الأزهر يطلق خارطة طريق طموحة لتمكين المرأة ودمج ذوي الإعاقة دعماً لرؤية مصر 2030

في خطوة نوعية تعكس عمق الرؤية ورسوخ المسؤولية المجتمعية، أطلق الأزهر الشريف حزمة من التوصيات الاستراتيجية المحورية، وذلك في إطار مساعيه الحثيثة لتفعيل رؤية مصر 2030، ووضع أسس متينة لتمكين المرأة وضمان الدمج الكامل والفعال للأشخاص ذوي الإعاقة في نسيج المجتمع.
وتأتي هذه التوصيات كخارطة طريق شاملة، تترجم التوجه الوطني نحو بناء جمهورية جديدة تتسع للجميع، وتؤكد على الدور الريادي للمؤسسات الدينية والتعليمية العريقة في قيادة التغيير الاجتماعي الإيجابي وبناء الوعي.
أبرز محاور الاستراتيجية:
رعاية شاملة: حيث أعلن الأزهر عن إنشاء مركز دائم لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة بجامعته، ليكون منارة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي المتخصص، مع إيلاء اهتمام خاص باحتياجات الفتيات والنساء لضمان حصولهن على الرعاية اللازمة في بيئة آمنة ومحتضنة.
تمكين الكوادر:من خلال تصميم برامج تدريبية متخصصة تستهدف إعداد الكوادر الفاعلة في المجتمع، من أطباء ومعلمين وطلاب، لتمكينهم من امتلاك الأدوات والمعارف العلمية والعملية للتعامل مع ذوي الإعاقة بكفاءة واقتدار.
تأصيل علمي راسخ:وذلك بإدماج قضايا الإعاقة ومنظور التكيف معها ضمن المحتوى التعليمي بكليات التربية والخدمة الاجتماعية والتمريض، لضمان تخريج أجيال من Professionals قادرين على قيادة مسيرة الدمج بوعي عميق.
تحالفات مجتمعية فاعلة: تسعى الاستراتيجية إلى توسيع نطاق الشراكات بين الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني، لدعم وإطلاق مشروعات تنموية مستدامة تهدف إلى خدمة ذوي الإعاقة وتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً.
معركة تصحيح المفاهيم: حيث دعت التوصيات إلى إطلاق حملات إعلامية توعويةواسعة النطاق، هدفها تفكيك الصور النمطية السلبية، وإبراز النماذج الملهمة والناجحة من الأشخاص ذوي الإعاقة لتكون قدوةً ونبراساً.
دعم الرائدات: مع تركيز خاص على دعم المرأة الراعية لأبناء من ذوي الإعاقة، عبر تقديم مساندة اجتماعية ونفسية مكثفة، مدعومة بحوافز تشجيعية تعترف بدورها الجليل وتخفف من الأعباء الملقاة على كاهلها.
إطار مؤسسي عادل: عبر العمل على تعزيز وتطبيق سياسات الدمج المجتمعي والتعليمي على أساس راسخ من مبدأ تكافؤ الفرص، وضمان حق الجميع في الوصول إلى الخدمات دون تمييز.
استقلالية اقتصادية: من خلال تمكين نساء أسر ذوي الإعاقة اقتصادياً، بإنشاء مشروعات صغيرة ومتنوعة ممولة من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية، لضمان حياة كريمة ومستقبل مستقر لهن ولأُسرهن.
التمكين القانوني:وسعياً لبناء خط دفاع قوي عن حقوق هذه الفئة، أولت التوصية بأهمية رفع الوعي القانوني للفتيات والنساء بحقوق ذوي الإعاقة، ليكونن سنداً وعوناً في الدفاع عن مكتسباتهم وضمان عدم انتهاكها.
بهذه الرؤية الشاملة والمتكاملة، يؤكد الأزهر أن مسيرة التنمية لا تكتمل إلا بضمير إنساني يقظ، وإرادة صلبة تضع نصب عينيها أن تمكين المرأة ودمج ذوي الإعاقة ليسا ترفاً فكرياً، بل هما ركيزتان أساسيتان في بناء مستقبل مصر القائم على العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية للجميع.