الخميس 25 أبريل 2024 04:53 مـ 16 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

”القارئ الشيخ/ عبد الوهاب زكي عبد الوهاب” رحل عنا ولم يرحل منا .. وهكذا يكون حال أهل القرآن

الشيخ/ عبد الوهاب زكي
الشيخ/ عبد الوهاب زكي

فضيلة الشيخ / عبد الوهاب زكي عبد الوهاب عبده

هذا هو الرجل العظيم الذي ترك الدنيا بما فيها من ملذات وشهوات و وهب حياته كلها للقرآن الكريم فمنذ نعومة أظافره وأصر والده علي أن ينشأ ويعيش حياته مع القرآن وهو الطفل الاول لوالديه بعد عشرة أعوام زواج،وُلد بتاريخ ١٩٧٠/١/٧ م ، فكان قُدومه فرحة وسعاده كبيرة لوالديه ورغم أنه نشأ في أسرة فقيرة إلا أن والده سعي بكل ما يملك وأنفق كل شئ وكان يعمل ليلا ونهارا في سبيل تعليم طفله الاول أمور دينه وان يُتم حفظ القرآن الكريم ، لأن والده أُمّي ، فكان والده يري النور فيه وكان يري فيه خيرا كثيرا سيُضئ الظلام الذي عاش فيه والديه ويكون هداية لطريقهم في الدنيا وان يُلبس والديه تأجا يوم القيامه ،

فكان والده يعلم تلك الثمرات التي سيُجنيها من ولده في الدنيا ويوم القيامه .

فرباه وعلمه كل شئ تعلمه بالفطره الاسلامية وحينما بدأ طفله يستوعب كل ما يدور من حوله وبعد وصوله الي سن السادسة من عمره أراد أن ينتمي ابنه الي الأزهر الشريف فأخذه الي المعهد الازهري في بلدته والتحق به...

فهيا بنا لنتعرف سوياً بالتفصيل علي ذاك الرجل العظيم الذى عاش حياته مع القرآن

أولاً: بداية حياته مع القرآن .

بدأ ذلك الطفل في تَعَلُم القرآن الكريم وحفظه بعد إلتحاقه بالأزهر الشريف تحديداً " معهد الحدين الابتدائي الازهري " فكان مجتهدا جدا وظل يتعلم ويحفظ إلي أن ختم القرآن الكريم وهو في الرابعة عشرة من عمره ، وبعدها أصر والده علي أن يتقن حفظ القرآن الكريم ، ولكن وقتها كانت الحياه صعبه جدا فكان الوالد يؤمن الطعام لهم بصعوبه ولكنه تحدي كل ذلك وباع كل ما يملك في سبيل اتقان ابنه للقرآن الكريم

فجمع مبلغ قدره " ٣٠٠ جنيه " كان هذا المبلغ قيمته وقتها كبيرة جدا .

فأخذه ابيه الي " كتاب صغير "

أو ما يُسمي الان " دار تحفيظ القرآن الكريم "

ودفع له المبلغ الذي جمعه وبدأ يتعلم علي يد شيخه الاول الشيخ " هلال أحمد شكر " فظل معه خطوه بخطوه الي أن أتم حفظ القرآن الكريم باتقان .

ثم بعد ذالك جود القرآن الكريم علي يد شيخه الثاني الشيخ

" سيد أبو شوشه " وهنا إطمأن قلب والده وكان مسرورا وفخوراً جدا بما وصل إليه اول ثمره عمره

ثانياً : اكتشاف موهبته وصوته العذب في تلاوة القرآن الكريم .

منذ صغره لم يعتد اللعب واللهو مثل الاطفال بل كان يجمع الاطفال من الشارع وأصدقائه واولاد جيرانه و وكان يجلس بينهم ويقرأ عليهم من حفظه بصوته العذب الذي منحه الله إياه وكان دائما ما يقرأ القرآن في الازاعة في معهده كل صباح وهكذا عُرف بين أهل بلدته بصوته العذب وكان الكثير يشجعونه علي أن يقرأ دائما لأنهم يحبون صوته في تلاوة القرآن الكريم

ثالثاً : بداية ظهوره بين أهل بلدته وجمهوره .

