الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:34 صـ 14 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

وليد عبد الجليل يكتب - وكسر الأعمى عصاه حين أبصر

كثير من علاقاتنا اليومية تندرج تحت تلك المقولة فكم من مرة كنت سنداً لمن احتاجك و تخلى عنك حين استغنى .
أنت من أبصروا بك في ظلماتهم و كنت أول من ألقوا بك في غياهب الظلمات حين أضاءت طرقاتهم.

أنت يا من قبلت أن تكون مجرد محطة انتظار لم يترددوا لحظة واحدة في تركها عندما أقبل القطار .
أنت الذي رويت ظمأ نفوسهم و جمعت شتات نفوسهم فضربوا بك عرض الحائط .
أنت من قبلت أن تكون ماض و صفحة منسية في كتاب تطوى و تمزق ليفتحوا صفحة جديدة.

فلا تلومن إلا نفسك واقتل حسن ظنك و حاسب نفسك على ما فرطت من حقوقها و تساهلت في هوانها فزرعت الآمال في أرض بور و جنيت خيياتها و خذلانها .

عود نفسك التخلي و الاستغناء و اعلم أنك لست محور الكون و أن غيابك لن يوقف عجلة الزمن و لن يجعل الشمس تشرق من مغربها و لن تتوقف الحياة ولكن هوان نفسك عليك يقتلها.

لا تكن مفرط الثقة بالآخرين فمن وعد بالبقاء حتي النهاية غالبا كان هو أول الراحلين و من وعد بالقتال إلى جانبك هو من طعنك في ظهرك.
لن تقتلك الضربة مهما كانت قوتها و لكنك ستسقط عندما ترى أن من سددها لك أكثر من وثقت به و أمنت جانبه.
القائد الروماني يوليوس قيصر عنما تآمروا عليه و طعنوه لم يسقط و عندما رأى صديق عمره بروتوس أسرع إليه ليحتمي به و هو مضرج بالدماء فطعنه بروتوس ، عندها قال مقولته الشهيرة"حتى أنت يا بروتوس إذن فليمت القيصر ." و سقط القيصر ليس من أثر الطعنة و لكن لأن من طعنه هو أكثر من وثق به و لم يتوقع خيانته.

موضوعات متعلقة