أنباء اليوم
الأربعاء 14 مايو 2025 06:30 مـ 16 ذو القعدة 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
عمرو سلطان: مشروع ”Being” يعكس رؤيتنا لتقديم حلول متكاملة تلبي كافة احتياجات العملاء وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى العراق للمشاركة في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الداخلية:نظمت وزارةالداخليةمع المكتب العربي ورشة عمل بحضور عدد من ممثلى وزارات الداخلية العربية كما شارك عدد منهم عبر تقنية الفيديو كونفرانس الداخلية: كشف ملابسات قيام قائدى سيارة أجرة ميكروباص و4 مركبات توك توك بأداء حركات إستعراضية بالإسكندرية الداخلية: كشف ملابسات قيام قائد سيارة بأداء حركات إستعراضية حال سيرهمعرضاً حياته والمواطنين للخطر الداخلية: نظمت الوزارة ورشة عمل في مجال حقوق الإنسان لمناقشة الرؤى المستقبلية والنماذج المبتكرة بروتوكول تعاون بين شعبة صحفي الاتصالات بنقابة الصحفيين و شركة ”المنتور” لتعزيز المهارات الإعلامية الرئيس السيسي يجتمع مع رئيس الوزراء ووزير الصحة محافظ بني سويف يحيل الإدارة والإشراف بمدرستي دشطوط بنين إعدادي وثانوي للتحقيق محافظ بني سويف يتفقد انتظام سير العمل ومستوى الخدمات بقرية دشطوط أورلاندو بايرتس يودّع مدربه خوسيه ريفييرو بعد ثلاث سنوات من الإنجازات والتغيير العميق وزير الإنتاج الحربي يتفقد سير العمل بشركة المشروعات والاستشارات الهندسية

جبر الخواطر


قصة :محمد شاهين
كانت الرائحة شهية للغاية هذه المرة ،وكان الدخان يلف المكان حتى بدت الرؤية ضبابية مشوشة..
لم يعد ينتمى لعالمنا وهو يتأمل قطعة اللحم المشوى على الفحم ،وذلك الرجل يعتنى بها عناية فائقة مع باقى قطع اللحم الأخرى التى بدأت تتحول إلى لون النضج الشهى ،وفاحت الرائحة منها مختلطة بتوابل وخلطات تثير الشهية وتذهب بالألباب..
كان اعتاد يوميا أن يأتى هنا ،يدفع النقود ويطلب الوجبة الممتعة ثم يقف فى إنتظار تحضيرها..
ولكن للأسف لم تكن له هو..
كان طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره تبدو ثيابه رثة بعض الشيء،يأتى كل يوم ومعه ثمن الوجبة التى يتناولها صاحب العمل فى نهم شديد يوميا ..
كان يرسله للمطعم ويناوله النقود وهو يحفظه اسم الوجبة التى لم يذق منها شريحة فى يوم ما..
ولمحه..
كان مالك المطعم يجلس هذه المرة على مكتبه ،على غير العادة..فلقد اعتاد على قيلولة يومية ،ولكن لم يمارس عادته هذه المرة لانتظار صديق له..
لمحه ،وقد سال لعاب الطفل واتسعت عيناه ،وبدأ جسده فى الارتعاش من أثر لذة الرائحة المحرمة..
أشار إلى أحد عمال المطعم ،فهرول إليه قائلا:
- أيوه يا حاج .أوامرك. .
أشار الحاج إلى الطفل..
- مين ده ..وعاوز ايه..
نظر الرجل إلى الطفل وهمس:
-ده بيشتغل عند المعلم رجب ..بتاع الخردة إلى فى أول الشارع يا حاج..بيجى كل يوم ياخد وجبة للمعلم بتاعه..
هز الحاج رأسه متفهما ،وقال:
- خليه يجيلى. .
انطلق الرجل ثم أمسك الطفل الذى فزع من الصدمة ،فقد كان فى عالم ساحر آخر..
أتى الرجل بالطفل إلى الحاج الذى صافحه مبتسما،وهو يقول:
-اسمك إيه..
-محمود..
- أنت بتجيب لمين الأكل ده يا محمود..
ارتعش محمود وهو يهمس:
- للمعلم رجب ..صاحب الشغل بتاعى
ابتسم الحاج وهو يقول :
-اكلت منه قبل كده
خفض صوت الطفل ،وبدأ خيط من اللعاب يسيل من طرف فمه ،وتهدج صوته وهو يقول:
-لأ يا حاج
صمت الحاج قليلا وقد شعر بغصة فى حلقه ..
ثم وجه كلامه للرجل الذى يعمل فى مطعمه. .
- من هنا ورايح كل ما محمود ييجى يجيب أكل للمعلم بتاعه تعمل له وجبة زيها علشانه. .ولو عاوز يقعد ياكلها هنا يقعد..
ارتعش محمود فرحا وبدأت الدموع تسيل من عينيه ،وهو يهتف:
- بس يا حاج انت ذنبك ايه تجيب لى أكل
ابتسم الحاج وهو يتمتم:
- ذنبى..مش ذنب ولا حاجة ..مش أنا اللى حاجيبلك الأكل ده يا محمود..
اتسعت عينا محمود متسائلا :
- طب مين يا حاج..
أشار الحاج إلى أعلى :
- ربنا يا محمود ..أنت بس قول الحمد لله وهو حيعملك كل اللى انت عاوزه..
تنهد محمود فى قوة وهو يهتف فى فرح :
-الحمد لله ..