السبت 20 أبريل 2024 05:41 صـ 11 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

وزير الأوقاف :حسن التوكل والفرج بعد الشدة وطلاقة القدرة الإلهية من أهم دروس الإسراء والمعراج

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

ألقى أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة 18/ 2/ 2022م خطبة الجمعة بمسجد "العباسي" بمحافظة بور سعيد بعنوان " الإسراء والمعراج وآيات الله الكبرى" ، بحضور اللواء أ.ح/ عادل الغضبان محافظ بورسعيد ، و أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية ، والمهندس/ عمرو عثمان نائب محافظ بورسعيد ، والأستاذ الدكتور/ أسامة العبد وكيل لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب ، واللواء/يوسف الشاهد سكرتير عام محافظة بورسعيد ، والدكتور/ عبدالحميد متولي رئيس مركز التسامح بالبرازيل ، والشيخ/ جمال عواد مدير مديرية أوقاف بورسعيد، والشيخ/ مسعد فتحي مدير الدعوة بمديرية أوقاف بورسعيد ، وعدد من السادة العلماء والدعاة ، ولفيف من القيادات السياسية والتنفيذية والشعبية بالمحافظة، وبمراعاة الضوابط الاحترازية والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.
وفي خطبته أكد أننا أمام ذكرى عظيمة وهي ذكرى الإسراء والمعراج ومن أهم دروسها حسن التوكل على الله والفرج بعد الشدة وطلاقة القدرة الإلهية ، فبعد عام الحزن الذي توفيت فيه زوجه السيدة خديجة (رضي الله عنها وأرضاها) وعمه أبو طالب ، ولقي النبي (صلى الله عليه وسلم) ما لقي من أذى المشركين، وخرج إلى الطائف فلقي أذى أشد منه ، فرفع يديه إلى السماء متضرعًا: "اللَّهُمّ إنْي أَشْكُو إِلَيْكَ ضِعْف قُوَّتي وَقِلَّة حِيلَتي وَهَوَانِي عَلَى النَّاس يَا أَرَحِم الرَّاحِمِينَ أَنْتَ رُبَّ الْمُسْتَضْعِفِينَ وَأَنْتَ رَبِّيٌّ إِلَى مَنْ تَكِلنِي إِلَى بِعِيد يَتَجَهَّمنِي أَمْ إِلَى عَدُوّ مَلِكَته أَمَرّي إِنْ لَمْ يَكُن بِكَ غَضَب عَلِيّ فَلَا أُبَالِي وَلَكِنَّ عَافِيَتكَ هِي أوْسَع لِي" ، وهنا تتفتح أبواب السماء وكأن الله (عز وجل) يقول لنبيه (صلى الله عليه وسلم) ولنا من بعده : إذا ضاقت بك أسباب الأرض فهناك أسباب واسعة وهي أسباب السماء ، فكانت رحلة الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى إلى المعراج إلى السماوات العلى أعظم رحلة في تاريخ البشرية ، حيث رأى (صلى الله عليه وسلم) من آيات ربه الكبرى ما رأى ، ومن هذه الآيات التي طمأن بها رب العزة قلب نبيه (صلى الله عليه وسلم) وزاده إيمانًا على إيمانه ويقينًا على يقينه أن طوى له الأرض طيًّا ؛ فخرج (صلى الله عليه وسلم) من البيت الحرام في مكة المكرمة إلى بيت المقدس ومنه إلى السموات العلى ثم من السموات العلى إلى بيت المقدس ومنه إلى البيت الحرام في جزء يسير من الليل وأهل مكة حينئذٍ يضربون أكباد الإبل شهرًا ذهابًا وشهرًا إيابًا ، ومن هذه الآيات الكبرى أن أحيا الله سبحانه له الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) في بيت المقدس فصلى (صلى الله عليه وسلم) بهم جميعًا وفي هذا يقول شوقي:
أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً إذ مَلائِكُهُ
وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ
لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِم
كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ
صَلّى وَراءَكَ مِنهُم كُلُّ ذي خَطَرٍ
وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللَهِ يَأتَمِمِ
حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها
عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ
وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ
وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاِستَلِمِ
ويقول سبحانه: " لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى" حيث رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) في ملكوت السماوات ، وفي رحلة الإسراء ما رأى من مطلق القدرة الإلهية ، ومنها القدرة الإلهية في الإحياء والبعث .
يقول الحق سبحانه موجهًا النص القرآني لمن يتحدثون عن قدرة الله على الخلق والإماتة والإحياء والبعث: "وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ".
كما ضرب لنا الحق سبحانه الأمثلة الواقعية من حياتنا ، فقال سبحانه: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" ويقول سبحانه: " أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ" ، ويقول سبحانه: "أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" ، ويقول سبحانه: "مَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ" ، ويقول تعالى: "وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا" ويقول سبحانه: "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" فاللهم إنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت لك الملك تؤتي الملك من تشاء متى تشاء بأسباب وبلا أسباب ، وتنزع الملك عمن تشاء متى تشاء ، تعز من تشاء وتذل من تشاء ، نسألك بأسمائك الحسنى أن تُعز هذا البلد وأهله ،اللهم أعز مصر وأهلها واجعلها أمنًا أمانًا سخاءً رخاءً في أمنك وضمانك إلى يوم الدين.