تم تعينه إماماً وخطيباً بوزارة الأوقاف

وكان أول تعيين له بقرية "خير بيتها " مركز كوم حمادة

وكان أهل بلدته معتادين عليه بصلاة التراويح في رمضان وغير رمضان بالصلاة الجهرية .

وبعد ذلك تم تعيينه مفتشاً بإدارة أوقاف كوم حمادة

كان أهل بلدته يعلمون بجمال صوته العذب في تلاوة القرآن الكريم فكانوا دائما يستبقون عليه لإحياء جميع مناسباتهم بافتتاحها بالقرآن الكريم واول عزاء حضره بشكل رسمي وأحياه بصوته العذب. كان وهو في الثالثة عشر من عمره وحاز صوته علي اعجاب الكثير من الحضور ومن هنا بدأ شأنه يعلو أكثر وأكثر بالقرآن الكريم .

رابعاً : تعليمه وإجازاته في القرآن الكريم.

▪️إلتحق وهو في السادسة من عمره بمعهد " الحدين الابتدائي الازهري"

وحصل على الشهادة الابتدائية بتاريخ ١٩٨١/٥/١٢ م

▪️ثم بعد ذلك إلتحق بمعهد " بنين كوم حماده الاعدادي الثانوي الازهري "

وحصل منه علي الشهاده الاعداديه بتاريخ ١٩٨٤/١/٧ م

وحصل منه أيضاً علي الشهادة الثانوية بتاريخ ١٩٨٨/٥/٨ م

▪️ثم بعد ذلك إلتحق بكلية الشريعة والقانون بدمنهور بمحافظة البحيرة بتاريخ ١٩٨٩/١/١٢ م

▪️ثم إلتحق بقسم الشريعه الاسلاميه بالكلية ودرس كل المواد الخاصه بقسمه وتفوق فيها وفي جميع مراحله التعليميه كان يحصل علي المركز الأول دائما في القرآن الكريم .

وحصل علي ليسانس الشريعة الإسلامية ثم تخرج من الكليه بتاريخ ١٩٩٢/٨/١٢ م

▪️وبعد ذالك إلتحق بالجيش المصري يؤدي خدمته العسكرية

بتاريخ ١٩٩٣/١٢/١ م مكث به عاماً كاملاً .

وحصل علي إجازات عديده في القرآن الكريم في عام ٢٠٠٨ م

منها...

▪️ورش عن نافع من طريق الحرز .

▪️ابن كثير وحمزه من طريق الشاطبيه .

▪️قراءه ابي جعفر من طريق الدره بالسند المتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم

خامساً : إكتشافه لمرضه وكيف كان يتعامل معه

اكتشف مرضه وهو في الخامس والعشرين من عمره

لقد ابتلاه الله بمرض " السكر والكبد " ولم يعلم بمرضه سوي أهل بيته ولكن القرآن الكريم كان مخففا له طوال حياته مع المرض بل كان يستمد قوته من القرآن الكريم ويقاوم كي يكون دائما داعيا الي الله بالقران الكريم ويعلم كل الناس القرآن الكريم وما كان يعطيه القوه أيضاً ، إقبال الناس عليه والإصرار علي سماع صوته العذب في تلاوة القرآن الكريم.

سادساً : زواجه و أولاده .

تزوج وهو في الثامن والعشرين من عمره ورزقه الله تعالي بولد وابنتين .

▪️الابنة الكبرى تَدرس في كلية الصيدلة

▪️ابنه الأوسط " محمد " يَدرس في كلية الدعوة الإسلامية

▪️ابنته الصغري تَدرس في كلية الحقوق

كان دائما يُكرم أهل بيته ويتعامل معهم بالموده والرحمه فكان يتعامل دائما معهم علي أنهم اصدقائه وأحبابه وابنه محمد كان يرافقه دائما لم يتركه لحظة الي أن نَبَت مثل أبيه وسار علي دربه و ورث منه صوته العذب في تلاوة القرآن الكريم والان هو إماماً وخطيباً مثل أبيه عليه رحمة الله.

سابعاً : ظهوره علي المنصات العالمية وحفلاته القرانيه .

استدعته وزارة الأوقاف لقراءة القرآن الكريم

بمناسبة المولد النبوي الشريف بتاريخ ١٩٩٢/٩/١٠ م بحضور

" الرئيس حسني مبارك " وأُزيعت تلاوته علي شاشات التلفزيون .

