السبت 20 أبريل 2024 09:07 صـ 11 شوال 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

نساء خالدات

أ/ محمد فاروق
أ/ محمد فاروق

نقتبس اليوم قبساً من نور بيت النبوة ، ومصباحنا اليوم هى الأم المجاهدة المربية الحسيبة النسيبة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبوها عبد المطلب جد الرسول وسيد قومه وأمها هالة بنت وهب خالة رسول الله أخت السيدة آمنة بنت وهب وزوجها العوام بن خويلد أخو السيدة خديجة زوجة رسول الله وأم المؤمنين ، وابنها الزبير بن العوام الفارس المغوار وأحد العشرة المبشرين بالجنة .

مات زوجها وترك ابناً وحيداً لها هو الزبير فعقدت العزم على أن تنشأه نشأة الفروسية وتصنع منه بطلاً يدافع عن دين الله ويقدم نفسه فداءاً لرسول الله ، فقامت تلك المربية بتربية ابنها على الفروسية والحرب وجعلت لعبته فى ضرب السهام ودأبت على اقحامه فى كل ما يخاف منه حتى يتعوده وتدفعه فى كل خطر حتى عاتبها أهل زوجها فى هذه المعاملة القاسية قائلين لها : إنك تضربيه ضرب مُبغضة لا ضرب أم ، فقالت : بل أضربه لكى يشب ويهزم الجيش ويأتي بالسلب.

وما زالت تربيه تلك التربية الخشنة حتى أصبح الزبير مُقاتلاً مقداماً، وفارساً شجاعاً، ولذلك لقّبه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالحواري، والحواري هو الناصر، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إنّ لِكُلِّ نبيٍّ حَواريّاً، وحَواريَّ الزُّبَيْرُ).

وفى غزوة أحد وهى فى الستين من عمرها جاهدت مع ابن أخيها صلى الله عليه وسلم ومع أخيها حمزة وابنها الزبير رضى الله عنهم أجمعين ، وعندما انكشف المسلمين هبت لتدافع عن رسول الله منادية بأعلى صوتها على المسلمين فى ساحة الحرب " ويحكم أتفرون عن رسول الله ؟ " ولما رآها النبي مقبلة أشفق عليها أن ترى أخاها حمزة مقتولا وقد مُثّل به ، فدفع بابنها الزبير ليمنعها من الاقتراب ، فقال الزبير: إليك يا أماه أى توقفي ولا تقتربى ، فقالت : لا أم لك أتفر عن رسول الله قال: إن رسول الله يأمرك أن ترجعى ، وقد كانوا وقافين عند أمر الله وأمر رسوله الكريم ولما انتهت المعركة وقفت على أخيها حمزة وقد بُقر بطنه… وأخرجت كبده وقطع أنفه وأذناه وشوّه وجهه... استغفرت له وجعلت تقول" إن ذلك لفي ذات الله... لقد رضيت بقضاء الله... والله لأصبرن ولأحتسبن إن شاء الله".

ومن مواقف السيدة صفية بنت عبد المطلب والتى تدل على الحكمة والشجاعة المنقطعة النظير حيث تركها رسول الله مع النساء والأطفال فى حصن حسان بن ثابت وخرج مع الصحابة الكرام لملاقاة العدو وأثناء انشغال المسلمون بالقتال رأت السيدة صفية أحد اليهود يتسلل إلى الحصن فقامت بضربه على رأسه ضربة قوية وقطعت رأسه وطلعت إلى أعلى الحصن وألقت برأسه إلى اليهود وعندها قال قائل اليهود: نعلم أن محمداً لن يترك النساء من غير حماة.

رضي الله عن صفية ورحمها رحمة واسعة فقد كانت مثالاً للأم المربية والمجاهدة الصابرة ، وهاكذا تكون القدوة الصالحة لبناتنا ونسائنا لتربية شباب قادر على تحمل المسئولية وخوض الصعاب من أجل رفعة دينه ووطنه.

موضوعات متعلقة