أنباء اليوم
الخميس 20 نوفمبر 2025 06:28 مـ 29 جمادى أول 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير الشباب والرياضة يلتقي رئيس مكتب الـNBA بمصر رئيس هيئة المحطات النووية: لولا دعم الرئيس السيسي لما تحقق مشروع إنشاء محطة الضبعة رئيس الوزراء: مشروع الضبعة النووي لإنتاج الكهرباء سيوفر ما يقرب من 2.5 – 3 مليارات دولار سنوياً الأهلي يخوض المران غدًا بحضور وسائل الإعلام استعدادًا لمباراة شبيبة القبائل بحضور أكثر من 104 آلاف زائر وتوقيع 18 مذكرة تفاهم ”كيه-إكسبو 2025”يختتم بنجاح فعالياته في الإمارات ”منصة للتوزيع” تواصل رحلتها لنشر المعرفة ودعم الناشر الإماراتي في المغرب والكويت توروب» و«الشناوي» يحضران غدًا المؤتمر الصحفي لمباراة شبيبة القبائل بدوري أبطال أفريقيا الأهلي يشكو نائب رئيس البنك الأهلي إلى وزراء المالية والتعليم والرياضة ومحافظ البنك المركزي والنائب العام التعليم العالي : الوافدين تنظم زيارة موسعة إلى مدينة الإنتاج الإعلامي الأوقاف تفتتح (١٠) مساجد غدًا الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله عز وجل جامعة القاهرة ترحّب بفخامة الرئيس لي جاي ميونغ رئيس جمهورية كوريا في زيارة تاريخية الرئيس السيسى ونظيره الكورى يؤكدان ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة الدول

زودياك دندرة خريطة السماء المنحوتة على جدران معبد حتحور

صورة توضيحية
صورة توضيحية

في قلب معبد حتحور بمدينة دندرة بمحافظة قنا، يتلألأ نقش فلكي فريد أسر أنظار العلماء منذ اكتشافه، وهو ما يعرف بـ“زودياك دندرة” أو دائرة البروج، أقدم خريطة سماوية منقوشة في العالم القديم. هذا الزودياك الذي يزين سقف مقصورة أوزوريس داخل المعبد لم يكن مجرد زخرفة فنية، بل رؤية مصرية بطلمية للكون تربط بين الدين والفلك والأسطورة. يعود تاريخه إلى نحو عام خمسين قبل الميلاد، حين كان المصريون تحت حكم البطالمة، وهو يمثل امتدادًا لطقوس العبادة التي جمعت بين الرموز السماوية والإلهية، إذ صُوّرت الأبراج الاثنا عشر في دائرة بارعة التناسق تحيط بالسماء والنجوم والكواكب. تتجلى في النقش رموز الأبراج المعروفة مثل الحمل والثور والعقرب والدلو، إلى جانب تجسيد مصري خاص مثل الإله حابي الذي يمثل برج الدلو وهو يسكب الماء من قدحين. كما تضم الدائرة تمثيلاً للكواكب الخمسة التي عرفها المصري القديم: عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل، مرتبة وفق مواقعها في السماء، وحولها تتوزع ستة وثلاثون “ديكانًا” تمثل التقسيمات الزمنية للعام المصري القديم.

هذا العمل الفني الفلكي المذهل جذب اهتمام الحملة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر، حين نُشر أول رسم له عام 1802 وأثار جدلاً واسعًا حول عمره ودلالته، إذ رأى بعض الباحثين أنه يمثل تاريخًا سماويًا محددًا يمكن بواسطته تأريخ بناء المعبد. ورجح آخرون أنه تأثر بالفكر البابلي واليوناني لكنه ظل يحمل روح مصر القديمة، حيث اندمجت فيه الرموز الدينية لحتحور وأوزوريس وإيزيس وحورس مع حركة الأجرام السماوية. ومع مرور الوقت أصبح الزودياك رمزًا للحكمة المصرية القديمة وللقدرة على الربط بين السماء والأرض في فلسفة بصرية مذهلة.

وفي مطلع القرن التاسع عشر نُقلت القطعة الأصلية من سقف المعبد إلى فرنسا، وتعرض اليوم في متحف اللوفر بباريس، بينما بقيت نسخة طبق الأصل في مكانها داخل المعبد. ومع ذلك ما زال زودياك دندرة يمثل مفخرة أثرية وعلمية لمصر، وشاهداً على عبقرية المصري القديم الذي استطاع أن يحول السماء إلى لوحة حجرية خالدة تنبض بالحياة والرموز عبر آلاف السنين.