أنباء اليوم
الجمعة 8 أغسطس 2025 02:46 مـ 13 صفر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
محافظ الجيزة: ضبط 2886 مخالفة تموينية خلال شهر وزير التعليم العالي يترأس اجتماع مجلس أمناء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا والابتكار محافظ أسيوط: إطلاق مسابقة ”أفضل مزارع وأعلى إنتاجية وأفضل محصول” عاجل .. النيابة العامة تأمر بحبس 8 متهمين من التيك توكر لبثّهم مقاطع خادشة للحياء وزير الدفاع والإنتاج الحربى يلتقى بعدد من مقاتلى المنطقة الجنوبية العسكرية‎ مركز تحديث الصناعة يطلق موقعًا إلكترونيًا لمشروع ”كريتيف إيجيبت” الجامع الأزهر يختتم الأسبوع الدعوي التاسع لمجمع البحوث الإسلامية وفاة الفنان سيد صادق والجنازة عقب صلاة الجمعة من مسجد الشرطة بالشيخ زايد الداخلية : ضبط عدد من قضايا الإتجار فى العملات الأجنبية المختلفة بقيمة 4 مليون جنيه الداخلية تواصل حملاتها المرورية بكافة الطرق والمحـاور على مستوى الجمهورية محافظ بني سويف يُكلف وكيل وزارة الصحة بمتابعة مستجدات حادث الطريق الصحراوي الشرقي وزير الإسكان يُصدر قرارات إزالة لمخالفات بناء بمدينة غرب بورسعيد والساحل الشمالي الغربي

الجامع الأزهر يختتم الأسبوع الدعوي التاسع لمجمع البحوث الإسلامية

صورة توضيحية
صورة توضيحية


اختتم الجامع الأزهر أمس الخميس فعاليات الأسبوع الدَّعوي التَّاسع للجنة العُليا للدَّعوة بمجمع البحوث الإسلاميَّة، بندوة تحت عنوان: (حِفظ الأوطان من مقاصد الشريعة)، بحضور أ.د علي مهدي، أستاذ الفقه وأمين سر هيئة كبار العلماء، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا لشئون الدعوة بمجمع البحوث الإسلاميَّة، والشيخ يوسف المنسي، عضو أمانة اللجنة العُليا لشئون الدعوة.

أكد فضيلة الدكتور حسن يحيى أن الحفاظ على الوطن ليس مجرد شعارات تُرفع أو كلمات تُردد، بل هو التزام بأعمال تُنجز، ومشاريع تُنفذ، وقيم تُوظف من أجل نهضته ورقيه على كافة المستويات، مما يعني أن كل فرد مدين لوطنه بالعمل الدؤوب لتحقيق هذا التقدم، وأشار إلى أن التراث الإسلامي يقدم رؤية واضحة مستلهمة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لبناء الوطن، ترتكز هذه الرؤية على ستة أسس هي: دين متبع، ووطن ذو سيادة، وأمن عام، وعدل شامل، وخصب دائم، وأمل فسيح، وبناءً على ذلك، فإن محبة الوطن الحقيقية تستوجب تطبيق هذه الرؤية والعمل على تدعيم أركانها، كلٌ في مجاله.

وأضاف الدكتور حسن يحيى أن الترابط بين الكليات الخمس حفظ (النفس، والعقل، والدين، والمال، والنسل) وحماية الأوطان واضح وجلي، فكل هذه الكليات، التي تُعد من مقاصد الشريعة الأساسية، لا يمكن تحقيقها إلا في إطار وطن آمن ومستقر، لأن التصور الإسلامي في تحديد الكليات الخمس يرتبط ارتباطًا وثيقًا بفكرة الحفاظ على الوطن، ولذلك فإن أي اعتداء على هذه الكليات يُعد اعتداءً على الوطن بحد ذاته، ومن هنا تتجلى عظمة قيم الإسلام في كونها حصنًا للأوطان ومصدرًا للاستقرار.

وأوضح أمين اللجنة العليا للدعوة أن الحفاظ على الوطن يكمن في تنمية ثرواته وصون منجزاته الحضارية ومكتسباته المادية، فلا يستقيم الحفاظ على الوطن مع تخريب مرافقه العامة كالسكك الحديدية، ولا يتفق مع تغييب العقول بالمخدرات، أو تزييف وعيها بالخلاعة والمجون، أو إشغال شبابها بتوافه الأمور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن من أساسيات الحفاظ على الوطن حماية منظومة القيم التي تحصن المجتمع أخلاقيا وسلوكيا، فلا يتصور وطن بلا قيم حاكمة وضابطة لتصرفات الناس فيه، ومن ثم فإن الاجتراء على بث الخلاعة والمجون، والانحلال الخلقي، لا يناسب تلك المجتمعات المتحضرة، لذلك ضمنت القيم الإسلامية بناء مجتمع راقي ومتحضر.

