الخميس 25 أبريل 2024 02:20 مـ 16 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

يوم الشهيد: ” العميد إبراهيم الرفاعي”

العميد إبراهيم الرفاعي
العميد إبراهيم الرفاعي

أسطورة الجيش المصرى.. قائد "المجموعة 39 قتال" نفذ عملية الثأر للشهيد عبد المنعم رياض.. أسد الصاعقة قاد عمليات نسف رصيف الكرنتينة ومطار الطور.. قاوم ثغرة الدفرسوار واستشهد وقت آذان الجمعة

اسمه بالكامل إبراهيم السيد محمد إبراهيم الرفاعي (1931 - 1973)، من مواليد مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية في 27 يونيو عام 1931، والد والدته (الأميرالاى) عبد الوهاب لبيب، قائد عسكرى فى الجيش المصرى، كان قائد المجموعة 39 قتال صاعقة خاصة في حرب أكتوبر وقتل فيها يوم الجمعة 19 أكتوبر 1973- 23 رمضان 1393 بعد أن ضرب المثل فى الفدائية والشجاعة فى القتال.

التحق إبراهيم بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج 1954، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة وكان ضمن أول فرقة قوات الصاعقة المصرية في منطقة (أبو عجيلة)، ومنذ اليوم الأول، لفت القائد الراحل قدرته وشجاعته الكبيرة، وتوالت أعماله وبطولاته فى معارك الجيش المصرى، التى جعلت منه أسطورة عسكرية من أساطير الجيش المصرى.

أتت حرب اليمن لتزيد خبرات ومهارات البطل أضعافا، ويتولى خلالها منصب قائد كتيبة صاعقة بفضل مجهوده والدور الكبير الذي قام به خلال المعارك، حتى أن التقارير التي أعقبت الحرب ذكرت أنه ضابط مقاتل من الطراز الأول، جرئ وشجاع ويعتمد عليه، يميل إلى التشبث برأيه، محارب ينتظره مستقبل باهر. خلال عام 1965 صدر قرار بترقيته ترقية أستثنائية تقديرًا للإعمال البطولية التي قام بها في الميدان اليمنى.

قاد القائد البطل مجموعة من أبطال الصاعقة المصرية، أُطلق على المجموعة اسم المجموعة 39 قتال، وذلك من يوم 25 يوليو 1969 وأختار الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي شعار رأس النمر كرمز للمجموعة، وهو نفس الشعار الذي اتخذه الشهيد أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948، كان البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى، وزملاؤه فى سلاح الصاعقة هوايتهم وتسليتهم الوحيدة على الجبهة بعد نكسة 1967، هو التسلل إلى عمق سيناء وزرع الألغام فى خطوط إمدادات العدو وتفجير منشأته، وقتل من يعترضهم من جنوده، وكانوا كثيرا ما يعودون وهم يسوقون أفرادا من الصهاينة وفى أيديهم قيود الأسر، الأمر الذى جعل حياة الجندى الإسرائيلى فى سيناء مضطربة ككابوس مفزع

ومن اعظم بطولات الشهيد، وهى عملية الثأر لمقتل الفريق الشهيد عبد المنعم رياض، ويطلق عليها عملية لسان التمساح، او عملية المعدية رقم 6 نسبة إلى المكان الذى وقعت فيه، ففى التاسع من مارس 1969، كان الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب الجيش المصرى آنذاك، يتفقد القوات المصرية على الجبهة، وكان يقف فى موقع قريب من مرمى نيران المدفعية الإسرائيلية، وفجأة انطلقت قذائف العدو على المكان الذى يقف فيه وانفجرت إحداها بالقرب منه فأصابته الشظايا واستشهد.

وصدرت الأوامر إلى البطل إبراهيم الرفاعى بالثأر لمقتل الفريق الشهيد، وقام العميد إبراهيم الرفاعى باستطلاع النقطة الإسرائيلية التى أصابت الفريق من فوق مبنى إرشاد السفن بالإسماعيلية وأعد رسما تخطيطيا لها ثم اختار عددا من الضباط والجنود الأشداء البواسل وقام بتدريبهم فى منطقة صحراوية على تنفيذ العملية وتلقين كل فرد الدور المنوط بتنفيذه، وفى السابع عشر من أبريل من نفس العام تحرك، العميد البطل إبراهيم الرفاعى بمجموعته من الإسماعيلية وعندما حل الظلام وتحت ستر من نيران المدفعية المصرية، تسلل البطل المصرى ومجموعته وعبر قناة السويس إلى النقطة المحددة وقاموا بتدميرها وقتل من فيها من الإسرائيلين وكانوا 44 ونسف مخازن الذخيرة والمؤن بها وتدمير مدرعتين إسرائيليتين وإنزال العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصرى ومكث فيها إلى صدرت له الأوامر بالعودة فقفل عائدا إلى موقعه غرب القناة.

الشهيد الرفاعي قاد عدة عمليات بعد النكسة وقدم فيها ومجموعته بطولات عظيمة من صفحات الجيش المصرى، من عملية نسف رصيف الكرنتينة، تلك المنطقة الحيوية للعدو الصهيونى أثناء احتلاله سيناء، حيث كان يتجمع فيها اللنشات العسكرية الخفيفة، التى تستخدم فى العمليات العسكرية، وتقدم الخدمات للسفن الكبيرة فى عمق خلية السويس، حيث كان العدو يلجأ فى كل عملية من عملياته إلى هذه اللنشات السريعة، حتى صدرت الأوامر للشهيد البطل ومجموعته بنسف الرصيف، وتحرك هو ومجموعته فى صباح 29 أغسطس عام 1969، وقام بتحزيم الرصيف بالمفرقعات، مع ضبطها على الانفجار بعد ساعة، كما قامت حينها مجموعة حفنى معوض ومحسن طه بتلغيم المدق الواصل إلى الرصيف بعشرة ألغام مضادة للدبابات، وبعد 45 دقيقة كانت ألسنة النار ترتفع من الموقع، وفقد اثنين من رجاله البواسل فى تلك المعركة هم الشهيد الجندى عامر يحيى والرائد عصام الدالى.

