الخالدين عرض الشواهد التراثية ونقل الرفات لرموز وطنية
تُعد مقابر الخالدين خطوة مهمة في مسار الحفاظ على الذاكرة الوطنية، حيث تجمع بين عرض الشواهد التراثية ذات القيمة التاريخية والفنية، ونقل رفات عدد من الرموز الوطنية إلى مكان يليق بمكانتهم ودورهم في تشكيل الوجدان المصري. فهذه الشواهد لا تمثل مجرد عناصر جنائزية، بل تُعد وثائق حجرية تحمل بين تفاصيلها ملامح من تاريخ مصر الحديث.
ويبرز المشروع أهمية صون التراكيب الأصلية للشواهد، والحفاظ على طرازها المعماري والزخرفي، من خلال أعمال ترميم دقيقة ينفذها مرممون مصريون متخصصون، بما يضمن الحفاظ على الهوية الفنية وعدم طمس الملامح التاريخية. كما يساهم عرض هذه الشواهد في سياق منظم في إتاحة قراءة جديدة للتراث الجنائزي، باعتباره جزءًا أصيلًا من التراث العمراني والثقافي.
ويمثل نقل رفات الرموز الوطنية إلى مقابر الخالدين بعدًا تكريميًا وإنسانيًا، يؤكد احترام الدولة والمجتمع لقامات أثرت في الحياة الثقافية والسياسية والعلمية. فالمكان لا يقتصر على الدفن، بل يتحول إلى شاهد حي على عظمة الأجداد، ومساحة للتأمل والتوثيق والتعلم.
إن مشروع الخالدين، بما يحمله من أبعاد توثيقية وتراثية، يفتح الباب أمام تحويل التراث الجنائزي من نطاق الإهمال إلى فضاء الاهتمام والعرض الواعي، ليظل شاهدًا على التاريخ، وحلقة وصل بين الماضي والحاضر، ورسالة للأجيال القادمة بأهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية وصون رموزها الخالدة.





