أنباء اليوم
الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 07:19 مـ 20 جمادى أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
متحف بولاق للاثار المصرية حاضن كنوز التاريخ متحف الأزبكية بداية في تاريخ المتاحف المصرية خلال عصر محمد علي باشا أداء متباين بمؤشرات البورصة المصرية عند الإغلاق رئيس الوزراء: توجيه أغلب حصيلة صفقة الاستثمار مع قطر لتخفيض الدين العام ودعم الاحتياطى من النقد الأجنبى وزيرا خارجية مصر والسودان ووكيل السكرتير العام للأمم المتحدة يبحثون الجهود الإنسانية فى السودان “الوطنية للانتخابات”: إقبال كبير فى انتخابات النواب.. ودوائر بـ 11 محافظة تلجأ إلى احتياطى بطاقات الاقتراع نتنياهو ينفى الموافقة على إجلاء عناصر حماس العالقين فى رفح وزير الخارجية يلتقي رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي رئيس جامعة المنوفية يترأس إجتماع لجنة تدويل الجامعة الداخلية:ضبط أحد الأشخاص لقيامه بالنصب علي المواطنين باستخدام العلاج الروحاني الداخلية:ضبط أحد الأشخاص لقيامه بالاعتداء بالضرب علي فتاة بالجيزة التوعية الأثرية جسور تربط المصريين بين الماضي بالحاضر

التوعية الأثرية جسور تربط المصريين بين الماضي بالحاضر

التوعية الأثرية جسور تربط المصريين بين الماضي بالحاضر
التوعية الأثرية جسور تربط المصريين بين الماضي بالحاضر


تُعد التوعية الأثرية من أهم ركائز الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية، فهي ليست مجرد دعوة لزيارة المتاحف أو المواقع الأثرية، بل هي مشروع وطني يهدف إلى غرس الانتماء والاعتزاز بالحضارة المصرية الممتدة عبر آلاف السنين، من عظمة مصر القديمة إلى روائع العصور الإسلامية والقبطية وصولًا إلى عصر أسرة محمد علي باشا الذي شهد نهضة معمارية وثقافية فريدة.

إن الشعب المصري هو الحارس الحقيقي لتراثه، ولذلك فإن نشر الوعي الأثري بين المواطنين، وخاصة الأطفال وطلبة المدارس، يمثل استثمارًا في المستقبل. فحين يزور الطالب المتحف أو أحد المواقع التاريخية، لا يتعرف فقط على ملوك الفراعنة وأسرار المعابد، بل يدرك أن كل حجر من آثار مصر يروي فصلًا من قصة الوطن.

ويبدأ بناء هذا الوعي منذ الصغر؛ من خلال تعريف الأطفال بتاريخ بلدهم العريق بأسلوب مبسط ومحبب، وتشجيعهم على زيارة المتاحف والمواقع الأثرية، وممارسة أنشطة فنية كالرسم والنحت تحاكي التراث المصري عبر العصور، مما يجعل الأثر جزءًا من وجدانهم اليومي.

كما يلعب الباحثون والأثريون المصريون دورًا محوريًا في هذه المنظومة، فهم رسل المعرفة وحماة التاريخ، ينقلون الخبرة والعلم إلى المجتمع عبر المحاضرات، والكتابات البحثية، والمبادرات الثقافية الميدانية. يقوم هؤلاء الباحثون بشرح القصص الحقيقية وراء الآثار، ويعملون على تصحيح المفاهيم المغلوطة، وإبراز قيمة كل قطعة أثرية بوصفها شاهدًا على حضارة إنسانية خالدة. ومن خلال جهودهم في التوثيق، والترميم، والدراسة، يسهمون في بناء وعي جمعي يعيد للأثر مكانته في قلب المواطن المصري.

ولا تقتصر أهمية التوعية الأثرية على المعابد والمقابر الملكية أو المتاحف الكبرى، بل تمتد إلى حماية المنشآت التاريخية في جميع أنحاء مصر، بما في ذلك المنشآت الجنائزية في القرافة الصغرى التي تضم قبور كبار العلماء والأدباء والرموز الوطنية الذين خدموا مصر في مجالات الفكر والسياسة والفن. فهذه الأماكن ليست مجرد مقابر، بل صفحات مضيئة من التاريخ الحديث يجب الحفاظ عليها بكل وعي واحترام، باعتبارها جزءًا من الذاكرة الوطنية المصرية.

إن حماية الآثار والمنشآت التاريخية ليست مهمة المؤسسات وحدها، بل هي مسؤولية مشتركة بين المجتمع والباحثين والمثقفين، فكل فرد يمكنه أن يكون سفيرًا لتراث بلده، وكل زيارة لموقع أثري هي درس في التاريخ والهوية. فالحضارة المصرية لا تُحفظ بالحجارة فقط، بل بالعقول والقلوب التي تدرك قيمتها وتورثها للأجيال القادمة.

موضوعات متعلقة