أنباء اليوم
الخميس 9 مايو 2024 12:04 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

موجة غلاء الأسعار تقتحم جميع الأسوار قطوف إقتصادية ( ٨)

أميرة عبد العظيم
أميرة عبد العظيم

لقد علا صوت غلاء الأسعار إلى أن أصبح بلاءاً شديد الخطورة على الناس .

وهذا الداء لا بد من توجيه النظر إليه من منظار دقيق لأن مثل هذه الظواهر الخطيرة إذا لم تُعالج تؤدى إلى كوارث ونتائج غير مرغوب فيها: منها إتساع الطبقة الفقيرة على المستوى المحلى وبين معظم الأسر، وظهور الأمراض الخطيرة وتفشى البطالة ومن ثم السرقة والإجرام، وكثرة المتضرّرين، وفوق كل ذلك يتراكم الهم ويعم الغم والحزن بين الناس.

حقيقة الأمر أن الغني ربما لا يشعر، فعندما يذهب لشراء أى شيء تكون لديه القدرة المالية ليشتريه بأي ثمن كان!

جدير بالذكر أن موجة الغلاء هذه إجتاحت أسواق العديد من البلاد العربية فقد إرتفعت أسعار المواد الغذائيه إرتفاعًافاحشاً، مما أدى إلى إنهاك جيوب الشرائح الإجتماعية من ذوي الدخول المحدود.

ولا شك أن مثل هذا يؤدي بتسلسله إلى نتائج ذات آثار أخرى والتى منها عزوف الأفراد عن الشراء، وإنخفاض حركة البيع والشراء، والذي يؤدي بدوره إلى الركود الإقتصادي(التضخم) الذي يعود ضرره بالكثير.

فقدتضاعفت أسعار الخضروات في بعض الحالات إلى 200% أو 300%، وهكذا مسّ هذا الارتفاع حليب الأطفال، ومواد البناء، وأسلاك الكهرباء، والحديد، والإسمنت، ثم الأراضي والعقارات وإرتفاع الإيجارات وفواتير الخدمات والنواحي الصحية وتكاليف التعليم والنقل ونحوها، وهكذا من الأمور التي تضرب القوة الشرائية للفرد.

و هذا مايُثير فضولي لمعرفة الأسباب وعلاجها.

فإذا وُجد الجشع والطمع من بعض التجار فلا بد من علاجه، وإذا ضعفت المراقبة فلا بد من تعزيزها، وإذا تقلّص دعم المواد الأساسية فلا بد من زيادته، وإذا كانت الخصخصة في بعض القطاعات هي السبب فلا بد من مراجعة وإعادة النظر فيها.

وهذه العولمة التي أكلت الأخضر واليابس لها آثارٌ بشعة في غلاء الأسعار، وتدخل الشركات الأجنبية الغنية التي تقوم بشراء المنشآت المحلية باسم تحرير التجارة وإلغاء القيود، كلها في الحقيقة خسائر الاقتصاد المحلي؛ لأن هؤلاء سيقومون بتحويل أرباحهم أولاً بأول إلى الخارج.

وهكذا تمضي العجلة في هذه العولمة التجارية التي تأكل الأخضر واليابس.

وقد وجد في بعض الدراسات أن الكماليات هي ثلث المشتريات، ووجد أن العربة التي تملؤها ربة البيت في البقالات والمحلات الكبيرة غالبها يمكن الإستغناء عنه. .

وبناءاً عليه وجب أيضاً على المستهلك ترشيد الاستهلاك، والحرص على أن يصرف القرش في محله.