أنباء اليوم
الإثنين 8 سبتمبر 2025 04:52 مـ 15 ربيع أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الإسكان انطلاق معرض ”سيتي سكيب 2025” في الفترة من 24 الى 27 سبتمبر الجاري لتعزيز... الداخلية:كشف ملابسات مقطع فيديو بقيام عدد من سائقي التوكتوك بآداء حركات إستعراضية الداخلية:ضبط صانعى محتوى بتصوير مقاطع فيديو منافية للآداب العامة الداخلية:ضبط أحد الأشخاص لقيامه بانتحال صفة ضابط شرطة والاستيلاء علي أرض زراعية محافظ المنوفية يتفقد أعمال تطوير ورفع كفاءة مدخل الباجور البحري وزير الإسكان يعقد اجتماعاً لمتابعة سير العمل بقطاعات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة برؤية تنسج العلاقة بين الإنسان والمكان في مجتمع متكامل ”وان أوف وان” للتنمية العمرانية تبدأ أعمالها رسميًا في السوق المصري بمحفظة تضم... محافظ بني سويف يلتقي مسؤولي مشروع الدعم الفني لوزارة التنمية المحلية سعر الذهب في بداية تعاملات اليوم الإثنين 8 سبتمبر 2025 س و ج .. كل ما تريد معرفته حول إطلاق السردية الوطنية للتنمية وزير الإسكان: يتابع الموقف التنفيذى لمشروعات ”مارينا8” ارتفاع جماعي لكافة مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة اليوم

الثورة العرابية ودور الزعيم أحمد عرابي حتى نفيه

صورة توضيحية
صورة توضيحية

تُعد الثورة العرابية (1879 – 1882م) واحدة من أبرز محطات النضال الوطني في تاريخ مصر الحديث، حيث عبّرت عن وعي الشعب المصري بضرورة مقاومة الاستبداد الداخلي والهيمنة الأجنبية، كما جسّدت أول حركة عسكرية ــ سياسية واسعة قادها ضباط مصريون بقيادة الزعيم أحمد عرابي.

ولد أحمد عرابي في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية عام 1841، والتحق بالجيش المصري في عهد الخديوي سعيد، فصعد بجدارة في السلك العسكري حتى صار من الضباط البارزين الذين التف حولهم الجنود المصريون. ومع تولي الخديوي توفيق الحكم، اشتد النفوذ الأجنبي في مصر، خاصة التدخل البريطاني والفرنسي في شؤون المالية والإدارة، إلى جانب سيطرة الضباط الأتراك والشركس على المناصب العليا في الجيش، مما ولّد شعورًا بالظلم لدى الضباط المصريين.

برز دور أحمد عرابي عندما قاد حركة احتجاجية داخل الجيش سنة 1881 مطالبًا بالمساواة بين الضباط المصريين والشركس، وبزيادة عدد الجيش وتحسين أوضاعه. وقدّم عرابي مطالب الأمة الشهيرة أمام قصر عابدين في سبتمبر 1881، حيث أعلن بجرأة أن "مصر للمصريين"، وهو الشعار الذي لخص جوهر الثورة. هذا الموقف جعل منه قائدًا شعبيًا ورمزًا للكرامة الوطنية.

لم تقتصر الثورة العرابية على المطالب العسكرية فحسب، بل تحولت إلى ثورة شعبية شاملة تبنت مطالب الإصلاح الدستوري والحد من سلطة الخديوي المطلقة، وأدى ذلك إلى صدام مباشر مع توفيق الذي استعان ببريطانيا وفرنسا لإخماد الحركة. وفي عام 1882، أنزلت بريطانيا قواتها إلى الإسكندرية بعد قصفها، ثم توجهت إلى معركة التل الكبير الشهيرة، حيث واجه الجيش المصري بقيادة عرابي الاحتلال البريطاني. ورغم شجاعة الجنود، انتهت المعركة بالهزيمة بسبب الخيانة وضعف التنظيم، فدخل الإنجليز القاهرة وفرضوا احتلالًا دام أكثر من سبعين عامًا.

أُلقي القبض على أحمد عرابي وعدد من رفاقه، وحوكموا بتهمة العصيان والتمرد. ورغم المطالبة بإعدامه، فقد خفف الحكم إلى النفي إلى جزيرة سيلان (سريلانكا حاليًا) عام 1882، حيث ظل هناك نحو عقدين من الزمن، بعيدًا عن وطنه الذي أحبّه وقاد ثورته.

وهكذا انتهت الثورة العرابية بالاحتلال البريطاني، لكن أثرها لم ينته؛ فقد أيقظت الوعي القومي لدى المصريين، ورسخت فكرة أن الدفاع عن الحرية والعدالة يستحق التضحيات، وأن أحمد عرابي ـ رغم نفيه ـ سيبقى رمزًا للكرامة الوطنية ومقاومة الاستبداد.