الخميس 25 أبريل 2024 03:15 مـ 16 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

وليد عبد الجليل يكتب: المتعة في الرحلة

أ/ وليد عبدالجليل
أ/ وليد عبدالجليل

نعم المتعة في الرحلة و ليست في الوصول.

هل أصبحت سعيدا الآن بعد أن ارتقيت أعلى المناصب على حساب الآخرين و على حساب سعادتك و راحة بالك.

هل تشعر بالسعادة الآن بعد أن أفنيت عمرك بحثا عن المال مضحيا في سبيله بكل غال و نفيس وضحيت بكل ما يستحق أن تضحي من أجله فتفرقت بك السبل و الدروب.

كم عشنا صغارا ننتظر اليوم الذي نكبر فيه و نودع الطفولة هروبا من سيطرة أبوينا ورغبة في الاستقلال ولم نكن نعلم أنها أسعد أيام حياتنا وددنا لو عاد بنا الزمن لحظة واحدة نودع من فارقونا ونلقي بأنفسنا بين أحضانهم و نخبرهم كم أحببناهم و كم اشتقنا إليهم وكم أصبحت الحياة مريرة بدونهم.

كم حلمنا أن يكبر أبناؤنا لنريح أنفسنا من مشاكلهم الصغرى ولنطمئن أننا حقنا هدفنا و أدينا رسالتنا بأن ربيناهم و صاروا كبارا يعتمدون على أنفسهم و يستقلون بحياتهم ولم نكن ندري أن نفوسنا ستذوب شوقا للحظة طفولتهم عندما كانوا بأحضاننا لا يفارقوننا .

كم كانت المتعة كبيرة عندما كنا صغارا نعيش براءة الأطفال و دفء البيوت بين أحضان أبوينا.

كم كانت المتعة عظيمة عندما كان أبناؤنا صغارا في أحضاننا نشاركهم لحظات طفولتهم فنسعد نحن بسعادتهم .

كم كانت المتعة ونحن نبحث ونعمل ونعيش و نربي ونحارب من أجل من نحبهم.

ليست المتعة في الوصول للنهاية فمهما كان النجاح فهو نهاية

استمتعوا بالرحلة فالهدف لا يستحق العناء.

ومتع الدنيا ليست و لن تكون هدفا .

و لكن نعيم الوصول في الآخرة أمام ملك الملوك.