أنباء اليوم
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 01:38 صـ 24 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
المنتخب الأردني يتأهل لنهائي كأس العرب بالفوز على السعودية إراحة تريزيجيه بسبب إجراء علاجي بالأسنان.. وتجهيز عادل لمباراة زيمبابوي مصر تعزي المملكة المغربية الشقيقة في ضحايا الفيضانات بمدينة آسفي ”رئيس البريد” تكرم أبناء العاملين المتفوقين دراسياً على مستوى الجمهورية عضو لجنة الأسكان بمجلس الشيوخ: الطرق شهدت طفرة غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي كنز تطلق خاصية التبرعات المباشرة لصالح مؤسسة مصر الخير عبر تطبيقها الإلكتروني شركة Banknbox تحصل رسميًا على شهادة PCI MPoC وتنضم لقائمة أبرز الشركات العالمية في تقنيات SoftPOS وزير الخارجية يلتقي الملحقين العسكريين المرشحين للعمل بالخارج محافظ المنوفية يشدد على الجاهزية الكاملة لجولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025 وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تعقد جلسة مباحثات موسعة مع نظيرتها الألبانية خلال أعمال الدورة الأولى للجنة المصرية الألبانية المشتركة وزيرة التضامن الاجتماعي ومحافظ الوادي الجديد يشهدان توقيع 5 بروتوكولات تعاون بين الوزارة والمحافظة لإقامة مشروعات تنموية وزير الإسكان يشارك في جلسة حوارية حول الإسكان الاجتماعي الأخضر

الأوقاف : فوائد هامة لحجاج بيت الله ”الحج وقضية التسليم”

الكعبة " بيت الله الحرام "
الكعبة " بيت الله الحرام "


الإسلام يعني الاستسلام والخضوع والانقياد المطلق لله عز وجل ، فالمسلم الحقيقي هو من أسلم وجهه وأمره كله لله رب العالمين .
غير أن قضية التسليم المطلق في حياة المسلم وعقيدته وقناعاته تبلغ أوجها وذروة سنامها في مناسك وشعائر الحج.
فمذ أسلم الخليل إبراهيم (عليه السلام) وجهه لله وتل ابنه للجبين: " قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ، وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ".
وحين نادته هاجر (عليها السلام) عندما تركها وولدها إسماعيل (عليه السلام) عند البيت الحرام بوادٍ غير ذي زرع آنذاك ، ونادته يا إبراهيم : آلله أمرك بهذا ؟ فأجابها بأنه أمر الله ، فقالت وباطمئنان شديد : " إذن لا يضيعنا ".
وعندما يؤدي الحاج نسكه : طوافًا ، وسعيًا ، ورميًا ، ووقوفًا بعـرفـة ، ومبيتًا بمنى ، ومزدلفة ، ونحرًا ، وحلقًا أو تقصيرًا ، فقد يقف على بعض حكم هذه المناسك وقد لا يقف، لكن يبقى معنى التسليم المطلق لله أمرًا محوريًّا ومفصليًّا في حِكَمِ الحج وأسراره ومراميه .
ومن يعيش تلك المعاني السامية أو يؤديها بحق وصدق فإنها تكون حاكمة لحركة حياته كلها ، فيعيش بكل كيانه فاهمًا أن الأمر كله لله تعالى ، حيث يقول سبحانه: " مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " ، ويقول سبحانه : (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) ، ويقول سبحانه : " قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ " ، فيعيش من يستمسك بالإيمان بالله ويحسن تفويض الأمر له - في ذل وانكسار لله ربِّ العالمين - عيشة راضية قوامها الرضا والتسليم والإيمان الراسخ الذي يمنح صاحبه القوة والصلابة في الحق وعميق الرضا بالقضاء والقدر ، فينال جزاء الشاكرين في النعماء والسراء ، وجزاء الصابرين في البأساء والضراء ، وهذا هو حال المؤمن كما حدثنا عنه نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) .
على أن التسليم المطلق لله الذي نتحدث عنه لا يتنافى أبدًا مع الأخذ بالأسباب ، إنما يكون داعمًا ودافعًا للأخذ بها ، وهذا هو صحيح التوكل على الله (عز وجل).