السبت 20 أبريل 2024 02:32 صـ 11 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

”حبيبة” بقلم - رضا العزايزة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

حبيبة هذا أسم الفتاة الذى نتحدث عنها اليوم

لم تكن حبيبة محبوبه يوماً ما ؟

إحتمال لأن مقايس الحب لدى الناس أحياناََ مختلفة عن ما كانت عليه حبيبه ، كانت فتاة عادية و غير مُلفته للأنظار كما يقال.

وهى صغيرة كانت تحب مدرس اللغة العربية ، رغم أنه كان غير وسيم بالمرة ، وليس لديه أى قبول، ولكن كانت تراه شخص مثالي بالنسبه لتفكيرها حينها.

تقول إنه متزوج ولا يبالى بها أصلا ، ولكن كانت معجبه به كثيراً، كانت صغيرة ولا تعي حتى حقيقة مشاعرها لأن سنها صغير.

‏ تعيش فى هذا البيت مع الأهل والأصدقاء والعائلة

‏ لا أحد يهتم لأمرها ، مع إنها أكبر أخواتها، هى كانت تعتقد ذلك، من كثرة تحفظ أبيها معها وشدته .

كانت مختلفة عنهم، تريد الحرية، والعداله والحب والحياة متأثرة بعبد الحليم حافظ ، و المدينه الفاضله.

المشكلة أنها حالمه وتتمنى أن تعيش قصة حب ، رغم قسوة الأهل وأبيها خصوصاً ، كان صارم معها جداً جداََ، كان خائف دائماً عليها لا تعلم لماذا ؟!!!!!!

أتممت حبيبه المرحلة الإبتدائية، والإعدادية ، وجاء دورها أن تكمل للثانوية التجارية.

قال أبيها كفا عليها هذا ، غضبت ، وقامت بالبكاء لأمها بحجة أن كل صديقاتها معها في المدرسة ولمَ الخوف عليها ؟!!

قامت أمها بإقناع أبيها ، أن تدرس منازل دون الذهاب إلى المدرسة الثانوية.

قدمت الأوراق ولم تذهب سوى يوم وكان آخيها معها وٱنتظرها في الخارج ، حتى يذهبا للبيت سوياََ.

أخيها كان حنون جداً وعلى خُلق وتشعر بحنانه أكثر من أبيها.

رجعت حبيبه إلى المنزل وجدت لديهم ضيف من البلد.

كان ‏ يُكمل دراسته الجامعية فى دار علوم بالقاهرة ، وليس له مكان سوى بيتهم وكان لا يعرف أحد.

لا تعرف حبيبه ماذا حدث لها عندما رأته

قال أبيها إنه سيظل عندهم حتى يجد له مكان قريب من بيتهم لأنه غريب والأهل فى البلدة لديهم يعتبرون أبيها عمدة فى القاهرة.

تحدثت هى وهو كثيراً ، وكان يذاكر لها بعض المواد

‏ نشأت بينهما مشاعر قويه جداََ

‏ أمها فقط من تعرف وأخيها الحنون ، وأبيها بدأ يتضايق من وجودة فى البيت معهم

كانت تدعوا الله أن لا يترك المنزل ، وتشعر إنه لو ذهب سوف تموت.

وبالفعل ترك البيت وسكن قريباً منهم ، أبيها هو من دفع له الإيجار حتى يتخلص منه.

كان يجلس معهم نهاراً ويذهب قبل أن يأتى أبيها إلى البيت.

تطورت العلاقه الوحيدة فى حياتها وكان الأول والأخير.

بدأ يأتى إلى بيت صديقتها ليعطيهم دروس .

‏ ‏ صديقتها تعرف مدى حب حبيبه لهُ

‏ وكانت تترك لهم المجال ليتحدثوا ويسرقوا من الزمن ومن أبيها لحظات سعادة.

بعد ذلك تقدم لخطبتها خوفاً عليها من كلام الناس، وحتى لا يُعرضنها لمشاكل مع أبيها ، رغم ظروفه المادية الصعبة.

أبيها رفض فى البداية، وسمعته حبيبه يقول لأمها أنه شخص وصولي ، ومتمرد ، وأنه مثل عائلته ليس لديه أصل.

