك حين كان في أمسّ الحاجة إليك في عقله ما فعلته لم يكن كافياً أو لم يكن واجباً عليك أصلاً.
هذه الظاهرة لم تعد نادرة وكأن القيم الإنسانية التي تربينا عليها بدأت تضعف أمام موجات الأنانية والجحود لقد أصبح بعض الناس يقيسون العلاقات بما يحصلون عليه فقط فإذا انقطع النفع انقطع الود.
لكن يبقى السؤال: هل ندمنا على فعل الخير؟ الإجابة لا، لأن الخير الذي نقدمه يعبر عنا نحن، لا عن من يستقبله. نحن نفعل الخير لأننا نؤمن به، لا لأننا ننتظر شكراً أو اعترافاً. فالوفاء صفة نبيلة، ومن يخسرها يخسر إنسانيته قبل أن يخسر الناس من حوله.
ويبقى درس الحياة الأهم: لا تدع ناكر الجميل يغير قلبك أو يطفئ إنسانيتك فالبحر لا يتوقف عن العطاء حتى لو ألقى فيه البعض الحجارة