أنباء اليوم
الخميس 11 سبتمبر 2025 02:31 صـ 17 ربيع أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي

قبر الإمام وكيع رمز من رموز الأولياء في جبانة الإمام الشافعي

صورة توضيحية
صورة توضيحية

في قلب منطقة الإمام الشافعي بالقاهرة، حيث تتراص القباب الأثرية والعمائر الجنائزية التي تحكي تاريخًا ممتدًا منذ بدايات العصر الإسلامي مرورا بالعصر الفاطمي و المملوكي و العثماني وعصر أسرة محمد علي باشا، يبرز قبر الإمام وكيع كأحد الأضرحة التاريخية والدينية المهمة.

الإمام وكيع بن الجراح (129 – 197هـ/ 746 – 812م) هو أحد كبار أئمة الحديث في القرن الثاني الهجري، وقد عُرف بورعه وزهده وعلو مكانته بين المحدثين. ويكتسب قبره في منطقة الإمام الشافعي قيمة خاصة، لأنه لا يمثّل مجرد مدفن لعالم من علماء الإسلام، بل هو شاهد حي على العلاقة العلمية العميقة بين الشيخ وتلميذه الإمام الشافعي.

فقد كان وكيع أبرز شيوخ الشافعي في رحلته العلمية، حيث تلقى عنه الحديث والفقه، وتأثر بمنهجه في ضبط الرواية وحب العلم.

وهكذا فإن قبر وكيع قرب ضريح الشافعي في القاهرة ليس مجرد صدفة مكانية، بل امتداد رمزي لتلك الصلة العلمية والروحية.

وكتب علي واجهة ضريح الامام وكيع أن من قام بتجديده هو توفيق صبيح الطحاوي سنة 1359 هجرية.

ويتميّز موضع قبر الإمام وكيع بقربه من مقابر كبار الأولياء والعلماء في الجبانة ومنهم الإمام المزني، تلميذ الشافعي و الإمام الليث بن سعد، إمام أهل مصر وعالمها الكبير والإمام ورش، صاحب إحدى القراءات القرآنية الشهيرة.

هذا التجاور بين قبور الأعلام يضفي على المكان روحًا خاصة، حيث تشعر أنك أمام مدرسة كبرى جمعت أعلام الفقه والحديث والقراءات في مكان واحد، ليظل شاهداً على تواصل السلسلة الذهبية للعلم عبر العصور.

إن زيارة قبر الإمام وكيع اليوم ليست مجرد مرور على مدفن قديم، بل هي رحلة في تاريخ العلم والورع، واستدعاء لذكرى أحد الرجال الذين أسهموا في تشكيل عقل الإمام الشافعي نفسه، ثم صار جزءًا من المشهد التراثي والروحي الذي يحفظ لمصر مكانتها كحاضنة للعلماء والأولياء.