الخميس 25 أبريل 2024 10:05 مـ 16 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

اللُّقَيْمَـات بقلم _ ولاء مقدام

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ما معنى التعزيز المتقطع ؟

هو نوع من أنواع التعزيز لكن على فترات بعيدة له أهداف ، ويكون مدروس بشكل جيد ،ليس عشوائياً أو عفوياً .

من يستخدمه ؟ وكيف يستخدمه ؟ وما الهدف منه أصلاً ؟

أولاً : من يستخدمه ؟

أثناء الحياة نقابل الكثير من الأشخاص ، تربطنا بهم علاقات إجتماعية وأسرية و مهنية .

فى خلال علاقتنا بنتعلم وبتثقل موهبتنا ، أو بمعنى آخر بنكتسب خبرة فى التعامل .أساس خبراتنا هيا أكيد الأسرة ، وتحديداً الأم ، قد نجد الأم تستخدم هذا الأسلوب فى تربية أبنائها ، وقد لا تدري بنوعه أو معناه الحقيقي وتأثيره على نفوس الأطفال .

ثانياً : وكيف يستخدمه ؟ وما الهدف منه أصلاً ؟

قد ترفض كثير من الطلبات للطفل ، وفى لحظة وغير متوقعة من الطفل توافق الأم على طلب قد رفضته عشرات المرات ، في هذه الحالة نجد الطفل يحتار هل هيا موافقة دائماً وما السر في هذه المرة لكي توافق ؟

يبدأ الطفل يحاول معرفة سر موافقتها الغير متوقعة ، وعندما يكبر الطفل ويتعامل مع الآخرين بنفس الطريقة إذا كانت هذه وسيلة التربية . نجده في علاقاتة يستخدم التعزيز المتقطع ولكنه هذه المرة على دراية بكل تحركاته وكل خطواته فى جميع العلاقات الإنسانية ،العاطفية ،المهنية .

كثيراً يستمع إلى الشخص الذى يحب السيطرة ويحب التحكم ،من أساليب هذه الشخصية المريضة فكرة التعزيز المتقطع ،فهو يهمل ضحيته بعدما يتأكد أنه ملكها وسيطر بالكامل عليها ،لا يهتم ،لا يسأل ،لايقدم اى شى يدل على الحب أو التقدير أو الاحترام ،وعندنا يشعر أن الضحية فى سبيل الخروج من هذه الحالة المهينة ،يقدم.لها تعزيز متقطع يجعل ضحيتة تراجع نفسها وتستغرب وتكون فى حيرة هل هناك أمل فى الاستمرار ،ام لا ،تبدا تساولات هل يقدرنى ،هل يريد البقاء معى ؟يجعل الشخص لا يعرف إذا ما كان يريد البقاء معه أو الابتعاد .

فى العلاقات الغرامية تحديدا نجد هذا الأسلوب يخلق نوع من أنواع التعود والتعلق الرهيب بالآخرين ،نوع من أنواع الإدمان للشخص .يجعل من الصعب على الطرف الضعيف المهمل الخروج من دائرة الحيرة والشك ،وانهاء هذه العلاقة المرهقة أو السامه .فكل ما يفكر الطرف الضعيف أن يخرج بسبب الأهمال أو عدم التقدير أو الشعور بالاستخفاف من قبل شريكة نجد الطرف الآخر يقدم شئ وقد يكون بسيط وليس لة قيمة لكن الطرف الضعيف يفرح ويتمسك بة كانه قشة يتعلق بها لإبقاء العلاقة قائمة .أحيان يشعر الطرف الضعيف أو المخدوع أن العلاقة سوف تعود إلى سابق عهدها . فهو لا يريد أن يضيع الوقت الذى قضاة فى العلاقة هباء ويبدأ يأمل انصلاح الحال .

فى بداية هذه العلاقات نجد الشخص المسيطر يغدق الاهتمام ،الرعاية ،الحب على الطرف الآخر إلى أن يتأكد أنة سيطر علية تمام .وبعد ذلك يصبح هناك إهمال وابتعاد وجفاء .هذه طبيعة مريضة لبعض الأشخاص واعتقاد منهم أنهم فى حرب يريدون السيطرة على الآخرين ومن طرق هذه السيطرة التعزيز المتقطع هو أسلوب نعرف فى علم النفس وحتى يستخدم مع الحيوانات عند الترويض .

لماذا اصلا يستخدم الآخرين هذا النوع من التعزيز ؟لانة يجعل انتهاء العلاقة صعب على الطرف الآخر .لايستطيع للرحيل بسهولة .كلما فكر أن يرحل يبدأ الطرف المسيطر فى تقديم شئ من التعزيز يعطى امل للطرف الضعيف أنة ممكن انصلاح الحال وتستمر الدائرة ،يقل التعزيز تدريجى ،ويستمر الالم ،والخذلان والجفاء وتذرف الدموع واستنزاف الطاقات إلى أن ينتهى الطرف الضعيف نهائى وفى هذه الحالة يرحل الطرف المسيطر ولكن بعدما يكون أرهق وكسر انسان صعب ان يعود إلى طبيعته.

إذا شعر الشخص أنة فى مثل هذا النوع من العلاقات لابد أن يرحل من البداية .ولا ينتظر تعزيز من اى شخص .الشخص القوى الذى لا يكون لدية اعتماد عاطفى غير صحى على الآخرين لا يقع فى مثل هذا النوع من العلاقات وإذا حدث يدركها سريعا ويرحل بدون حتى أن يعاتب ولا يقبل اى نوع من أنواع التعزيز .هذه علاقات سامة لا يكون الهدف منها البناء انما الهدف الهدم .لذلك لابد من عدم وجود اعتماد عاطفى على الآخرين .التركيز فى تربيه الأبناء بطريقة صحيحة .كل ما تراة من انحرافات سلوكية يكون فى معظم الأحوال نتيجة من الأسرة وأسلوب التربية .

نحن لسنا بحاجة لتعزيز من أحد سواء مستمر أو متقطع .