من جانبه قال فضيلة الدكتور علي مهدي، أمين سر هيئة كبار العلماء، إن الشريعة الإسلامية أقامت للوطن أحكاما، لأن النفس البشرية تتأثر بالوطن وتتعلق به تعلقا شديدا وهو ما يوضح قوله تعالى: "وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا"، لأن فراق الأوطان والخروج منها أمرا صعبا، لذلك صاغت الشريعة الإسلامية جملة من الأحكام والرخص المتعلقة بالوطن، فوجدنا أحكام تتعلق بمفارقة الوطن كرخص الصلاة والصيام للمسافر، وراعت الشريعة هذا المعنى لأن الذي فارق وطنه مسكين، ومن الأحكام أيضا تلك المتعلقة بالذكاة وهي عدم نقل الشخص ذكاته من موطنه إلى موطن آخر، وهي إشارة إلى تحقيق التلاحم بين أبناء المجتمع، مشيرا إلى النبي صلى الله عليه حب وطنه حبا منقطع النظير وعبر عن هذا الحب تلك الكلمات الخالدة التي قالها عندما خرج من مكة "وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ"، وهو خير دليل على حب الوطن، كما أن الدين ليس بديلا للوطن ولا الوطن بديلا للدين، بل هما جناحان لأمة سوية مستقرة.

وأضاف فضيلة الدكتور علي مهدي، إن حب الوطن فطرة جبل عليها المصريون منذ القدم، لذلك لا تجد من يضحي بنفسه من أجل الحفاظ على حياة الآخرين، مثل المصريين، هذا المشهد البطولي العظيم الذي نراه يتكرر في العديد من المواقف التي تتطلب تضحية، وإن دل هذا فإنما يدل على عمق إيمان هذا الشعب العظيم، لأن حب الوطن والدفاع عنه ليس بمعزل عن الإيمان بالله سبحانه وتعالى، بل تمام عبادة الله هو حب الوطن وإتقان العمل فيه والإحسان إلى الناس من حولك، وزراعة الأمل في نفوس الآخرين، فكل هذه الأمور تدل على حسن إيمان الفرد وتنم عن فهم حقيقي وصحيح لحقيقة الدين الذي دعانا إلى حب الأوطان، لأنه يمكن لإقامة الدين على الوجه الأمثل إلا في وطن أمن ومستقر.

وبين فضيلة الدكتور علي مهدي، أن حب الوطن لا يكون بالشعارات البراقة، وإنما يكون بتلاحم الشعب ووحدة صفه في مواجهات التحديات التي تحيط به من كل جانب، كما يكون حب الوطن بالوعي والفهم الصحيح لما يحاك له من خارجه من مؤامرات ومكائد، وعلينا أن نطبق هذا المعنى في واقعنا اليوم، وأن نكون على وعي بما يدبره الصهاينة من مكائد وشائعات في محاولة لتفكيك وحدة شعبنا واحداث خلخلة في بنيته الاجتماعية، مشيرا إلى إن الوطن الأمن المستقر هي نعمة عظيمة يجب أن يحافظ عليها الإنسان وأن يعمل جاهدا لأجل تحقيق أمنه وأمانه.

جدير بالذكر أن فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية التاسع بالجامع الأزهر استمر لمدة خمسة أيام، تنوعت فيها المحاور التي طرحت خلال الندوات واللقاءات الفكرية التي حاضر فيها كِبار علماء الأزهر الشريف، لتشمل: أثر اليقين في تحقيق الأمن النفسي والمجتمعي، والأخوّة والإيثار كإحدى دعائم الاستقرار، والأمانة والمسؤولية في صيانة الحقوق، وحفظ الأوطان بوصفه مقصدًا من مقاصد الشريعة الإسلامية، بهدف بثِّ الوعي الدِّيني الرشيد، وتعزيز البناء الفِكري والأخلاقي للمجتمع.

يأتي ذلك وفق توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، وباعتماد فضيلة أ.د محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف أ.د عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.

موضوعات متعلقة