أنباء اليوم
الأربعاء 30 أبريل 2025 06:28 مـ 2 ذو القعدة 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير الخارجية يستقبل المبعوث الشخصي لسكرتير عام الأمم المتحدة للسودان الطفولة والأمومة يُشيد بالحكم الصادر في قضية طفل البحيرة وزيرة التضامن الاجتماعي تتفقد نماذج لمجمعات حضانات ورياض الأطفال في سنغافورة وزيرة التنمية المحلية تتابع مع المحافظات من مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ تدخل جراحى نادر لأول مرة بمستشفى الزقازيق العام الداخلية:ضبط المتهم في واقعة التحرش بطفل وتصويره بهاتف محمول بالقاهرة رئيس الوزراء يتابع مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي ملفات العمل ذات الأولوية الصحة: رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات خلال موجة الطقس السيء والعواصف الترابية التي تشهدها البلاد اليابان تعلن عن منح وسام الشمس المشرقة ”الوشاح الأكبر” للأمين العام لجامعة الدول العربية وزارة الخارجية تتابع واقعة احتجاز أربعة طلبة مصريين في الجمهورية القيرغيزية إي أسواق مصر تساهم في افتتاح ”البوابة العظيمة” في الأهرامات بتوجيهات وزارة السياحة محافظ أسوان يتابع موقف الأحوال الجوية

وليد عبد الجليل يكتب - أحلامنا الثكلى

وليد عبدالجليل
وليد عبدالجليل

أتاني يترنح من بعيد شبح مثقل بالهموم كأن سكرة الأيام أفقدته التوازن أو سلبته القدرة على السير يمشي خطوة و يتعثر خطوات حاملاً على كاهله ما تنوء به الجبال من هموم الزمن وخيبات الأيام
ما زال يتقدم نحوي بصعوبة يلهث كمن يلفظ أنفاسه الأخيرة .
لم أهابه و وقفت أستحثه على السير وقفت مكاني أنتظر قدوم ذلك الكهل المترنح .
لم أجرؤ على أن أخطو تجاهه و لو خطوة واحدة تقصر عليه الطريق وتهون عليه مشقة السير نحوي و لكني اكتفيت بالانتظار و ما أقسى قسوة الانتظار و ذلك الفضول الذي ملكني كي أعرف من هو و ماذا يحمل على رأسه.
مرت الأوقات بطيئة و مازلت أنتظر أذهب للقيام ببعض الأعمال التي أظنها ضرورية و أعود لنفس المكان فأجده مازال في طريقه يقترب ببطء.
مرت ساعات أو أيام و ربما مر العمر كله و أنا أذهب هنا و هناك و أعود لنفس نقطة الانتظار منتظراً ذلك الشبح المترنح ذلك الشيخ الفاني أنتظره بلهفة دون أي تفكير في التقدم و لو خطوة واحدة تجاهه.
و فجأة تحين اللحظة و يصل إلى حيث أنتظر و كم أذهلني ما رأيت نعم أعرف ذلك الكهل و لكن كيف شاب و شوهت معالمه تجاعيد الزمن أين ذهبت نضارته و حيويته و شبابه و ابتسامته التي لم تكن تفارقه يوما
نعم إنه ذلك الحلم حلمي الصغير الذي تمنيته و رسمت ملامحه و عاش معي عمراً أنتظر أن يتحقق.
هذا الذي سقط أمامي الآن وتحت قدمي يلفظ أنفاسه الأخيرة و تسقط معه ما كان يحمل علي رأسه من أمنيات و آمال ماتت مختنقة وسط عواصف الأيام و رياح المستحيل.
هكذا أحلامنا نعيش العمر في انتظارها نحملها بين ضلوعنا حتى تموت قهراً كالأم الثكلى التي تنتظر عودة ابنها الذي ترفض أن تصدق أنه مات
فلا الابن يعود ولا الأم تهدأ ضلوعها أو تقر عينها و يضيع عمرها في انتظار.