كنوز توت عنخ آمون في المتحف المصري الكبير تستعد للظهور في أبهى صورها
تتأهب قاعات المتحف المصري الكبير لاستقبال الزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث تُعرض للمرة الأولى كاملة كنوز الملك توت عنخ آمون، الفرعون الذهبي الذي ما زال يبهر العالم بعد مرور أكثر من ثلاثة آلاف عام على وفاته.
منذ اكتشاف مقبرته عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر في وادي الملوك بالأقصر، أصبحت مقتنيات الملك الشاب رمزًا للحضارة المصرية القديمة وأحد أهم الاكتشافات الأثرية في التاريخ. واليوم، بعد أكثر من قرن من ذلك الحدث التاريخي، تتأهب هذه الكنوز للانتقال إلى مقرها الدائم في المتحف المصري الكبير، في عرض يعد الأضخم في تاريخ المتاحف.
يضم المعرض أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية اكتُشفت داخل المقبرة، من بينها التابوتات الذهبية الشهيرة، القناع الذهبي الأسطوري الذي يُعد من أجمل روائع الفن المصري القديم، والعجلات الحربية، والأسلحة، والمجوهرات، والأثاث الجنائزي الذي كان يرافق الملك في رحلته إلى العالم الآخر.
وقد أُعدّت القاعات الخاصة بالملك توت عنخ آمون داخل المتحف وفق أحدث أنظمة العرض المتحفي في العالم، بحيث تنقل الزائر في رحلة بصرية وتاريخية داخل حياة الملك الصغير، من ميلاده إلى وفاته الغامضة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وتم استخدام الإضاءة الدقيقة والوسائط التفاعلية لتبرز بريق الذهب وتفاصيل الحرفية الدقيقة التي ميّزت فنون عصره.
ويؤكد المسؤولون في وزارة السياحة والآثار أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون حدثًا عالميًا يجسد مكانة مصر كمهبط للحضارات ومتحف مفتوح للعالم، إذ سيضم المتحف إلى جانب كنوز توت عنخ آمون آلاف القطع من مختلف العصور الفرعونية، من عهد الأهرامات إلى العصر البطلمي.
إنّ عرض كنوز توت عنخ آمون في هذا الصرح العملاق لا يُعد مجرد افتتاح لمتحف جديد، بل ولادة جديدة لتراث الإنسانية، ورسالة فخر من مصر إلى العالم، تُذكّر بأن أرض النيل ما زالت قادرة على إبهار الأجيال بما تخبئه من أسرار الملوك والآلهة.