كما قاد القائد البطل عملية فتح طريق الزعفرانة، ففى التاسع من سبتمبر عام 1969، قامت قوات العدو الصهيونى على منطقة الزعفرانة بالبحر الأحمر، وهى منطقة التواجد العسكرى المصرى فيها غير كثيف، واستطاعت سرقة جهاز الرادار الخاص بالمنطقة وأصابت العديد من المدنيين و العسكريين، وعلى الفور تم تكليف "الرفاعى" ومن معه بسرعة التحرك إلى الزعفرانة ليعمل على إعادة فتح الطريق وتطهير الطريق الأسفلتى من الألغام التى زرعتها قوات العدو، والأهم اسعاف الجرحى الذين سقطوا جراء الاعتداء، واستطاع البطل الشهيد ورجاله من تنفيذ العملية بنجاح.

ومن أعماله البطولية أيضا هو نسف طريق أسفلتى فى منطقة رأس المعلب بجنوب سيناء، فى صباح الأول من أكتوبر 1969، بعد تلغيمه بالعبوات الناسفة مع الربط بينها بخرطوم أسول ليربط العبوان على جانبى الطريق، بحيث إذا مرت أى مركبة تنفجر الألغام فيها ويتم نفسها، وأسفرت العملية عن خسائر فادحة للعدو، بتدمير ثلاث عربات نصف جنزير، ومقتل وإصابة عدد كبير من جنود العدو، حيث كان ذلك الطريق من الطرق الحيوية لدى العدوة فى نقل معداته وجنوده لقلب سيناء.

ومن أعماله البطولية أيضا قيام بقصف مطار الطور بالصواريخ 130 مم، فى التاسع والعشرين من ديسمبر 1969، وتلغيم المدقات فى المنطقة المحيطة للمطار، وتم نصب 2 قاذف صواريخ حمولة كل قاذف أربعة صواريخ 130 مم، وزرع ستة ألغام مضادة للدبابات على مدقات العدو المختلفة، وتم قصف المطار بثمانية صواريخ وأسفرت العملية عن تدمير أربعة لوارى ومخزن للذخيرة ومحطة لاسكى المطار، وإصابة عدد كبير من جنود العدو

بعد معارك الأيام الأولى من حرب التحرير فى 6 أكتوبر 1973، وبعد الهجوم الضخم على الجانب السورى، أمر الرئيس الراحل أنور السادات بتطوير الهجوم من اجل تخفيف الضغط على سوريا، وبعض رفض قائدى الجيش الثانى والثالث اللوائين سعد مأمون وعبد المنعم واصل التطوير المفاجئ يوم 12 أكتوبر، وقرروا أن يكون يوم 14 أكتوبر، قامت أمريكا بتصوير الجبهة المصرية بالسنتيمتر، ومعرفة أوضاع القوات المصرية وشكل المعدات وذلك مر يوم 14 أكتوبر شديد الصعوبة على الجبهة المصرية التى خسرت العديد والعديد من دباباتها واستغل "شارون" هذه الفرصة وقرر عمل هجوم مصاد وأطلقوا عليه اسم "الغزالة" وذلك للعبور لغرب القناة.

فتم استدعاء الرفاعى فى غرفة عمليات الحرب أمام الرئيس السادات والمشير أحمد إسماعيل، وشرحا له فى عجالة الموقف فى الثغرة وطلبا منه إعداد خطة لتدمير المعبر الصهيونى، وعندما تحرك القائد الشهيد على رأس رجاله من أبطال المجموعة 39 قتال، إلى منطقة الجيش الثانى الميدانى، وتوجه إلى مركز قيادة الجيش وهناك علم باستحالة نسف المعبر عن طريق الضفاع البشرية، حتى أصدر الفريق سعد الشاذلى رئيس أركان الجيش المصرى، بتحرك الرفاعى ورجاله إلى تقاطع سرابيوم عند قرية نفيشة، وذلك لمنع تقدم قوات العدو لاحتلال الإسماعيلية.

وتقدم الرفاعى ورجاله واكتشف عناصر الاستطلاع، مجموعة من دبابات العدو، فتقدم فى اتحاه موقع الصواريخ المضادة، وعلى الفور أعاد الرفاعى توزيع قواته، لتتمركز فى أماكنها، وتم الاشتباك مع قوات العدو، وتم تدمير دبابتين، وراح الرفاعى ورجاله يقاتلون بشراسة وهم يسمعون قرآن آذان الجمعة، فى يو 19 أكتوبر، ومع بداية الآذان سقط البطل إبراهيم الرفاعى بين رجاله، فسارعوا إليه ليكتشفوا أن شظية من قذائف العدو اخترقت صدره وأصابته، وسالت الدماء الذكية، وصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها، ليحصل على ما تمناه: الشهادة فى سبيل الوطن، وهكذا توج البطل العظيم مشواره مع البطولات والعطاء، ببطولته فى وقف تقدم قوات العدو، فمات بطلا ومات شهيدا صائما أيضا.

موضوعات متعلقة