الغربة ! !

بقلم - اسامة يوسف
تعددت اشكال الغربة ولكن أكثرها مرار عندما تتغرب بعيدا عن أهلك طلبا للقمة العيش عندما تمرض ولا تجد أحد بجوارك ليخفف عنك أو يمد يده بشربة ماء أو كسرة خبز عندم تأوى إلى فراشك وحيدا ولا تجد من يؤنس تلك الوحدة بل عندما تكون بنك فقط لأبنائك وزوجتك كثير من الشباب سافر وهو فى مقتبل العمر بهدف تجهيز نفسه والعودة للزواج ولكن أى زواج الذى قد يدوم شهرين أو ثلاث ثم يعود للسفر بعد أن يلتصق بجدار رحم زوجته نطفة تبدأ فى النمو مع الأيام وتلد .وهنا يزداد الشاب كدا وتعبان لتوفير المال لمتطلبات المولود ويزداد العمر وينحنى ظهره ويصبح كهلا ويتكرر مع كل مولود ويزداد الهم على الأم والألم ولكن هل عندما يعود سيتم تعويضه عن ايام الغربة. هل ستحاول الزوجة تعويضه أو تعويض نفسها بعدم وجود من تزوجته؟ غالبا ما يحدث العكس يشعر الجميع بوجود غريب بينهم الأبناء والزوجة فكل ما يعرفونه أنه ضيف مؤقت - أنه الراعى والموفر لطلباتهم ولكن لم يعاشروه أو يعرفون طباعه وتشعر الزوجة خاصة إذا كان الغياب طويلا بغريب تحاول أن تتعرف عليه ويتعرف عليها وغالبا ما تفشل تلك العلاقة فقد حكى لى أحد الأفراد عندما عاد من الخارج أنه سيسافر ثانية وقد يدفع مبلغ كبير قد ادخره لكى يسافر رفض أن يعمل مشروع أو يتواجد وسط أسرته وفضل العودة للغربة فضل أن يكون الملبى لاحتياجات أسرته فضل أن يكون الحب كلمات يسمعها عبر الهاتف سواء من زوجته أو ابناؤه فقد شعر بفقد الحب عندما احتك بأسرته عندما يعطى قرارات لم يعودوا عليها حتى زوجته فقرر التضحية افضل من أن يخسرهم جميعا وهو وسطهم فكثيرا من الأفراد عندما عاد رفضت الأسرة تواجده فكان الشارع مصيره أو دار مسنين حتى الأهل قد يرفضوه ويقولون أختيارك لزوجتك عديمة الأصل وأبناؤك عديمى التربية الغربة تفقد الانثى الكثير من عمرها إذا حافظ على نفسها واتقت الله وتجد نفسها وكأنها أفنت شبابها فى تربية الأبناء وقد يكون مصيرها كمصير الغريب الذى سافر ليوفر لهم الرفاهية فالغربة دمار للجميع إذا لم يتواجدوا معا والمشاكل تنشب وتزداد والمصير مجهول إذا لم تستطع التواجد فالافضل أن تنسى أن هناك بيت قد تعود إليه استمر غريبا وتموت غريبا حتى لا تشعر بالمرارة عندما تعود حتى يظل بداخلك الوهم أن الجميع بحبك وينتظر عودتك ليعوضك عن الوحدة والألم والغربة فالعودة للواقع موت بطيء ووهم لن تجد سواه.
وفق الله الجميع وحمى الله مصر جيشا وشعبا ووطن وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.