أنباء اليوم
السبت 8 نوفمبر 2025 09:19 صـ 17 جمادى أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
“أوريون فوق الأهرامات”.. جدل فلكي يشعل افتتاح المتحف المصري الكبير بين سحر العلم وصدمة العقيدة الأثرية حركة فتح إقليم شمال غزة تتقدم بالشكر والامتنان إل مصر وعلى رأسها الرئيس السيسي وزارة الزراعة تنفي صحة فيديو حالات نفوق الماشية المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي عاجل.. النيابة العامة فى إسطنبول تصدر مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ومسئولين إسرائيليين وزير الاتصالات يشهد احتفالية شركة هواوى العالمية بمناسبة مرور 25 عامًا على وجودها فى مصر التليفزيون المصري يعيد بث حفل افتتاح المتحف الكبير علي جميع قنواته مساء اليوم 50ألف زائر في يوم واحد.. المصريون يصنعون ملحمة حضارية جديدة في المتحف المصري الكبير موسكو: بدء تنفيذ التوجيهات المتعلقة بالاختبارات النووية التنظيم والإدارة يسلم السكة الحديد الهيكل التنظيمي الجديد وجدول الوظائف المحدث في ضوء الإقبال القياسي للزائرين ..تنظيم جديد لحجز تذاكر ”المتحف المصري الكبير” بلجيكا تتخذ إجراءات عاجلة بعد اختراق مسيّرات لمطارات وقواعد عسكرية ضبط أحد الأشخاص بالشرقية لادارته مصنع ”بدون ترخيص”لإنتاج الأسمدة والمخصبات الزراعية المغشوشة

الإمام المزني رفيق الامام الشافعي ووارث علمه في قلب القاهرة الإسلامية

الإمام المزني واحد من أعلام الفقه الإسلامي الذين ارتبط اسمهم بمصر وارتبط تاريخهم بالإمام الشافعي، فقد وُلد أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني سنة 175 هـ بالقاهرة، وهي السنة التي توفي فيها الإمام الليث بن سعد، ونشأ في بيئة علمية مهيأة لتخريج كبار الفقهاء. لازم الإمام الشافعي حتى صار من أقرب تلامذته وأشهرهم، حتى قال الشافعي عنه: "المزني ناصر مذهبي، ولو ناظره الشيطان لغلبه".

وروى المزني عن عدد من العلماء كنعيم بن حماد وعلي بن معبد، غير أن اتصاله المباشر بالشافعي هو ما رسّخ مكانته العلمية، إذ جمع بين نقل أصول مذهبه وتخريج مسائله على قواعده.

لم يكن المزني مجرد ناقل، بل كان له اجتهاداته الدقيقة التي لم تخرج عن إطار أصول الشافعي. وقد أكد إمام الحرمين الجويني على قيمته العلمية، معتبرًا أن تخريجاته أولى بالاعتماد من غيره، لعلو منصبه في الفقه وقربه من أستاذه. وقد انتشر علمه في خراسان والعراق والشام عبر تلاميذه، ومن أبرزهم أبو جعفر الطحاوي خاله وصاحب المكانة في المذهب الحنفي، وكذلك ابن خزيمة وزكريا الساجي والأنماطي وغيرهم ممن نشروا علمه وأثره في الأمصار.

وعُرف المزني بالزهد الشديد والعبادة، حتى قيل إنه كان إذا فاتته صلاة في جماعة صلاها خمسًا وعشرين مرة. وكان يخدم الناس ويغسل الموتى تعبّدًا واحتسابًا، وغسل الشافعي بنفسه عند وفاته. وقد جمع بين الورع والعلم بصورة قلّ أن تتكرر، وكان إذا فرغ من كتابة وقد أثنى عليه العلماء والمؤرخون؛ فوصفه عمرو بن عثمان المكي بأنه أشد الناس اجتهادًا، وقال ابن يونس إنه ثقة في الحديث وحاذق في الفقه، بينما وصفه يونس بن عبد الأعلى بأنه من خيار خلق الله وزهاد الدنيا.

خلّف المزني تراثًا فقهيًا متينًا و الذي ذاع صيته حتى صار من أعمدة كتب المذهب الشافعي، وكان من شدة انتشاره أن يُجهّز به جهاز العروس. وله مؤلفات أخرى مثل الجامع الكبير والجامع الصغير والمنثور المبسوط والمسائل المعتبرة والترغيب في العلم وهي مصنفات أسهمت في ترسيخ المدرسة الشافعية وتوسيع مداركها.

توفي الإمام المزني في رمضان سنة 264 هـ وقد بلغ التاسعة والثمانين من عمره، ودُفن في القرافة الصغرى عند سفح جبل المقطم بالقرب من أستاذه الإمام الشافعي. وضريحه ما زال شاهدًا موجودا في جبانة الامام الشافعي التي تضم أضرحة كبار العلماء والأولياء ومنها الامام ورش والإمام وكيع والإمام الطحاوي، ليظل ارتباطه بالشافعي قائمًا حيًا وميتًا، وليبقى اسمه واحدًا من الركائز الكبرى في تاريخ الفقه الإسلامي والمدرسة الشافعية.