مسلة الملك رمسيس الثاني المعلقة تفتح أبوابها في افتتاح أسطوري للمتحف المصري الكبير
في مشهد يليق بعظمة الحضارة المصرية القديمة، شهدت مصر اليوم افتتاح المتحف المصري الكبير، أضخم مشروع ثقافي وأثري في العالم الحديث، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من قادة وزعماء العالم، ليعلن للعالم انطلاق فصل جديد من مسيرة مصر مع التاريخ والإنسانية.
أقيم الحفل على أنغام موسيقى فرعونية حديثة امتزجت فيها الإضاءة بالليزر لتضيء واجهة المتحف الزجاجية الضخمة المطلة على أهرامات الجيزة، في لوحة بصرية مبهرة جسّدت عبق الماضي بروح الحاضر.
وقد اصطف تمثال الملك رمسيس الثاني شامخًا في بهو المتحف، يرحب بالضيوف والزوار، بينما خطفت الأنظار المسلة المعلقة التي تتوسط المدخل الرئيسي، في تصميم هندسي فريد يجعلها تبدو وكأنها تحلّق في السماء، لتكون رمزًا للخلود واستمرارية الحضارة المصرية عبر الزمن.
وخلال كلمته، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن افتتاح المتحف المصري الكبير هو "رسالة سلام من أرض الحضارة إلى شعوب العالم"، مشيرًا إلى أن المتحف ليس مجرد صرح أثري، بل هو مشروع حضاري وإنساني يوثق مسيرة الإنسان المصري منذ آلاف السنين.
يضم المتحف أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة في مكان واحد، إلى جانب مراكب الملك خوفو، وتماثيل الآلهة المصرية، ولوحة مرنبتاح الشهيرة.
كما يتميز المتحف بوجود الدرج العظيم الذي يصطف عليه عشرات التماثيل الملكية والآثار الضخمة في مشهد مهيب يروي تاريخ مصر عبر العصور.
وامتدت الاحتفالات إلى ميادين القاهرة وعدة محافظات، حيث تحولت الساحات العامة إلى شاشات عرض ضخمة لمتابعة الافتتاح في بث مباشر، وسط أجواء وطنية عكست فخر المصريين بحضارتهم القديمة.
وبعد أكثر من عشرين عامًا من العمل المتواصل، تفتح مصر اليوم أبواب أعظم متاحف العالم لتستقبل ملايين الزوار من مختلف أنحاء الأرض، وتؤكد مجددًا أنها أم الدنيا ومهد الحضارة، وأن تاريخها لا يزال ينبض بالحياة من جديد تحت شمس الجيزة.