‏ رضخ أبيها خوفاً من السمعه ، بعد أن حاولت حبيبه الإنتحار ، قام بتحضير شقة قريبة من أمها ، ليسكنوا فيها وتم الزواج ، ولم تكمل حبيبه تعليمها .

‏ وجدت حبيبه تؤم روحها والأمان والإحتواء هذا كل

‏ماذا ينقصها كما قالت.

كانت ‏ لا تبالى لضيق العيش، صبرت عليه لأنه يدرس ويتعلم كلما نظرت إليه تشعر بالشبع كما تقول وتغمرها السعادة.

كان ‏ يغنى لها بعض الأغاني لأم كلثوم وعبد الحليم.

وجد عمل فى ملهى ليلي للغناء ، صوته لابأس به، ولكن كان مضطر للعمل، بعد أن حملت حبيبه فى بداية الزواج.

أمها كانت ترى شكلها مُتعب جداََ ، وتحاول أن تُرسل لها غذاء ونقود من وراء أبيها ، الذى لا زال لا يطيقه ، كانت حبيبه لا تفهم أبيها حينها.

حدثت مشكلة بين أبيها و زوجها ، وصمم أبيها على أن يتركوا بعض وهى كانت حامل في ذلك الوقت

قالت حبيبه "سمع زوجي هذا ولا أعلم ماذا شَرِب ، أو ماذا حدث معه كانت عند أمها حينها بملابس البيت ، سمعتهم يقولوا أن زوجها ٱنتحر لأنه لا يريد أن ينفصل عنها"

بعد ثوانى معدوده وجدت حبيبه نفسها تجرى بملابس البيت ألقت بنفسها فى الماء القريب من المنزل.

نعم أيها القارئ هانت على حبيبه نفسها

كيف تعيش بدون الحب الوحيد فى حياتها

‏سمع زوج حبيبه بما حدث لها ، أسرع ورائها ، وألقى بنفسه خلفها ليخرجها من الماء ، أكبر سعاده فى حياتها عندما رأت زوجها ‏ لازال على قيد الحياة توقف الزمن والأصوات، والكون كله عند هذه اللحظة.........

لم تستفيق إلا على ضرب أبيها لها ولزوجها فى الشارع.

ثم ذهبوا بهم إلى المشفى ، حتى يتمكنوا من إنقاذها لأنها كانت حامل وضعيفة جداً ، ونبضها كان بطيء لدرجة كبيرة و الحمد لله لم يحدث شيء للأطفال أو لها

جلس الجميع بجوارها، وأمها تبكي لتهدئة أبيها

قالوا له الأهل والأصدقاء يجب عليه إلا يتدخل فى حياة حبيبه وزوجها.

خرجت حبيبه من المشفي إلى بيتها.

أبيها تركهم وقال لأمها : لا أحد يساعدها أو يذهب لديها

ولكن أمها كانت ترسل لها أولادها والأصدقاء للأطمئنان عليها

‏وعندما تحسن زوجها ، ذهب للعمل ولكن هذة المره كان يتغيب كثيراً عن البيت ، ولم يعد يهتم بها كما السابق

‏ومع الوقت أصبح يهتم لمظهرة أكثر ، ويتغيب أكثر وجرى المال فى يده ..

‏ وعندما كانت تسأله حبيبه يقول لها : إنه يعمل بشكل إضافي حتى يُكمل مصاريف الولاده وهكذا ، حتى لا يشمت أبيها فيهم

وأن الملاهى الليليه تهتم للمظهر كثيراً

كانت تعذرهُ، خصوصاً لأنهم يحتاجوا للمال

بعد الولاده أصبح زوج حبيبه لا يبيت فى المنزل كثيراً ، بحج كثيرة ليس لها حصر ومُبتكرة

وعرفت حبيبه مع الوقت أن زوجها يعمل مع راقصه ،وتزوج بها فى السر وأنه يعد العدة ليتركهم.

كان أبيها هو الوحيد الذى يعرف كل هذا عنه

وقال لها : بعد أن تتم الرضاعه تعطي له بناته وتتركه.

سمعت حبيبه كلام أبيها فى البداية ، لأنه ليس لديها مفر وقالت لعل وعسى اطفالها الصغار يجعلوا زوجها يحن إليها وهى أيام وسيعود.

‏ تركت حبيبه له الصغار في المنزل لكى يعرف المسؤوليه ولو لساعات ، بعد أن حضرت كل شيء يخصهم.

‏ ترك زوج حبيبه البنات فى المنزل وهرب ، وأبلغ الجيران أن تأتى لأخذ الاطفال حتى لا يموتوا من الجوع

قلب حبيبه تمزق لا أحد يعلم مدى حبها لزوجها، وأنها لن تستطيع العيش بدونه مهما حدث.

‏ ظللت بمفردها فى البيت لمده شهور ، قالت عسى أن يهدية الله ويعود لحضنها

لكن لم يحدث هذا وأرسل لها ورقة الطلاق بعد زواجه من تلك الراقصه

‏ لم تحتمل حبيبه هذا ولم تصدق ، وفقدت الوعى ، وتركت بناتها ، ولم تبالى لأى أحد في الدنيا.

‏.....

‏ ظللت فى سريرها سنه مريضه ، وأمها تبكى فوق رأسها وتقول حسبى الله ونعم الوكيل ، وتقول لها حبيبه لا لا تقولي هذا عليه.

أخذ أبو حبيبه البنات وأرسلهم لزوجها عنداََ فيه

وقال له لن نُربي بنات هذا الندل المُتسلق ، وكانت الحسرة حسرتان فى قلب حبيبه فراق بناتها وزوجها.

ولكن لا تستطيع أن تُعارض أبيها ، صمم أبيها أن يزوجها

لشاب هو يعرفه كى تعيش حياتها ، ولكن أبيها لا يعلم أنه لم تعد لحبيبه حياة.

قالت لأمها إنها لا تريد الزواج من هذا الشاب أو غيرة

‏و أنها ستعيش خدامة لديها ، رفضت أمها وقالت يجب أن تكون لها حياة مثل باقى البنات لانها لازلت صغيرة.

قالت فى نفسها إذا لا أحد يسمعني ، ولا يعرف مدى حزني وحبي لزوجي، أول حب فى حياتي، وآخر حب، ولا أستطيع أن يراني أحد غيرة.

وافقت حبيبه على الزواج ، ولكن توجد خطه فى عقلها

‏ ستعرفها أيها القارئ الآن....

قامت حبيبه بالسلام على أمها وقامت بحضنها وقت طويل كأنه الفراق.

لدرجة أن أمها قالت لها "مالك يابنتي في أيه هو زواج ولا معتقل"

قالت حبيبه لأمها أن تأخذ بالها من بناتها وتسأل عنهم و ألا تغضب منها ، وأن تقول لأبيها أن حبيبه تحبه كثيراً أيضاً ، سمعت حبيبه أبيها يقول هيا هيا السيارة بالخارج.

قالت أم حبيبه لها في الوداع : أفرحي يا حبيبتي وعيشي وأنسي الذى مضى.

وأنها سوف تأتى إليها فى الصباح لتطمئن عليها

ذهبت حبيبه إلى البيت الجديد ، وقدميها لا تطاوعها على الدخول لهذا القبر الجديد ، ولا ترى عريسها سوى شبح بدون ملامح.

تركته حبيبه في الغرفة ، ودخلت دورة المياه ، جلست قليلاً وأخرجت صورة زوجها وبناتها

وضعتها على قلبها ومرت بها جميع الأحداث ، منذ حلاوة البدايات حتى ورقة الطلاق من حبيبها الوحيد الذى لن تكون لغيره.

أستجمعت شجاعتها ونظرت إلى صورته ،حتى لا تشعر بألم ، وأى ألم يعادل بُعده عنها ، وسكبت ماده شديدة الاشتغال وقامت بحرق نفسها

وفى قرارة نفسها كانت تتمتم وهى تقول لن أكون لأحد غيرك ياحبيبى حتى أرتفع صوتها وسمعه الزوج الجديد بالخارج ولكن بعد فوات الأوان

............إنتهت القصة أيها القارئ...........

وماتت حبيبة ضحية لسذاجتها وقلة خبرتها فى الحياة وتركت ذكريات أليمة فى كل النفوس .