الجامع الأزهر يواصل احتفالاته بميلاد النبي ﷺ

واصل الجامع الأزهر عقد أمسياته الدينية، حيث أقام اليوم الثلاثاء أمسية جديدة تحت عنوان: «النبي ﷺ وبناء الشباب»، حاضر فيها فضيلة أ.د. نادي عبد الله، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة جامعة الأزهر، وشارك فيها القارئ الشيخ رمضان سعد، والمبتهل الشيخ محمد عبد الجواد، وقدمها الأستاذ أبو بكر عبد المعطي المذيع بإذاعة القرآن الكريم.
قال فضيلة الدكتور نادي عبد الله، إن الشباب هم بناة الأوطان، فهم أساس الحضارة وقوتها الدافعة، ويكمن سر هذه القوة في عزيمتهم الصلبة، ونجح النبي ﷺ في بناء جيل عظيم من الشباب في مختلف المجالات، الذين كانوا نواة المجتمع الإسلامي الأول، والذي يعد من أكثر المجتمعات تحضرًا في تاريخ البشرية، ويعود الفضل في ذلك إلى أن النبي أول ما زرعه فيهم هو الإيمان، لأن الإيمان القوي يجعل الإنسان صاحب قضية يسعى جاهدًا لنصرتها والدفاع عنها، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ حرص على أن يزرع في هذا الجيل الذهبي من شباب الأمة الإيمان قبل أن يعلمهم القرآن الكريم، وفي هذا يقول جندب بن عبد الله: "كنا مع النبي ﷺ ونحن فتيانٌ حزاورةٌ، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانًا".
وأوضح فضيلة الدكتور نادي عبد الله، أن الإيمان أوسع وأشمل من مجرد أداء الشعائر الدينية، فهو يضم القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة وحسن المعاملة. ولهذا، عكست سلوكيات الصحابة رضوان الله عليهم إيمانهم القوي، وفي هذا المعني يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنه: "لقد عشنا برهة من الدهر وأحدنا يُؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم، فيُتَعلم حلالها وحرامها، وآمرها وزجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها، ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ من بين فاتحته إلى خاتمته، ما يدري ما آمره ولا زاجره"، والأمة اليوم في حاجة إلى أن يتمسك شبابها بالقيم الإيمانية التي ربى عليها النبي ﷺ، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ كان يعتمد على الشباب في كثيرًا من الأمور، لأنه ﷺ يرى فيهم القدرة على العطاء والتضحية، فكان يجلس معهم ويحفزهم في كل أمر من الأمور، ولم يُعرف مجتمع مكن الشباب وأخذ بيدهم مثلما فعلا النبي ﷺ في المجتمع المسلم، لأنهم اقتدوا برسول الله ﷺ في كل شيء
وأضاف فضيلة الدكتور عبد الله، أن الشباب بحاجة إلى خطاب تربوي وعقلاني، بعيدًا عن أي أسلوب تنفيري أو زجري، وقد سار النبي ﷺ على هذا النهج، حيث كان يخاطب عقول الشباب، مما مكنهم من أن يكون لهم تأثير كبير في الأماكن التي أرسلهم إليها، ومنحهم القدرة على القيادة في سن مبكرة.
وفي ختام الأمسية، أكد الأستاذ أبو بكر عبد المعطي، أهمية العناية بالشباب لأنهم مستقبل الأمة وثروتها، فبهم تقام الحضارة ويحققون الأمن للأوطان وتتقدم بهم الأمم، ولا يعرف مجتمع حقق نهضة بدون اعتماد على الشباب، والنبي ﷺ أسس منهجًا تربويا كاملًا في تربية الشباب وتأهليهم، هذا المنهج مكن الأمة الإسلامية أن تحقق نهضة لا مثيل لها.
تأتي هذه الفعاليات برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، وباعتماد فضيلة أ.د محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.