مقبرة تشمل أحد رموز القضاء المصري و تشريع القوانين في الأمام الشافعي

دائما كتابة التاريخ تكون من خلال مصادرنا الموجودة بفضل وجود المباني والمنشآت المعمارية والهندسية و التراثية وعندما تقف في منطقة الأمام الشافعي تنبهر أن مصر صانعة التاريخ و التراث و الحضارة وتشاهد العمارة الإسلامية تقف شامخة تحاكي العصور السابقة مثل المملوكي وتشاهد واجهة عليها نقوش إسلامية وواجهة مدخل عليها اسم صاحب المقبرة حسين باشا يسري السكرتير العام لمجلس شوري القوانين مما يدل علي عظمة هذه الفترة التاريخية والتي جمعت بين مشرع القانون ورمز من رموز القضاء المصري الذي استشهد من أجل الدفاع عن وطنه وعن القضاء والعدالة وممثلها في هذا المكان الشهيد احمد بك الخازندار و لذلك يرمز هذا المكان لهيبة الدولة و عظمتها وتاريخها ولذلك اتمني الحفاظ علي تاريخ وطني وتاريخ هذا المكان الذي يعبر عن مكانه وطن وجامعة تمثل رمز القضاء ورمز لتشريع القانون فكلاهما يعبران عن رموز العدالة والتي هي في الأساس الماعت في مصر القديمة والتي تعني الحق والعدالة.
يوجد شاهد قبر لحسين باشا يسري السكرتير العام لمجلس شوري القوانين وكما تضم المقبرة الشاهد التاريخي لقبر الشهيد المستشار أحمد الخازندار في الامام الشافعي والذي ولد عام فى 1890 وتخرج فى 1912 من مدرسة الحقوق والتحق بالنيابة العامة فى 1913 متدرجا فى وظائف النيابة العامة حتى اصبح رئيس نيابة الاستئناف ثم مستشارا بها حتى وصل إلى رئيس محكمة جنايات مصر، كما عمل فى اسيوط والقاهرة و الأسكندرية كان عمره 58 عاما عندما تم إغتياله ويعتبر احد ابرز رجال القضاء ويضرب به المثل فى النزاهة والتمكن من أدواته القانونية فلم يحدث فى تاريخه القضائى أن تعرض حكم أصدره للنقض كما انه لم يكن يقبل ان يتدخل احد فى عمله ففى فى بداية الثلاثينات عندما تظاهر الشباب ضد الغاء دستور 1923 وتم القاء القبض على بعضهم حاولت الحكومة الضغط عليه لإصدار احكام ضدهم بالحبس ولكنه أصدر قراره بإخلاء سبيلهم معلنا رفضه للضغوط و مستعدا للاستقالة.
وكان الخازندار ينظر عددا من القضايا قام فيها الإخوان بإرتكاب أعمال عنف وتفجير وهى القضية التى عرفت بأسم قنابل الإسكندرية والتى حكم فيها بالسجن على عدد من أفراد الجماعة.
وهذا قبر المغفور له احمد الخازندار بك رئيس محكمة جنايات مصر استشهد سنة 1948، وطبعا هذا الشاهد جزء من تاريخ حقبة مهمة وحدث استشهاد بطل من أبطال القضاء المصري هو رمز القضاء .