مسجد شيان الكبير.. مكافأة الصين للمسلمين

الروايات تشير إلى أن المسجد بُني في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث كان التجار المسلمون يتوافدون إلي الصين بقصد التجارة.

رغم وجود أكثر من 35 ألف مسجد في الصين ، فإن مسجد "شيان الكبير" هو أقدمها وأشهرها علي الإطلاق ، وقد بناه إمبراطور الصين لعائلة مسلمة أسهمت في مواجهة القراصنة ، وتقول الحكاية إن الإمبراطور تشو دي كلّف البحار تشينغ برئاسة فريق بحري ضخم لزيارة بلدان سواحل المحيط الهندي ، ولأن تشينغ افتقر إلي مترجم للغة العربية ، سافر إلي مسجد شيان ألف كلم ، واختار إمام مسجد هاسان مترجمًا ، وأدي مهمته بشكل رائع ، فطلب تشينغ من الإمبراطور أن يكافئ هاسان الذي رفض مكافأة نفسه ، بل طلب إعادة بناء المسجد الكبير ، وصمّم تشينغ مخطط البناء بنفسه ، ليظهر المسجد بوجه جديد.

شهد عام 742 الميلادي شهد بداية مسجد شيان الذي يعتبر أقدم المساجد في الصين ، أي بعد ظهور الإسلام بمئة عام تقريبًا ، ويمتزج شكله المعماري من التراث الإسلامي والصيني حسب التاريخ المنقوش علي الحجر الموجود داخل الجامع.

بُني المسجد علي مساحة تبلغ 13 ألف دونم من الأرض ، وزُينت جدرانه بالأيات القرآنية المكتوبة باللغتين العربية والصينية ، أما الأبواب الخشبية الذي تتسع ل 200 شخص تقريبًا فيغلب عليها النقوش الخشبية بالخط الصيني.

شهد جامع شيان الكبير 13 قرنًا مرت عليه خلالها 5 إمبراطوريات صينية ، كما شهد فعاليات توسعة وترميم في كل مرحلة زمنية حيث يتناوب سبعة أئمة علي خدمة الجامع الذي يجمع بين البساطة والأناقة ، ويقع في منطقة توجد فيها بيوت وأماكن عمل المسلمين ، يوجد بداخله 675 قطعة من اللوح الهندسي داخل قاعة الصلاة كل واحدة كُتب عليها : " السلام على الله سبحانه وتعالى الواحد الأحد".

تتجلي روعة هذا المسجد في الترتيب المتناسق والمنسجم لمبانيه وكثرة أنصابه الحجرية والهدوء الذي يرن عليه ، ودقة النقوش الزخرفية علي أبواب مبانيه الخشبية.