أنباء اليوم
الأربعاء 17 ديسمبر 2025 04:48 صـ 26 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
الأرصاد : طقس الأربعاء . .أجواء باردة فى الصباح الباكر معتدلة الحرارة نهارا على أغلب الأنحاء وزير الرياضة وهاني أبو ريدة يحفزان المنتخب الوطني قبل أمم أفريقيا الولايات المتحدة توافق على مبيعات عسكرية محتملة إلى لبنان منتخب مصر يستعيد نغمة الانتصارات أمام نيجيريا في ختام تحضيراته لأمم أفريقيا ” خاص ” فابريس اكوا : منتخب أنجولا سيكون مفاجأة الكان ..و الفراعنة قادرون على تحقيق اللقب محمود سامي البارودي ودوره في الثورة العرابية رئيس جامعة السويس يستقبل وزير التربية والتعليم السابق ورئيس جامعة الريادة الدهشوري رئيس سيلفر سكرين يحصد جائزة التميز والابداع العربى كافضل شركة تسويق وتنظيم مؤتمرات لعام 2025 رئيس الوزراء: الحكومة تضع خفض الدين العام والخارجي وتقليل أعباء خدمته هدفًا أساسيًا خلال هذه المرحلة وزير الاتصالات : تأهيل الشباب للعمل كمهنيين مستقلين يساعد فى توسيع نطاق سوق العمل رئيس جامعة المنوفية يستقبل المستشار التعليمي بسفارة الجمهورية التركية بالقاهرة البريد المصري يستضيف ورشة عمل ”نظم وأدوات تكنولوجيا المعلومات”.. التابعة للاتحاد البريدي العالمي

جبر الخواطر


قصة :محمد شاهين
كانت الرائحة شهية للغاية هذه المرة ،وكان الدخان يلف المكان حتى بدت الرؤية ضبابية مشوشة..
لم يعد ينتمى لعالمنا وهو يتأمل قطعة اللحم المشوى على الفحم ،وذلك الرجل يعتنى بها عناية فائقة مع باقى قطع اللحم الأخرى التى بدأت تتحول إلى لون النضج الشهى ،وفاحت الرائحة منها مختلطة بتوابل وخلطات تثير الشهية وتذهب بالألباب..
كان اعتاد يوميا أن يأتى هنا ،يدفع النقود ويطلب الوجبة الممتعة ثم يقف فى إنتظار تحضيرها..
ولكن للأسف لم تكن له هو..
كان طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره تبدو ثيابه رثة بعض الشيء،يأتى كل يوم ومعه ثمن الوجبة التى يتناولها صاحب العمل فى نهم شديد يوميا ..
كان يرسله للمطعم ويناوله النقود وهو يحفظه اسم الوجبة التى لم يذق منها شريحة فى يوم ما..
ولمحه..
كان مالك المطعم يجلس هذه المرة على مكتبه ،على غير العادة..فلقد اعتاد على قيلولة يومية ،ولكن لم يمارس عادته هذه المرة لانتظار صديق له..
لمحه ،وقد سال لعاب الطفل واتسعت عيناه ،وبدأ جسده فى الارتعاش من أثر لذة الرائحة المحرمة..
أشار إلى أحد عمال المطعم ،فهرول إليه قائلا:
- أيوه يا حاج .أوامرك. .
أشار الحاج إلى الطفل..
- مين ده ..وعاوز ايه..
نظر الرجل إلى الطفل وهمس:
-ده بيشتغل عند المعلم رجب ..بتاع الخردة إلى فى أول الشارع يا حاج..بيجى كل يوم ياخد وجبة للمعلم بتاعه..
هز الحاج رأسه متفهما ،وقال:
- خليه يجيلى. .
انطلق الرجل ثم أمسك الطفل الذى فزع من الصدمة ،فقد كان فى عالم ساحر آخر..
أتى الرجل بالطفل إلى الحاج الذى صافحه مبتسما،وهو يقول:
-اسمك إيه..
-محمود..
- أنت بتجيب لمين الأكل ده يا محمود..
ارتعش محمود وهو يهمس:
- للمعلم رجب ..صاحب الشغل بتاعى
ابتسم الحاج وهو يقول :
-اكلت منه قبل كده
خفض صوت الطفل ،وبدأ خيط من اللعاب يسيل من طرف فمه ،وتهدج صوته وهو يقول:
-لأ يا حاج
صمت الحاج قليلا وقد شعر بغصة فى حلقه ..
ثم وجه كلامه للرجل الذى يعمل فى مطعمه. .
- من هنا ورايح كل ما محمود ييجى يجيب أكل للمعلم بتاعه تعمل له وجبة زيها علشانه. .ولو عاوز يقعد ياكلها هنا يقعد..
ارتعش محمود فرحا وبدأت الدموع تسيل من عينيه ،وهو يهتف:
- بس يا حاج انت ذنبك ايه تجيب لى أكل
ابتسم الحاج وهو يتمتم:
- ذنبى..مش ذنب ولا حاجة ..مش أنا اللى حاجيبلك الأكل ده يا محمود..
اتسعت عينا محمود متسائلا :
- طب مين يا حاج..
أشار الحاج إلى أعلى :
- ربنا يا محمود ..أنت بس قول الحمد لله وهو حيعملك كل اللى انت عاوزه..
تنهد محمود فى قوة وهو يهتف فى فرح :
-الحمد لله ..