أنباء اليوم
الثلاثاء 29 أبريل 2025 07:46 صـ 1 ذو القعدة 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير الأوقاف يستقبل رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بمقرّ الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة لبحث سبل التعاون المشترك كولر: تدريب الأهلي سيظل مصدر فخر.. وجماهيره رائعة الخطيب يؤكد لـ«كولر» وجهازه المعاون أن الأهلي ممتن لما قدموه.. وسيظل بيتهم الثاني الأهلي يكرم كولر وجهازه المعاون بعد رحيلة عن الفريق وزير الصناعة يعلن قيام لجنة من وزارة الصناعة برئاسة الهيئة العامة للتنمية الصناعية وبمشاركة كافة الجهات المختصة بالتفتيش على المصانع بمعاينة مصانع... الهيئة القومية لسلامة الغذاء ووزارة الصحة يصدران تقريرًا بشأن إعادة المُعاينة لعدد من السلاسل الغذائية ”بلبن” و”كرم الشام” وأخرى وزير الأوقاف يستقبل وفدًا ماليزيًّا برئاسة مفتي ولاية بيراك لبحث التعاون المشترك بمقر العاصمة الإدارية الجديدة برشلونة بطلاً لدوري أبطال أوروبا للشباب بعد الفوز علي طرابزون سبور التركي برباعية سلطة الطيران المدني تستقبل وفدًا رفيع المستوى من هيئة الطيران المدني الصيني وشركة (AVIC) لتعزيز التعاون المشترك نقابة الأطباء : رئيس الجمهورية يصدق على قانون المسؤولية الطبية مساعدات فورية للأسر الأولى بالرعاية ووظائف بالقطاع الخاص خلال اللقاء الأسبوعى بالمواطنين رئيس الوزراء يلتقي محافظ البنك المركزي لمتابعة عدد من الملفات

”سقوط القلاع الورقية بصمت” بقلم - ولاء مقدام

الكاتبة أ. ولاء مقدام
الكاتبة أ. ولاء مقدام


البداية: ظل الصداقة المُنهار
في زاويةٍ من عالمٍ يحمل تناقضاته كفصول السنة، عاش "سليم" بين أروقة علاقاتٍ إنسانيةٍ تشبه قلاعًا من الورق، بناها بأملٍ طفوليّ. صديقه "علي" كان أول حجارتها، رافقاه منذ المدرسة، يضحكان على أسرارٍ مشتركة، لكن الأيام كشفت أن "علي" نسج خيوط صداقته بخيوط المصلحة، يُقلب مواقفه كالرمال عند أول عاصفة. ذات يوم، وجد "سليم" نفسه يُستخدم جسرًا لتمرير أكاذيب "علي"، فقرر أن يتراجع إلى صمته، ممسكًا بكرامته كدرع. اختفى "علي" من حياته كما يُسحب ظلٌ عند غروب الشمس، تاركًا وراءه درسًا: الصداقة التي لا تُبنى على التقدير تذروها ريح الخداع.
الوسط: احتراق ورود الحب
ثم جاءت "ليلى"، كالنار التي تدفئ ثم تحرق. علاقتهما كانت رقصة تناقضات؛ تُعطيه وردة ثم تطعنه بشوكها. كانت تحبّه حينًا، وتختفي كضباب حينًا آخر، تلاعبه بمشاعر متقلبة كمرآة مشوهة. قرر "سليم" أن يُطفئ النار التي لا تُضيء إلا رماده، فانسحب دون كلمات، حاملًا كرامته كشاهد قبرٍ على حبٍ ميت. صدم صمته "ليلى"، التي اعتادت ضجيج المشاجرات، لكنها وجدت نفسها تُحادث الفراغ. الحب الذي لا يُغذّيه الاهتمام يصير شظايا زجاجٍ تؤلم عند الجمع.
النهاية:
مرايا القرابة المُكسورة
في بيت العائلة، حيث يُفترض أن تكون الجذور عميقة، وجد "سليم" عمّه "محمود" يجيد لعب دور المُحتاج حينًا، والمتغافل حينًا آخر. يستنجد به عند الأزمات، لكنه ينسى اسمه عند الفرح. قرر "سليم" أن يكسر مرآة القرابة الزائفة، فرفض أن يكون دميته. ترك "محمود" يواجه تناقضاته وحيدًا، كشجرة جردت أوراقها فاكتشفت أنها لم تكن ظلًا لأحد. القرابة بلا تقدير تُصير غرفةً مليئةً بصدى الأسماء الفارغة.
الخاتمة: القلاع التي سقطت تُعلّم البناء
في غرفة صمته، أدرك "سليم" أن الإنسان لا يملك إلا كرامته كنورٍ يهديه. قرر أن يبني قلعةً جديدةً من قواعد راسخة: الاهتمام هو الإسمنت، والتقدير هو السقف، والكرامة هي الأساس. تعلّم أن الانسحاب بهدوء ليس هروبًا، بل هو إجابةٌ أخيرة لمن أراد أن يقرأ جملة "أنت لا تستحقني" دون حروف.
الآن، يعيش "سليم" بين قلعته الجديدة، يُطل من نوافذها على أطلال الماضي، مُبتسمًا:
أعظم الانتصارات أن تُحافظ على قيمتك حتى وإن كان الثمن أن تُدفن تحت أنقاض من لم يعرفوا قيمتها.
"سقوط القلاع الورقية بصمت ليس نهاية الإنسان، بل بدايةٌ لفهم أن الكرامة تُحيي الموتى.