أنباء اليوم
السبت 6 سبتمبر 2025 10:08 مـ 13 ربيع أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
مصر تواجه تونس على استاد هيئة قناة السويس بالإسماعيلية وديًا استعدادًا لكأس العرب بحضور وزير الخارجية.. منح ” وسام ماسبيرو” لعدد من رواد الإعلام تقديرا لمسيرتهم محافظ كفرالشيخ يُسلّم 9 عقود تقنين أراضي أملاك دولة للمستفيدين من المواطنين محافظ الجيزة يتابع التجهيزات النهائية لمعارض ”أهلًا مدارس” بمختلف الأحياء والمراكز من داخل مركز السيطرة وزير قطاع الأعمال العام يتابع الموقف التنفيذي لتطوير فندق ”شبرد” التاريخي بوسط القاهرة ”إيتا” الإيطالية تمدد تعليق جميع رحلاتها الجوية إلى تل أبيب نوريس الأسرع في التجربة الحرة الثالثة لسباق جائزة إيطاليا الكبرى دراسة تكشف عن فوائد جديدة للعسل وزير الدفاع يلتقي نظيره الغاني لبحث التعاون العسكري المشترك بلجيكا تعتقل مشتبها به بحوزته زجاجة مولوتوف أمام السفارة الإسرائيلية استطلاع: تراجع مستوى قبول ترامب لدى أثرياء أمريكا المكتب الإعلامي بغزة: العدوان الإسرائيلي أحدث دمارا بنسبة 90% بالقطاع

إلى السيد ميم ..! بقلم / أميرة عبد الباري

أميرة عبد الباري
أميرة عبد الباري

عزيزي السيد ميم / أنت الآن تقطن في النصف الآخر من العالم ، وقد تتعرف على مئات الآلاف من الأفراد ، ولكن ليس بينهم من يُشبهك تماماً ويشبه تميزك الخاص بك ، والذي أتى بك إلى هنا وجعلهم ينظرون إليك ، وإلى اختلافك عنهم ، فالمبدعون مختلفون دائماً ، وأنت ذاهب لتنال منصباً يحسدك عليه الأصدقاء قبل الأعداء .

لم يستغرق القرار مزيداً من شحذ التفكير لديك ، حزمت الأمتعة وشددت الرحال ، وعلمت بسفرك مثل غيري على منصات التواصل الإجتماعي ؛ ولكني سعدت لكونك استطعت أن تترك السلبية التي تفوح في كل مكان هنا ، وروح الكراهية التي تنبعث من كل الجهات ، مثل عاصفة من المواقف الصادمة والسيئة ، ومن حق نفسك عليك أن تستريح ولو قليلاً من عناء التفكير و التخطيط .

يا عزيزي .. كنت على علم بأنك ستنال أعلى المناصب يوم بعد يوم ، وأنك ستتفوق على زملاء جيلك ، وأجيال أخرى أتت وستأتي من بعدك ، وسيظل علمك علامة لهم ليسيروا على نهج خطاك أبد الدهر .

أتصدق يا عزيزي أني أرسلت روحي خلفك متتبعة ، أردت أن أكون أول المهنئين ، فأنا على العهد و معك في كل خطوة تخطوها ما حييت .

دنوت منك في خطىٍ ثقيلة ، ربما تُعطيني بعض الإهتمام وسط زحام من حولك ، وتمنيت ألا أشعر بأن وجودي باهتاً في عينيك ، وأستهلك طاقتي فى الإنتظار دون فائدة .

يا عزيزي اعتدت أن أواجهك بالحقيقة دائماً ، واعتدت أيضاً سماعها منك دون تزيين ، ولكن مع تجاربي القليلة في الحياة أود أن أوصيك ألا تقع ضحية تلك المثالية المفرطة ، وتعتقد بأن قول الحقيقة سوف يجعلك في مكانة مختلفة عند الناس ، فالناس تنجذب وتعشق من يستطيع تخديرها بالأوهام ، أما الحقيقة فتُثير نفورهم .

وألا تحزن من مقابلة أفعالك ونصائحك بالنكران والجفاء ، فقط تذكر : ‏"قال ربِ إني دعوت قومي ليلاً ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا .." ، فجميعنا نمشي في خطى التغيير ولم نفلح من ذلك .

يكفيكَ بوجهك المشرق أن تُنير درب الظلام وتُضئ طرقات الحياة لكل عابر ، وتذكر .. أن لا جمال ولامال يدوم في زحمة الدرب العتيق ، لن يبقى إلا عملك وأثره في النفوس ، وكلماتك الطيبة التي تصنع لنا أجنحة ، فلا تعامل الناس بمثل صنيعهم فتخسر جميل فعلك ، إذ قال ربّك "وهم يحسبون أنّهم يُحسنون صُنعًا".