كان يا ما كان
بقلم - وليد عبد الجليل
كان يا ما كان و ستظل تلك الكلمات الحائرة فوق الشفاه و لن تبلغها إلى حيث تريد و من لا يستحق.
كان يا ما كان و ستظل تلك الحروف المبعثرة بين الأنامل و تلك الرسالة التي لن تُكتب أبداً لمن لا يفهمها أو يقدرها.
كان في نفس المكان و على تلك المقاعد الشاغرة أحباب ملأوا القلب بهجة و سلاما رحلوا و ظلت آثارهم ذكريات تحيي قلوبنا العطشى و ظلت كلماتهم ملء الأسماع بلسما يداوي جراحنا.
رحلوا و ظلت أطيافهم خير مؤنث و أصدق جليس نشكو إليه غدر الأيام و تقلبات الزمن.
فسلام على الذين احتوونا في حضورهم بقلوب محبة و في غيابهم بذكراهم العطرة.
كان يا ما كان و مازال نفس المكان و مازالت نفس الوجوه و نفس الأسماء و لم تبق نفس القلوب و لا المشاعر هم جثث متحركة فسبحان من أماتهم في قلوبنا و هم على ظهر الأرض أحياء
فلا سلام على من استهلكونا و فأهلكونا ولا جمعنا الله بهم حلما و لا واقعا ولا خيالا.

