أنباء اليوم
السبت 27 يوليو 2024 12:55 مـ 20 محرّم 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
رئيس الوزراء يستعرض موقف مشروع رأس الحكمة وتسليمات أبراج العلمين والتجمع العمراني غرب الضبعة مجلس الوزراء ينفي صحة الصور المتداولة لتصميم فني جديد لجواز السفر المصري محمد الحلو ومروة ناجي يحلقان في سماء مهرجان جرش 2024 الريف المصرى الجديد توقع مذكرة تفاهم مع قسم هندسة التشييد بالجامعة المصرية الروسية التعليم العالي: مكتب التنسيق يعلن تسجيل 15000 طالب وطالبة في اختبارات القدرات جولات تفقدية لمسئولي وزارة الإسكان وأجهزة المدن لدفع العمل بمشروعات سكن لكل المصريين وزيرة التنمية المحلية تتابع موقف تنفيذ وتشغيل مشروعات المبادرة الرئاسية بالمحافظات التعليم العالي تواصل ملاحقة الكيانات الوهمية وتُغلق كيانًا وهميًا في أسيوط رئيس جامعة القاهرة يترأس اجتماع مجلس كلية الإعلام موسم شاق ينتظر ريال مدريد صفقة ريال مدريد الجديدة تتصدر قائمة الأعلي قيمة تسويقية في الليجا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعلن افتتاح أولمبياد ”باريس 2024”

غياب أثر المرأة في المجتمع

أ محمد فاروق
أ محمد فاروق

للمرأة أثرها الفعال فى كل الشعوب والمجتمعات ولها دورها البارز فى الحفاظ على ثقافة وهوية المجتمع ، ويظهر هذا التأثير بصورة واضحة وجلية فى المجتمعات الشرقية وخاصة فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية.فبناء الأسرة والحفاظ على تلاحمها ووحدتها من الأهداف والركائز الأساسية للدين الإسلامي بصفة خاصة والرسالات السماوية بصفة عامة .

لذا فالإهتمام برعاية الأم علمياً وصحياً ونفسياً هو النواة الحقيقية للحفاظ على سلامة وإزدهار المجتمع ، وقد تنبه المستعمر قديماً إلى خطورة الدور الذى تلعبه المرأة فى مجتمعنا فصوب سهامه إلى المرأة لكى يشغلها عن أهدافها الرئيسية كمربية ومعلمة للأجيال الجديدة وناقلة للتراث والعادات ومحافظة على التقاليد والأعراف فى مجتمعها ونقل هذه الموروثات بكل صدق وعناية إلى أبنائها لتنتقل هذه القيم والعادات من جيل إلى جيل .

قام المستعمر بعرض عدد من الإهتمامات التى لم تكن تشغل المرأة فى ذلك الوقت مثل متابعة الأزياء الحديثة ومسابقات ملكات الجمال والدعوة إلى التحرر من واجباتها المقدسة وأخذ يسلط الضوء على تلك المجموعة الصغيرة التى انبهرت بتلك العادات المستحدثة ، ومعظم هؤلاء كانوا من الطبقات العليا فى المجتمع والذين تلقوا دراستهم فى اوروبا ، وكذلك بعض اعضاء البعثات العلمية التى أرسلتهم الدولة إلى أوروبا ليأتوا بالعلم الحديث فأنبهروا بأضواء المدنية الحديثة فى أوروبا والتى أزاغت أبصاربهم وأنستهم عاداتهم وقيمهم وانجذبوا لكل ما هو أوروبى بصرف النظر عن فائدته أو ضرره .

ثم كانت الضربة القاسمة التى أطلقها دعاة الحرية والتنوير – كما يطلقون على أنفسهم - وهى المطالبة بنزول المرأة للعمل من أجل تحقيق ذاتها والإعتماد المالى على نفسها لكي تكون لها ذمتها المالية الخاصة بعيداً عن الزوج ، وتلت تلك الدعوات مجموعة أخرى مثل المساواة فى الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة ثم التوسع فى المطالبات بالتحرر من كل قيد وأن يكون الرقيب على تصرفات المرأة ليس الدين أو القيم أو العادات أو الأعراف ولكن ظهر مسمى جديد لرقابة المرأة على نفسها وهو " قناعتها الشخصية " ومع مرور الوقت الكافى – عشرات الأعوام – وبالنظر إلى الأثار السلبية اللتى خلفتها تلك الدعوات على الأجيال المتلاحقة من تفكك أسرى أدى إلى تدنى فى الذوق العام وانحدار فى الاخلاق وانتشار للمخدرات والجرائم واضمحلال الفنون والإبداعات ، ومرجع كل ذلك بالتأكيد لغياب الدور الواعي للأم وانشغالها فى قضايا تافهة وغير مبررة .

خسر المجتمع دور الأم الأساسي وظهرت كثير من السلبيات نتيجة هذا الغياب ، ولكن هل استفادت المرأة من هذه التغيرات ، اعتقد بعد كل هذه السنوات أن الخاسر الأكبر فى هذه القضية هى المرأة نفسها فقد خسرت الحب والحنان الذى كان يظلل أسرتها وأصبحنا الآن نجد كثير من الأمهات اللائي انشغلن عن أبنائهن فى شبابهن طريحات دور المسنين لا يجدن حباً ولا رعاية ولا عناية من أبناء لم يشعروا يوماً بدور هذه الأم فى حياتهم.