نبضة حمراء
بقلم الباحثة والأديبة - أميره عبدالعظيم
يستيقظ العالم أحيانًا على همسٍ أحمر،
كأنّ القلوب اتفقت أن تُعلن تمرّدها على الصمت،
فتفيض بما لم يُقل منذ زمنٍ بعيد.
تتبدّل الملامح، وتكتسي الأرصفة لونًا جديدًا،
وكأن الحب خرج من مخابئه الطويلة
ليجوب المدن باحثًا عن وجوهٍ لم تنسَ بعد معنى العاطفة.
ليس الحب وردةً تُقدَّم، ولا هديةً تُفتح على عجل،
إنه لحظة صدقٍ بين قلبين تآلفا رغم المسافات،
وابتسامة صغيرة تُنقذ يومًا باهتًا من الغرق.
الحبّ، حين يكون صادقًا، لا يحتاج إلى مناسبة،
فهو يزورنا خلسةً في منتصف التعب،
حين يربّت أحدهم على وجعنا بكلمة،
أو حين نجد في عيون من نحبّ ملاذًا من فوضى الحياة.
إنه ملاذ آمن لكلّ نبضةٍ تمنح الوجود معنًى:
لأمٍّ تخفي قلقها على أولادها
بابتسامة،
لصديقٍ يلوّح من بعيد كي يقول "أنا هنا"،
ولقلبٍ ما زال يؤمن بأن الخير لا يزال ممكنًا.
فلنضع قليلاً من الحنان على ملامحنا،
ولنفتح النوافذ للحبّ كي يدخل بلا خوف،
فما أجمل أن نُعيد للقلب قدرته على الخفقان،
ولو لحظةً واحدة فقط...

