أنباء اليوم
الجمعة 26 ديسمبر 2025 04:18 صـ 6 رجب 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
تدريسية في كلية طب المستنصرية ببغداد تقدم ورشة تدريبية علمية عن وسيلة منع الحمل طويلة الأمد في مستشفى بغداد التعليمي ورشة عمل علمية في كلية طب المستنصرية ببغداد عن رحلة تحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة توثيق الشواهد وتجميعها في مقابر الخالدين تعرف علي الرموز الوطنية في مقابر الخالدين حصاد إنجازات لجنة البيئة بالمهندسين: ألف شجرة لكل محافظة وتمثيل دولي لذوي الهمم في مؤتمر المناخ وزير الخارجية في لقاء خاص للتليفزيون المصري: مصر تتحرك خارجيا وفق مبادئ وثوابت راسخة منتخب مصر يختتم تدريباته استعدادًا لمواجهة جنوب أفريقيا غدًا مؤسسة بنك مصر لتنمية المجتمع وبنك الطعام يوقعان بروتوكول تعاون مشترك نادي الزهور يوقع بروتوكول تعاون مع الهلال الأحمر المصري رئيس البرلمان العربي يرحب بإجراء الانتخابات البلدية المباشرة في الصومال البنك الأهلي يفتتح قاعات التقاضي الالكترونية دعما لمسيرة التحول الرقمي بالقطاع المصرفي والقضائي البنك المركزي يخفض أسعار الفائدة ١ %

توثيق الشواهد وتجميعها في مقابر الخالدين

تُعد عملية توثيق الشواهد الأثرية وتجميعها داخل مقابر الخالدين خطوة محورية في الحفاظ على ذاكرة مصر الوطنية، إذ لا تقتصر هذه الشواهد على كونها عناصر جنائزية فحسب، بل تمثل وثائق حجرية ناطقة بتاريخ الرموز الثقافية والسياسية والفكرية التي أثرت في وجدان المجتمع المصري. ويأتي هذا العمل في إطار رؤية تهدف إلى صون التراث الجنائزي وحمايته من عوامل التلف و الاندثار، مع إعادة تقديمه في سياق يحفظ قيمته التاريخية والجمالية.

وقد شهدت هذه الجهود دورًا بارزًا للمرممين المتخصصين، حيث قام المهندس أحمد فتحي (شركة إبداع) للمقاولات و المرممين ومن بينهم الأستاذ محمود البحراوي بتنفيذ أعمال دقيقة شملت توثيق الشواهد قبل نقلها أو تجميعها، ورصد حالتها الإنشائية والفنية، وتسجيل النصوص الكتابية والزخارف بدقة علمية تضمن عدم فقدان أي تفاصيل أصلية. كما تضمنت الأعمال ترميم التراكيب الحجرية، ومعالجة مظاهر التآكل والشروخ، وتثبيت العناصر الزخرفية مع الالتزام الكامل بالمعايير الأثرية المتعارف عليها.

ويبرز هذا المشروع أهمية الجمع بين الترميم والتوثيق كمسارين متكاملين، فالتجميع داخل مقابر الخالدين لم يكن مجرد ترتيب مكاني، بل إعادة صياغة للذاكرة التاريخية في إطار يحترم التسلسل الزمني والبعد الرمزي لكل شاهد. وبذلك تتحول مقابر الخالدين إلى سجل مفتوح لتاريخ الشخصيات المؤثرة، ومتحف جنائزي يعكس تطور الفن المعماري والكتابي عبر العصور الحديثة.

إن توثيق الشواهد وتجميعها في مقابر الخالدين يمثل نموذجًا متقدمًا في إدارة التراث، ويؤكد أن الحفاظ على الهوية التاريخية لا يتحقق إلا عبر عمل علمي رصين يوازن بين صون الأصل وإتاحة المعرفة، بما يضمن بقاء هذه الشواهد شاهدًا حيًا على تاريخ لا يجوز أن يُنسى.