قرارات تاريخية تعكس إيمان القيادة السياسية بدور المرأة كشريك في بناء الوطن

تعيش المرأة المصرية اليوم واحدة من أهم لحظاتها الفارقة في التاريخ الحديث، بعد صدور القرارات الجمهورية بتعيينها في منصب مندوب مساعد بمجلس الدولة، ومعاون بالنيابة العامة، للمرة الأولى منذ نشأة القضاء المصري. إنها ليست مجرد قرارات إدارية عابرة، بل خطوة تاريخية تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الدولة المصرية ماضية بوعي كامل في مسار تمكين المرأة وتعزيز دولة القانون.
لقد جاء هذا القرار ليترجم عمليًا إيمان القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالدور الأصيل للمرأة كشريك رئيسي في بناء الوطن. هذا الإيمان لم يعد مجرد شعارات، بل أصبح واقعًا ملموسًا يفتح الباب واسعًا أمام المرأة لتثبت كفاءتها وجدارتها في أعلى المناصب القضائية.
إن دخول المرأة ساحة القضاء، بعد نضال طويل ورحلة كفاح امتدت لعقود، يمثل انتصارًا جديدًا للعدالة الاجتماعية، وتجسيدًا لإرادة سياسية واعية تؤمن بأن بناء دولة حديثة لا يكتمل إلا بمشاركة المرأة والرجل معًا. وهو أيضًا رسالة واضحة للأجيال الجديدة من الفتيات: أن أبواب الريادة والتميز باتت مفتوحة، وأن العزيمة والعلم والكفاءة هي مفاتيح الوصول إلى القمة.
ولا يمكن في هذا السياق أن نغفل الدور الداعم لوزارة العدل، ورجال مجلس الدولة والمجلس الخاص، والمجلس الأعلى للقضاء، والنيابة العامة، الذين شاركوا في صناعة هذا التحول التاريخي، وأكدوا أن التمكين لا يتحقق إلا بتكاتف مؤسسات الدولة مع رؤية القيادة السياسية.
إن ما نعيشه اليوم ليس مجرد حدث تاريخي، بل بداية عصر ذهبي للمرأة القاضية، عصر ستشهد فيه العدالة المصرية طاقات جديدة، بروح شابة، وبفكر عصري، وبإصرار على أن تكون المرأة المصرية في مكانتها المستحقة، صانعة للقرار، وحامية للقانون، وشريكة في بناء المستقبل.
هذه الخطوة ليست نهاية المطاف، بل هي بداية مسار طويل نحو مزيد من الإنجازات التي تعزز من صورة مصر الحديثة، مصر التي تؤمن بأن أبناءها وبناتها جميعًا، دون تمييز، هم عماد حاضرها ورهان مستقبلها.