أنباء اليوم
الإثنين 8 سبتمبر 2025 05:12 مـ 15 ربيع أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الإسكان انطلاق معرض ”سيتي سكيب 2025” في الفترة من 24 الى 27 سبتمبر الجاري لتعزيز... الداخلية:كشف ملابسات مقطع فيديو بقيام عدد من سائقي التوكتوك بآداء حركات إستعراضية الداخلية:ضبط صانعى محتوى بتصوير مقاطع فيديو منافية للآداب العامة الداخلية:ضبط أحد الأشخاص لقيامه بانتحال صفة ضابط شرطة والاستيلاء علي أرض زراعية محافظ المنوفية يتفقد أعمال تطوير ورفع كفاءة مدخل الباجور البحري وزير الإسكان يعقد اجتماعاً لمتابعة سير العمل بقطاعات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة برؤية تنسج العلاقة بين الإنسان والمكان في مجتمع متكامل ”وان أوف وان” للتنمية العمرانية تبدأ أعمالها رسميًا في السوق المصري بمحفظة تضم... محافظ بني سويف يلتقي مسؤولي مشروع الدعم الفني لوزارة التنمية المحلية سعر الذهب في بداية تعاملات اليوم الإثنين 8 سبتمبر 2025 س و ج .. كل ما تريد معرفته حول إطلاق السردية الوطنية للتنمية وزير الإسكان: يتابع الموقف التنفيذى لمشروعات ”مارينا8” ارتفاع جماعي لكافة مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة اليوم

الأمير محمد فاضل باشا الدرمالي حاكم قنا وصاحب ضريح الإمام الشافعي الذي ترك بصمته في مصر العثمانية

صورة توضيحية
صورة توضيحية

يُعد الأمير محمد فاضل باشا الدرمالي واحدًا من أبرز الشخصيات العثمانية التي ارتبط اسمها بمصر في القرن التاسع عشر، إذ ترك أثرًا واضحًا من خلال مناصبه الإدارية وأوقافه وضريحه الكبير في منطقة الإمام الشافعي بالقاهرة. تشير الروايات التاريخية إلى أن الأمير ينحدر من بيت عثماني عريق، فجده هو السلطان أحمد الثالث، السلطان رقم 23 في الدولة العثمانية، من ابنته زينب سلطان. وقد كان اسمه الأصلي محمود آغا، لكنه عُرف بلقب "الدرملي" نسبةً إلى مدينة دراما في شمال اليونان التي تولى حكمها في فترة من حياته. ومع اندلاع الثورة اليونانية وسقوط الحكم العثماني هناك، احتفظ بهذا اللقب الذي صار ملازمًا لاسمه حتى وفاته.

في مصر، برز محمد فاضل باشا الدرمالي كإداري بارز تولى منصب مفتش عام الصعيد، ثم عُيّن حاكمًا لقنا لمدة عشرين عامًا متواصلة، لعب خلالها دورًا مهمًا في تنظيم شؤون المحافظة والإشراف على أعمال البنية التحتية، ويُنسب إليه بناء وتطوير عدد من الموانئ البحرية التي ساهمت في ربط مصر بالعالم الخارجي وتعزيز حركة التجارة. كما ارتبط اسمه بوقف كبير بلغت مساحته نحو خمسين فدانًا، وهو ما يعكس مكانته الاجتماعية والسياسية وحرصه على ترك أثر دائم من أعمال الخير.

أما في القاهرة، فقد شيّد الأمير حوشه وضريحه الكبير في منطقة الإمام الشافعي عام 1868م، وهو بناء ذو طراز عثماني مميّز بزخارفه ونقوشه الفنية. وبعد عامين فقط من اكتمال البناء، توفي الأمير ودُفن في هذا الضريح الذي ظل شاهدًا على مكانته التاريخية وعلى تداخل الهوية العثمانية مع المجتمع المصري. وقد عُثر في أرشيف وزارة الأوقاف المصرية على وثائق رسمية تخص أوقافه ومنشآته، من بينها وثيقة مهمة تحمل رقم 2976، ما يفتح الباب أمام المزيد من البحث الأرشيفي في السجلات المصرية والعثمانية لتقديم صورة أوضح عن مسيرته.

يبقى ضريح الأمير محمد فاضل باشا الدرمالي علامة بارزة من علامات التاريخ المعماري والاجتماعي في مصر، ومرآة لحقبة امتزجت فيها ملامح الدولة العثمانية بالتاريخ المصري الحديث.