الخميس 25 أبريل 2024 07:34 مـ 16 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

وليد عبد الجليل يكتب - حائرون يا الله

حائرون بين دروب تشابهت علينا و خيارات أحلاها أمر من العلقم و أيسرها أصعب من قدرتنا و تحملنا.
حائرون بين ما تمنيناه و ما صرنا إليه؛ بين ماض تولى وودعنا معه راحة القلب و طمأنينته و أعزاء سكنوا نفوسنا رحلوا عن دنيانا و لم يبرحوها وبين حاضر سلب كل قدرة لنا على الحياة.
حائرون و نحن نعلم أننا لسنا بصفاء قلب إبراهيم الذي اهتدى به بك و اطمأن بقدرتك فجعلت له النار برداً وسلاماً و جعلت في ذريته النبوة.
و لسنا بنقاء موسى كى نسعى إليك لتحدثنا بالوادي المقدس طوى و تشرح ضيق صدورنا و تشق لنا البحر و تنير أيادينا بيضاء للناظرين.
ولسنا بطهارة يوسف لتنقذنا من خطايانا و تحررنا من براثن شهوات النفس و متع الدنيا و غرورها
و لسنا بمنزلة نبيك عيسى نمسح بيدنا على المريض فيشفى بإذنك ونشفي أنفسنا من أحقاد القلوب و شرورها و ترفعنا إليك إذا تخلى عنا الجميع.
و لسنا بكمال حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم و مقامه الرفيع لديك كي يملأ حبنا القلوب و تؤلفها لنا و تفر من أمامنا الشياطين و نهدي الحائرين لسبيلك ونتصف بصفات الكمال الإنساني و تغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا و ما تأخر فتهدأ قلوبنا و تقر أعيننا.
نعلم مدى ضعفنا و عظم قدرتك و كثرة ذنوبنا و سعة مغفرتك و مدى تقصيرنا و حلمك علينا.
و نؤمن بأنه لا مفر من ضيق صدورنا و غرور الدنيا و هوانها إلا إليك و لا خلاص من ظلمة الدروب إلا بنورك الذي أشرقت به الظلمات .