أنباء اليوم
الأحد 15 سبتمبر 2024 10:58 صـ 11 ربيع أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
المركز الإعلامي للهيئة القومية لسلامة الغذاء يصدر تقريره الأسبوعي الــ 34 لعام 2024 مياه المنوفية تعلن قطع المياه عن مدينة شبين الكوم وضواحيها نائب وزير الإسكان يشهد حفل ختام وتسليم شهادات البرنامج التدريبي لرفع قدرات بعض المهندسين وزير الإسكان يتابع أعمال شركة التعمير لخدمات الصيانة بمواقع وحدات سكن لكل المصريين رئيس جهاز تنمية القطاع الثالث بالساحل الشمالي الغربي يعلن إزالة تعديات ومخالفات بناء وزير الموارد المائية يتابع إجراءات تطوير الشركة القابضة للري والصرف محافظ أسيوط: اتخاذ خطوات استباقية للحد من الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية السفير المصري في كوريا الجنوبية يستقبل وفدًا من وزارة التعليم العالي وزير الخارجية يتوجه إلى روسيا الاتحادية في زيارة ثنائية محافظ أسيوط يلتقي الأنبا بيسنتي ووفد المكتب الفني لقداسة البابا وزيرة التضامن تعزي سيدة فقدت ابنتيها وحفيدتها في حادث تصادم قطاري الزقازيق مصر تهنىء جواتيمالا بمناسبة عيد الاستقلال

“الخزلان”

في عالم مليء بالتقلبات والتغيرات، يبقى الوفاء إحدى القيم النادرة التي تضيء دروب العلاقات الإنسانية. إن الوفاء هو الوعد الصامت الذي يعبر عن التزام الشخص بالمبادئ، بالعلاقات، وبالعهود التي قطعها. غير أن هذا الالتزام النبيل غالباً ما يحمل في طياته ألم الخزلان. فالأوفياء هم أولئك الذين ينقشون على قلوبهم عهودًا من ذهب، ولكنهم يتعرضون لألم الخيانة والخيبة بشكل متكرر، وكأنما كتب عليهم أن يدفعوا ضريبة إخلاصهم.

يحدث ذلك لأن الأوفياء يعيشون في عالم من التوقعات العالية، حيث يتوقعون من الآخرين أن يبادلوهم نفس المشاعر والنوايا. حينما لا تُلبى تلك التوقعات، يتسلل إلى قلوبهم شعور بالخزلان العميق، وكأنما خذلتهم الأقدار. يميل الأوفياء إلى فتح قلوبهم ووضع ثقتهم في الآخرين بلا تردد، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للأذى. فهم يرون في الآخرين انعكاسًا لأنفسهم، ويعتقدون أن نبل مشاعرهم يجب أن يُقابل بوفاء مماثل، ولكن هذا العالم لا يسير دائمًا وفقًا لقواعد الإنصاف.

إن قصة الوفاء والخزلان تتجلى في العديد من جوانب حياتنا. في العلاقات الشخصية، يشعر الشخص المخلص بخزلان عميق عندما يخونه شريك حياته أو يبتعد عنه أصدقاؤه المقرّبون. في العمل، قد يُصاب الموظف الذي يكرس وقته وجهده لمصلحة الشركة بخيبة أمل حين لا يتم تقدير جهوده أو عندما يُتخطى في الترقية لصالح آخرين أقل إخلاصًا. وفي المجتمع، فإن الأفراد الذين يساهمون بوقتهم ومواردهم في الأعمال الخيرية قد يشعرون بأن جهودهم لا تُحدث الفرق المتوقع، فيصيبهم الإحباط.

ومع ذلك، فإن الأوفياء لا يتوقفون عن العطاء رغم الألم. قد يواجهون الخزلان، لكنهم يدركون في أعماقهم أن الوفاء ليس مجرد فضيلة، بل هو جوهر الحياة الحقيقية. إنهم يستمرون في مسيرتهم، يعززون قيمتهم الذاتية، ويحافظون على نقاء قلوبهم رغم الجراح. فهم يعلمون أن إخلاصهم هو انعكاس لأصالة نفوسهم، وليس ردًا لتصرفات الآخرين.

وفي نهاية المطاف، يظل الوفاء رمزًا للأمل، ومرآة لنُبل الإنسانية. قد تكون الطرق مليئة بالصعوبات، وقد تكون ضريبة الخزلان باهظة، لكن الأوفياء يواصلون السير بقلوبهم النقية، لأنهم يدركون أن الوفاء هو ما يعطي للحياة معناها الحقيقي. إنهم يختارون النور وسط الظلام، ويعلمون أن جمال الوفاء يكمن في استمراره رغم كل شيء.