وكان رحمة الله عليه له برامج عديده علي قنوات مختلفه علي شاشات التلفزيون منها ..

▪️قناة الحافظ ... برنامج " أنوار التلاوة "

▪️قناة إقرأ ... برنامج " لنا لقاء مع القرآن "

▪️قناة الفجر ... برنامج " المزمار الذهبي "

▪️قناة ٢٥ يناير ... برنامج " إبن مصر "

وله أمسيات وحفلات قرآنيه مع كبار القراء منهم ..

▪️الشيخ / محمد الطبلاوي .

▪️الشيخ / محمد الليثي .

▪️الشيخ / راغب غلوش .

▪️الشيخ / عبد العزيز حصان .

▪️الشيخ / الشيخ محمود الخشت .

▪️الشيخ / علي الحسيني .

سافر في بعثات إلي بعض الدول لقراءة القرآن الكريم في حفلات قرآنيه منها ...

▪️سافر إلي دولة " العراق " برفقة الشيخ محمد الطبلاوي وحصل هناك في مسابقة التلاوة. علي المركز الثاني عالمياً من بين ٢٥ دولة مشاركة في عام " ٢٠١٢ " .

▪️سافر بعدها إلي دولة " الهند " لإحياء حفلات دينيه بدعوة من إبن أحد الوزراء وعُين هناك إماماً لمسجد بولاية بهوبال عام " ٢٠١٣ "

▪️سافر بعدها إلي دولة " باكستان وافغانستان " لإحياء بعض الحفلات القرآنية عام " ٢٠١٣ " .

▪️ سافر بعدها إلي دولة " تركيا " في شهر رمضان لإقامة صلاة التراويح وإحياء بعض الحفلات القرآنية عام " ٢٠١٥ "

▪️ بعدها جائت له دعوه إلي دولة " ألمانيا " لإقامة صلاة التراويح في شهر رمضان هناك وإحياء بعض الحفلات القرآنية وعندما هم بالسفر. أغلقت المطارات بسبب فيروس كورونا عام " ٢٠٢٠ "

وكان له طموحات كثيرة للسفر لكل الدول لإحياء حفلات قرآنيه كثيرة ، ولكن سرعان ما بدأ مرضه بالتغلب عليه .

ثامناً : وفاته وموقف والده وأهل بلدته من وفاته .

بعد عمر عاشه مع القرآن الكريم وفي رضا الله ورضوانه

وكان دائما يحب لقاء الله فأحب الله لقائه وإذا أحب الله عبدا إبتلاه وتحمل المرض وصبر عليه حتي آخر لحظة في حياته ،

ثم اشتد عليه المرض في اواخر شهر رمضان سنه " ٢٠٢١ " الي ان تغمده الله برحمته رابع أيام عيد الفطر في اذان الظهر ، كانت جنازته عظيمه جدا لم نري مثلها منذ وفاته ، واوصي إخوته وابنه بعدم القراءة في المأتم .

وخص إبنه بالقول " كن مع القرآن دائما ستنجح في حياتك "

وبعد أن فارق الحياة وفاضت روحه إلي بارئها عمّ حزن شديد بين أهل بيته وأهل بلدته وما إن علم والده بوفاته ، البالغ من العمر ٩٠ عاماً تدهورت صحته وحزن حزنا شديدا ويردد دائما " ياليتني مِتُ أنا ولم تَمت أنت يا بُني " ، حتي أحبابه خارج مصر الذين حضروا له في حفلاته القرآنيه حزنوا عليه حزنا شديدا

بل إن أحبابه في دولة الهند قاموا بإنشاء جامعة إسلامية بمنطقه جاركند وتم تخصيص جناح كامل لتحفيظ القرآن الكريم باسم الشيخ عبد الوهاب زكي عبده صدقة جارية على روحه .

والي هنا قد انتهت حياته وفارقنا ولم ولن تنتهي سيرته من بيننا رحل عنا وترك لنا كل ذكري طيبه فاللهم إغفر له وإرحمه وأبدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من أهله واجعل القرآن الكريم شفيعا له يوم القيامه واجعل داره ومستقره في أعلي درجات الجنه إنك سميع قريب مجيب الدعوات وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد.