الثلاثاء 16 أبريل 2024 09:01 مـ 7 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

آخر أبو قرش .. للكاتب/ أشرف عبدالكريم

الشاعر/ أشرف عبدالكريم
الشاعر/ أشرف عبدالكريم

تغير الزمن وتغيرت الأوضاع وتغيرت معهم مفاهيم وعقول الناس، انقرضت بعض العملات ومنها القرش ولم يعد له وجود وحل الجنيه بديلاً عنه وتم تعويمه ولم يعد يساوي شيئاً .

قلت الطموحات وانكسرت الأمال وأصبح الندم على ما فات من فرص حديث الجميع . لم تكن عقولنا في الماضي ناضجة بما يكفي لتواكب تغيرات الزمن .

فبريق الأمل يتضائل والبحث عن شقة الآن يوازي البحث عن قطعة أرض في الماضي . تبدلت عقود الإيجار وتم إعدام القانون القديم وأصبح الإيجار بالمدة " قانون جديد " هو السائد حالياً . انخرطت الجنسيات الأخري وأكثرهم من القارة السمراء وهم سبب رئيسي في ظهور ايجارات القانون الجديد بل أصبحوا مفضلون عند أصحاب العقارات عن المواطن المصري قليل الحيلة ومعدوم الدخل .

وتقاس على ذلك أمور كثيرة كنا نسعد بها ومعها .

فهل حقا انتهى زمن أبو قرش ؟

فنحن نعيش لنتعايش وليس لنكن أفضل حالاً . ولم يعد الأمر بيدنا ولا بيد عمرو .

فكثير منا ينظر لأطفاله بنوع من الشفقة فالنظرة الحالية للمجتمع هي مشرقة حقاً والصورة لا تكذب أحيانآ .

ولكن هذه الصورة هي وردية للمجتمع أما للفرد فهى صورة قاتمة ولا زالت أبيض واسود وقد تنتهي أعمارنا دون أن نرى هذه الصورة وهي بالألوان الطبيعية لأنها وحتماً يوما ما ستكون ملونة .

واذا أردنا لأنفسنا أن نكون أفضل حال فيجب علينا أن لا ننظر للماضي فهو لن يعود . بل يجب أن ننظر للحاضر الذي نعيشه الأن بحلوه ومره . علينا أن نجتهد لا لأنفسنا وانما لأطفالنا .

لجيل جديد هو الأكثر تفتح وعلم . يعرف جيدا المعنى الحقيقي لكلمة " فرصة "

ولن يترك ماتركناه نحن في زمن أبو قرش . فهو جيل ينظر أمامه وليس تحت قدميه .

جيل نشفق عليه ولكننا على يقين بأنه سيكون أفضل منا حالآ .

وهذا ماتوضحه الصورة الحالية.

نعم هي عجلة ندور فيها جميعا . عجلة لا تتوقف . انها عجلة الزمن التي لا تنتظر أحد والتي وقعنا نحن من عليها ولم نعي الدرس والرسالة التي تركها لنا أباؤنا .

والتي ربما لم ننصت لها جيدآ .

والغريب في الأمر هو اننا الأن نحاول أن نبحث عن أحلامنا التي سرقت منا حتى لا نجد أنفسنا في أخر الطابور ونخشى أن نصل لأوله فنجد من يقول لنا "خلاص شطبنا " انتهى زمن أبو جنيه ! ولذلك أصبحنا لا نحلم لنا بل لأطفالنا وهذا الواقع هو ما خلفته عجلة الزمن .